الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همس في الغابة (ح2)

سعد الغالبي

2009 / 10 / 3
الادب والفن


حين صمت القط الوحشي عن الكلام ، لم يكن ذلك لعلةٍ في لسانه ، أو عارض صحي حدث له في جسده قد منعه من الكلام ، بل أن ثمة أمر سوف يحصل وقد أحس به ، إنه موكب سير قادم .
قال القط الوحشي للقطة نانا : هيا ، إسرعي ، وحاولي الإختباء وراء هذه الأشجار .
نظرت القطة نانا حولها ، فلم ترى شيئاً ، عندها نظرت الى القط الوحشي قائلة:
لماذا إذن الإختباء !؟
قال القط الوحشي بضجر إمتزج بالخوف : صوت تكسر الأشجار القادم من أحد أركان الغابة يشير الى إنطلاق موكب أحدهم .. وفي مواكب سير الزعيم وأتباعه يحدث ما لم يكن في الحسبان.
إنطلقت القطة نانا بسرعة لتختبأ خلف الأشجار لتنظر ماذا يحدث ،أما القط الوحشي ء فقد ظل ثابتاً في مكانه يقف .
نظرت القطة نانا من خلف الأشجار الى القط الوحشي متعجبة بفعلته ، فهو قد حذرها من الوقوف في الطريق ، ولكنه الآن يفعل ، لذلك قالت في نفسها : لأرى ماذا يريد أن يفعل هذا المجنون !؟
جاء الموكب ، ومن وراءه وأمامه وعلى جوانبه دوي الأصوات المختلفة بين صارخ وناطح ، ولكن القط الوحشي ظل مكانه ثابتا مثل المسمار ، ينظر إقتراب الموكب اليه .
أشار الذي في يجري في مقدمة الموكب الى آخره بالتوقف .. فتوقف الموكب ، وخفتت الأصوات ، فإقترب القط الوحشي من مقدمة الركب ،والقطة نانا تنظر مندهشة .
قال القط الوحشي للمشرف على خط سير الموكب : من في موكب السير هذا يهمكم أمره؟
قال المشرف بغضب : هل أنت مجنون لتعترض سيرنا ، ثم تسأل عن من ؟
قال القط الوحشي بثقة : لأنني أريد أن أحمي ذلك الذي قصدته بـ من !
تراجع المشرف على سير الموكب الى الوراء ، وبدأت عليه علامات الخشية .. ثم قال :
- وهل في الأمر مكروه !؟
قال القط الوحشي بتصنع : بل أكثرمن ذلك ، فأنا أخشى على حياتكم من الضياع بدون معنى ، وإن ذهبت حياتكم .. فمن يحقق الأحلام التي وعدتم بتحقيقها لسكان الغابة ؟
قال المشرف على سير الموكب بإرتباك : وما الحل إيها المواطن الطيب ؟
قال القط الوحشي : الحل أن تعودوا من حيث جئتكم ،حتى أعرف ما الذي يحصل في الغابة لآخبركم به لاحقاً .
كانت القطة نانا تنظر مندهشة الى القط الوحشي وهو يفرق أتباع الموكب في طرق مختلفة في الغابة .
نادى القط بصوت عالٍ : أخرجي أيتها القطة ..فقد توارى الجميع ،ولا أظنهم يعودون الآن .
جاءت القطة نانا وهي تنظر لتتأكد من صحة أقوال القط الوحشي .. فقالت وهي تقف أمام القط الوحشي : لماذا فعلت ذلك ؟
قال القط الوحشي : انا أفعل ذلك دائماً .. طالما ظل هؤلاء يخافون الطريق ، سأظل أنا أفعل ذلك .. فحين يتملك الخوف نفس من يريد قيادة الآخرين ، فلا أظن إنه يستحق الكثير من الأشياء التي تجعله يشعر بإهميته كقائد للعامة .. وهذه الأشياء موجودة لدى العامة من ساكني هذه الغابة ، وعندما تبدأ العامة بعدم إعطاء هذه الأشياء ، فإن من يحاول التصدي للقيادة سوف يسقط .
قالت القطة نانا بتعجب وهي تنظر الى القط الوحشي : من علمك هذه الفلسفة ؟
قال القط الوحشي : بل قولي من علمك هذا الجنون !
قالت القطة نانا متعجبة : وهل أنت مجنون فعلاً !؟
قال القط الوحشي : بعض من لايرغبون في كلامي هذا يطلقون نحوي صفة الجنون .
قالت القطة نانا : ولكن كل الذي قلته من حديث ، يعتبره سكان من كنت أكن معهم ، حق طبيعي للجميع ، يحق لهم الحديث فيه ، بل أكثر من ذلك الذي قلته أنت َ.
قال القط الوحشي بحسرة : هذا عندكم .. أما نحن ، فلا زال عندنا الكثير من الشي الغريب .

الى اللقاء في الحلقة القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ