الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث لم يكتمل بعد الحلقة 2

رشيد كرمه

2009 / 10 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حديثٌ لم يكتمل بعد
التفكك الأسري الذي تحدثتُ عنه في الحلقة السابقة لم يكن منشأه الأسرة العراقية أو الفرد العراقــي , كما حاولت مقدمة برنامج " لعبة الحياة " في قناة الفضائية البغدادية وبعض المتداخلات والمتداخلين في إتصالاتهم الهاتفية الأشارة والتركيز عليها وإنما منشأه( السلطة) ولايمكن لنا أن نغض النظر فيما تعرضت له العائلة العراقية على مدار ثلاثة عقود ونيف،إذ دفعت سياسة حزب البعث العربي الإشتراكــي الى إحداث شرخ واضح داخل الخلية الأجتماعية الأرأس نتج عنها تحاشي لقاء أفراد العائلة الواحــدة مع بعضهم تلافياً لما قد تتسرب أسرار شخصية "جداً "من الأخ أوالأخت أوالأب والأم قد تلحق الأذى إذا ما وصلت إلى آذان الدولة وعسسهم ومن هنا بدء العد العكسي للتباعد والأنكفاء والإنطواء بين أبناء البيت الواحد وهو ما إنعكس على ذوي القربى ،أولاد العمومة والخوال وبقية الحلقات الأجتماعية كل يريد ان ينأى بنفسه من بطش السلطة ومـــن مسؤولية الجرد اليومي والأسبوعي والشهري الـــــــــذي دأبت عليه أجهزة أمن وإستخبارات ومخابرات الدولة التي سلمت قيادها الى حزب البعث العربي الإشتراكــي والذي يتحمل وحده المسؤولية كاملة عن نشوء وتطور التفكك الأسري الذي أحاق بالعائلة العراقية التي فقدت الأب أو الأخ الكبير في اروقة ومعتقلات السلطة أو على جبهات القتال في حرب دامت ثمان سنوات خسر فيها العراق رجال كثيرون وتشوهت الأسرة العراقية بما هو غير مألوف على الأقل في تأريخنا الحديث ،إذ تقبل الشعب العراقي الرشوة علناً على شكل سيارة وقطعة أرض ومبالغ ,,,,, مقابل فقدان الزوجة والأولاد والبنات رب الأسرة أما قتيلاً أو أسيرا ً أونافراً ومن ثم مهاجراً , ولقد ساهم الحصار الإقصادي الذي فرضته أمم العالم على العراق في تفكك العائلة بعد ما هاجر الرجال قبل النساء الى دول الشتات بحثا عن فرصة أخرى للحياة وأعتقد ان رقم أربع مليون مهاجر ليس رقما صغيراً. و قد لانكون جادين فيما نحن نبحث أسباب التفكك الأسري وكيفية معالجته وننسى أننا حتى هذه اللحظة نراقب التفكك الأسري الآخذ بالإزدياد في ظل ظروف إحتلال مزدوج للعراق ،إحتلال عسكري دولي_امريكي_ وإحتلال طائفي لقوى يغلب عليها الطابع الديني مؤطرة بإسم أحزاب الأسلام السياسي مدعومة مـــــــن طرف دول الجوار وترعاها القوة الأرأس الولايات المتحدة الأمريكية وتحميها ميليشيات تارة ظاهرة للعيان وتارة أخرى متخفية !لقد إقترب بعض ضيوف برنامج "لعبة الحياة" من حقيقة التفكك الأسري إذ أشار الأستاذ ( ضياء الكصاني أو الجصاني ) من أن الأسرة أية أسرة ماهي إلا نسق إجتماعي لها وظائف إجتماعية محددة ولا يمكن لوحدها أن تبني أو تًقًوِم المجتمع بعيدا عن فعل المدرسة والأحزاب الوطنية والنوادي الإجتماعية والإتحادات والتجمعات والفرق الرياضية وبقية المنظومات الإجتماعية بل أن وظيفة الأسرة " التطبيع الإجتماعـي " وأًضيفُ هنا من أن التفكك الأسري سوف يستمر إذا ما عجزنا من ربط العائلة مع المدرسة بمختلف مراحلها والتي لابد من ان يطال أولاًالتغيير المدرسي بمعنى التغيير الكامل لمناهجها وأسلوب عملها لأن المدرسة العراقية , هي وهذا ما أيده ضيف البرنامج مدرسة شرقية وتتسم جميعها بأنها مدرسة تلقينية بل هي مدرسة سلطوية تعصف في ثناياها مزاج المدير أو المعلمة , أذكر أن مدرسة إبتدائية فـــي مدينة كربلاء ألغت منهجا مقرراً وفرضت منهجا طائفياً على طلابها بل على الكادر التدريسي وحذفت كل ماهو نير في تراثنا الأسلامي وأستبدلته بشتم عصر الخلفاء الراشدين وحتمت حفظ حديث (خم) على غيره من الأحاديث !!!!!
ويفتقر العراق ومنذ أمد بعيد إلى قاعدة تربوية صحيحة إبتداءً من توفير مناخ تعليمي صحيح كمنع الضرب وتعنيف الطلاب وتوفيرصفوف المدارس بما يناسب عددا ً لايزيد عن الثلاثين طالبة وطالبة ومقاعد الدراسة ونظام التغذية وكل المستلزمات التي توفر الكرامة للطالبة والطالب والمعلمة والمعلم وتضمن الحقوق الشخصية والحريات العامة وهذا ما لانجده في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا فلقد زحف علينا كل ماهو بالٍ من فصلٍ بين الجنسين وإنتهاك حرمة المدارس والحرم الجامعي من طرف رجال الدين وأحزاب الإسلام السياسي التي تفرض " الحجاب " الغير مبرر وهذا ماحدث أولاًبقوة سلاح السلطة البعثية في فترة مايسمى الحملة الإيمانية والتي جائت لترضية القاعدة وثانياً عندما حلت علينا مجددا بقوة سلاح وبطش القوى الدينية الطائفية وبتقديري ان جل ممارستنا التعليمية تؤدي الى التفكك الأجتماعي والذي يتداخل وينعكس سلباً على الأسرة ويفككها والعكس صحيح
وللموضوع صلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخرج من قائمة أكثر 10 دول تفضيلاً لأصحاب الملايين |


.. قتلى فلسطينيون جراء قصف إسرائيلي على الطريق التجاري في رفح




.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تفوز على النمسا بصعوبة وتخسر خدمات مبا


.. هوكستين يشدد على ضرورة إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بط




.. ما الرسائل العسكرية من مشاهد حزب الله لمواقع عسكرية وبنى تحت