الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلامُ كان مؤجل !

سعد الغالبي

2009 / 10 / 4
الادب والفن


كلام كان مؤجل... !!
حين أعلنت قناة البغدادية الفضائية عن مسابقتها الكبرى للدراما التلفزيونية ، إنتابتني الفرحة ، وقد كانت كبرى ، لكون تلك الخطوة كانت جريئة بحد ذاتها ، ناهيك عن كونها إنها ستؤرخ لبداية مشروع ، وربما سوف يعمل به مستقبلاً .
كنت أحد المشاركين في تلك المسابقة ، وقد شاركت بثلاثة نصوص لمسلسلات تلفزيونية ، ومن بين (92) نص تلفزيوني ، وذاك عدد النصوص التي شاركت بها في المسابقة ، كان ترتيبي في مراحل إعلان النتائج( وكما أخبرت في رسالة الكترونية) بين التسلسل (16 ـ 30 ) ، وحسب نتيجة اللجنة المشرفة على جودة الأعمال ، فإني قد خرجت من المسابقة ، وأنا أحمل ترتيب بين كتاب السيناريو في العراق وكما ذكرسابقاً . لذلك كنت أنتظر نتيجة تلك المسابقة كي أتمكن من قول كلامي الذي كان مؤجل .

رحم الله الفنان عباس جميل والذي إمتلك شهرة كبيرة ، في زمانه وبعده .. حين ( أعلن ) في اغنيته الشهيرة (جيت يهل الهوى .. أشتكي من الهوى ) .. فـ عباس جميل قد إشتكي ألماً أصابه من أهل الهوى ، وكانت شكواه لأهل الهوى فقط .
وانا من بعد موته ، وقبل موته ، كنت أعيش في الظل ، ولا أمتلك أي درجة من الشهرة ، سوى زوجتي التي تعرفني جيداً ( اعلن ) شكواي لأي أحد يحاول أن يقرأ .
فالبرغم من خوفي من بند ( التعويضات) الذي تقتنصه القنوات الفضائية لو أن أحد حاول المرور بجوار سياج (أجندتها ) وأطلق بعض كلام يشبه (النقد ) ، ليكون صاحب النقد فريسة دسمة لها ، لكن لابد لي أن أبث شكواي إنطلاقاً من مبدأ حقي الديمقراطي وهذا أولاً كونه أمر يساعدني كثيراً ، وثانياً لأني أُجيد لعبة المراوغة أثناء المرور بقرب الأشياء ، أوبالأحرى بقرب أسيجة أفكار القنوات الفضائية .
وكمثال وأقصد الحصر فيه فعلاً " لو حصل أمر ما ، فيه سوء ، في بلدي " وما أكثر مثل هذه الأمور التي تحصل وفي كافة مجالات الحياة .
وعند بداية ذلك الزمن المرافق لحدوث الأمرالذي يحمل السوء ، تبدأ قنوات الفضاء بجلب (حجّاية الوجهين اللذين لايملكون أي درجة ولو ضعيفة من إطلالة تلفزيونية ) ليصولوا ويجولوا في كلام مفاده "إنه هراء " وتكون نهاية المطاف ، وكأننا لم نسمع شي ، وكل ماقيل مجرد إستهلاك إعلامي للسيطرة (ولو لبعض الوقت )على كهرومغناطسية الفضاء .
ولكن .. لا أخفي على نفسي أمراً ..كنت وكان مثلي الكثير، منبهرين بهذا القادم الجديد ، والذي يأتي عبر "صحن " يوضع على سطح الدار، وكأن هذا الصحن يدعو الله نيابة عنّا ، لأنه جعل العالم وأحواله بين ايدينا أو تحت نظرنا الدائم .. ولأنني شخصياً كنت منبهراً بالوضع الجديد فقد أحببت قنوات بعينها ، وإبتعدت عن الأخرى ، والتي لا تنسجم مع نظرتي للوضع الجديد او كما كنت أعتقد ، إنها كانت بمثابة النظرة الصحيحة .
وبمرور الأيام والسنين ، وحين بدأت خبرتي في التقييم لكل شيء في بلدي تتراكم ، ومنها خبرتي(كمشاهد حقيقي ) في تقييم مسارالقنـــــوات الفضائية ، تلك الخبرة جعلتني أفكركثيراًفي نظرتي السابقة لأمتهن مهنة ( غوّاص) لأستخرج المكنون في أعماق تفكير تلك القنوات .
في كُل عصور الدنيا ، هناك دائماً شاهد على العصر وهو (التاريخ ) .. ولأنني سوف اكون جزء من تاريخ ما سوف يحل لابد لي ان اقول :
كنت أمارس الضغط على نفسي لأبتعد بنظري عن قنوات بعينها .. ومن بين تلك القنوات كانت (البغدادية ) ، حيث كنت أجدها أو( كما كنت أعتقد ) إنها تسير في مسار واحد ، وتجند كل طاقاتها في خدمة هذا المسار ، والذي أقصده هومعارضتها الشديدة لوجود القوات الأجنبية ، أو قوات الإحتلال ، ولكوني أحد اللذين سحقهم بطش النظام الذي حكم العراق قبل دخول القوات الأجنبية ، لذلك كنت أرى بهذه القوات التي جاءت صفة (المخلّص ) لذلك كنت أمارس لذة المشاهدة لقنوات تبرر، أو تبارك لذلك الوجود .
ولكن هنالك دائماً حب يجعل العين تدمع لو ذكر ، ذلك هو حب العراق ، وكان همي الكبير ، ولأن هذا الهم ما زال يعج بالفقراء وهمومهم ، ولأن كلمة (فقير) أينما ذكرت تجذبني ، كما تنجذب النحلة الى رحيق الأزهار ، عندها فقط هزتني كلمات تبنتها (البغدادية ) دائماً تخص الحيارى والفقراء ، لذلك بدأت أتفحص كل ما تقولوه البغدادية عبر يومها الطويل ، فايقنت تماماً ، إنني كنت على خطأ كبير ، وإن ثوابت تبنتها تلك القناة أصبحت حقائق الآن.
أحياناً قد يفهم من هذا الكلام إنه دعاية وإعلان ، ولكني لا أريده كذلك ، ولكن وكما قلت في أول الحديث ، فانا أعيش في الظل ، ولا يعرفني سوى زوجتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ