الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى سنتعض؟ ويكون العراق من اغلى المقدسات؟؟؟

عزيز العراقي

2009 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عندما اصدر رئيس الوزراء السيد المالكي قراراً بنقل آمر الحركات في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف الى دائرة المحاربين , - وهو في الحقيقة تجميد او اقالة – اثار الكثير من التساؤلات . ذلك لكون السيد خلف شخصية عسكرية معروفة بنزاهتها ومهنيتها العالية , ولعب دوراً كبيراً في القضاء على الكثير من الارهابيين والعصابات المنظمة , ويمكن القول انه احد القلائل الذين اعادوا الثقة بقوات وزارة الداخلية , التي اخترقت بالكامل من قبل المليشيات – وبالذات الشيعية – عندما كان السيد بيان جبر وزيراً للداخلية والسيد ابراهيم الجعفري رئيساً للوزراء . وبالمقابل ان وزير الداخلية الحالي السيد جواد البولاني وبما عرف عنه من مهنية لم ينفذ امر رئيس الوزراء باقالة خلف . الا بعد التأكد من الاتهامات التي وجهت اليه اولاً , وثانياً ان القرار تجاوز على صلاحيات وزير الداخلية من قبل رئيس الوزراء , حيث لم يؤخذ رأيه , ولم يسمع بموضوع الاقالة الا عندما اذاعته وسائل الاعلام , وهو المسؤول المباشر عن خلف .

موقع " صوت العراق " نشر يوم 20091001 ما يلي : افاد ضابط كبير في وزارة الداخلية لصحيفة " الشرق الاوسط " بأن من بين التهم التي وجهت لخلف هو قيامه بتعيين عدد كبير من الضباط من مدينتي ديالى والموصل ( السنيتين ) وكذلك ارتياده لبعض البيوت المشبوهة , وان خلف وجه رسالة يشكو فيها المالكي لعدم ترقيته . وقال الضابط الكبير ان جميع تلك التهم " ثبت بطلانها بعد سلسلة التحقيقات التي اجرتها الوزارة . وان خلف لايقوم بتعيين احد دون الاطلاع على كفاءته بغض النظر عن المدينة التي ينتمي اليها . وجميعنا يعرف ان خلف من مدينة العمارة وهو ليس من الموصل او ديالى . لكن جميعنا نعرف ايضاً ان خلف شخص مهني وغير طائفي ولا يعرف احداً ان كان شيعياً او سنياً " . واكد المصدر ان خلف لايزال مواظب على عمله في مقر الوزارة بشكل يومي موضحاً " ان امر النقل او الاقالة لم ينفذ لان اسبابه قد انتفت نهائياً " .

لقد رجح الكثيرون ان تكون دوافع رئيس الوزراء في اصدار هذا القرار دوافع انتخابية , لكون السيد خلف يتبع الى وزارة الداخلية التي حققت نجاحات جيدة قياساً بالفترة السابقة . واراد السيد المالكي باقالة هذا الضابط الناجح ان يسلب الوزارة بريق هذا النجاح الذي يصب في صالح وزيرها الذي يقود الحزب الدستوري , وهو حزب جديد اخذ ينافس على مواقع متقدمة كما اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات . الا ان تاريخ السيد المالكي في رئاسة الوزراء لم يعرف عنه زلة بهذا الحجم , اي ان يقف حجر عثرة امام تطور تحقيق الامن , واقالة احد كوادر هذا التطور لاسباب الصراع الانتخابي . والمعروف عنه انه لم يساهم في تأجيج الصراع الطائفي , او في اختراقات ونخر قوات وزارتي الدفاع والداخلية , او فضائح مالية وعقارية , مثل باقي زملائه الكثيرين في قائمته السابقة " الائتلاف العراقي الموحد " . بالعكس , فقد سعى لاحلال الامن , وحارب المليشيات الصدرية التي نشرت المحاكم الشرعية , وسلبت العراقيين ابسط حقوقهم , وتحمل من ادانة الطائفيين الشيعة الشئ الكثير .

كان من المؤمل ان ينهض حزب " الدعوة " ورئيسه السيد المالكي بامكانيات تطوير العلاقة مع الاحزاب الوطنية الاخرى , لكي يثبت صدقية الشعارات الوطنية التي رفعتها كتلته " ائتلاف دولة القانون " وساعدته على الفوز في انتخابات مجالس المحافظات , وليؤكد التوجه الوطني غير الطائفي الذي اختطه حزب " الدعوة " في الفترة الاخيرة . لاان يتحول السباق الانتخابي الذي يفترض ان تسيطر عليه الروح الرياضية واخلاقها , خاصة بالنسبة لحزب " الدعوة " الذي يضمن من الآن مساحة واسعة في الانتخابات البرلمانيةالقادمة , الى صراع تستخدم فيه كافة الوسائل , واولها استغلال منصب رئيس الوزراء .

قد يبدو ان اقالة موظف كبير من قبل رئيس الوزراء مسألة عادية , ولكن في مسألة اللواء عبد الكريم خلف وما تحمله من حيثيات , تؤكد الارادوية التي اخذت تتحكم بقرارات السيد رئيس الوزراء . ويتخوف الكثير من الحريصين على السيد المالكي , وعلى حرمة وظيفة رئيس الوزراء , من الانجرار وراء الغرور الذي افرزه الفوز الكبير في انتخاب مجالس المحافظات . والا كيف اتخذ مثل هذا القرار الهزيل ؟! الذي لم يؤخذ به ولم ينفذ , وبعد اجراء التحقيق اكدت وزارة الداخلية : ان لاصحة لكل هذه الادعاءات .

كلنا شاهدنا يوم امس 20091002 كيف ان الرئيس البرازيلي اخذ يبكي فرحاً عندما اعلنت القرعة في الدنمارك عن فوز بلده البرازيل في تنظيم اولمبياد 2016 في العاصمة ريودي جانيرو , ومعه كبار شخصيات البرازيل , هؤلاء الكفرة من المسيحين واليهود وحتى من لادين لهم , لكنهم يعرفون كيف يبنون اوطانهم ويرفهون شعوبهم . فمتى سنتعض ؟ ويكون الوطن من اغلى المقدسات ؟؟؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلط الامور
البراق ( 2009 / 10 / 3 - 15:08 )
انا استغرب من الجملة التي وردت في المقالة ( او فضائح مالية و عقارية مثل باقي زملاءه الكثيرين في قائمته السابقة ) كون ان هناك معلومات نشرت على مواقع مختلفة تؤكد شراء ابنه احمد لفندق السفير في دمشق والى ارض تقع مقابل الفندق المذكور اضافة الى ان العديد من سراق حزب الدعوة مازالوا في الحزب وان الحزب لم يتخذ اي اجراء بحقهم ولهذا فان قائمته الجديدة لاتختلف عن سابقتها الا بالاسم فقط . كما ان حمايته للسراق وفي مقدمتهم وزير التجارة السوداني وتستره على قتلة الحراس وسرقة مصرف الزوية تجعله مشاركا بهذه الجرائم . ان الاجراء الذي اتخذه بحق اللواء عبد الكريم خلف هو محاولة للضغط على السيد وزير الداخلية لغرض ان ينضم الحزب الدستوري الذي يرأسه البولاني الى قائمة دولة اللاقانون

اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة