الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية عن لص واعمى

سعدون محسن ضمد

2009 / 10 / 4
كتابات ساخرة


أكثر ما يثير استغرابي هذه الأيام ان اقتراب موعد الانتخابات لم يدفع البرلمانيين اتجاه فتح منافذ حوار بينهم وبين جماهيرهم من أجل ضمان اعادة انتخابهم مرة أخرى، بل دفعهم لتأكيد ولائهم وترسيخ طاعتهم لقادة الكتل ورؤساء الأحزاب. الأمر الذي يكشف عن خطورة ما انطوت عليه عملية بناء المؤسسة السياسية في العراق من أخطاء جسيمة، سندفع فواتيرها لعقود طويلة.
إن تجاهل البرلماني العراقي لجمهوره ناشئ عن اتباع نظامي القائمة المغلقة والدائرة الانتخابية الواحدة في الانتخابات البرلمانية السابقة، الأمر الذي شوه الثقافة البرلمانية؛ فبدل أن يُنتخب البرلماني من قبل جماهير تعرفه وتتفق معه على برنامج محدد المعالم، انتُخب نتيجة لتعهد بالولاء والطاعة قدمه لولي النعمة الذي تفضل وأدخله مجلس النواب؛ ما تسبب بشيوع ثقافة التابع والمتبوع التي تكاد أن تحول الأعم الأغلب من النواب إلى ألعاب يتم التحكم بها عن بعد ومن قبل اشخاص محددين وفقاً لمصالح مشبوهة. الأمر الذي يؤكد خطورة نظام القائمة المغلقة، بالأحرى القائمة السوداء، التي يتم إعدادها خلف الكواليس وبالاستناد لأجندات لا يعلمها الا الله (والراسخون بالسياسة).
لم يكن البرلماني، وطوال الدورة التشريعية الحالية، معنياً بجماهيره، لأن هذه الجماهير لم تنتخبه بصورة مباشرة، وبالتالي فلا يوجد بذمته حق إزائها، وهذه مفارقة خطيرة ومضحكة بنفس الوقت، ولهذا السبب فلا تتوقع أن تشاهد سياسياً عراقياً يحاول أن يحشد اصواتاً تؤهله للدورة المقبلة، من خلال تجواله في المناطق الفقيرة واطلاعه ـ ولو بشكل صوري ـ على معاناة ساكنيها، ولا تتوقع أن تشاهد برلمانياً يستعطف الجماهير من خلال حملة إعلامية يقودها ضد البطالة، أو تردي الواقعين الخدمي والصحي أو ضد انتهاكات حقوق الإنسان، أو عمالة الأطفال أو ضد تدخلات دول الجوار... الخ.
أنا شخصياً محبط جداً لأنني متأكد بأن معظم البرلمانيين الفاشلين سيعاد انتخابهم من جديد، والسبب هو غياب آليات الرقابة الجماهيرية، الأمر الذي سيُضَيِّع فرص إقصاء هؤلاء. ليست لدينا دوائر رصد إعلامية مدنية تكشف للجماهير أسماء النواب المتهمين بقضايا إرهاب أو فساد أو (عمالة لدول الجوار) أو تكشف أسماء من خالفوا القوانين، ممن لم يكشفوا عن ذممهم المالية (مثلاً)، أو ممن تغيبوا وبشكل مخزٍ، عن حضور جلسات مجلس النواب، ولم يحضروا إلا لأغراض كيدية أو طائفية أو (إرهابية)، أو من حملة الشهادات المزورة.ليست لدينا مؤسسات تقوم مقام الأعين بالنسبة للجماهير، ما يعني بأن ناخبينا عميان، واللصوص لا يخافون العميان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي الجماهيري
Mazin ( 2009 / 10 / 4 - 08:31 )
ماأدري شنو أكللك ياخوية يامحسن؟
برنامجك التلفزيوني الذي اشاهده احيانا،هو برنامج جيد(بلا نفاق) ومنه استشف مستوى الضغط الفكري الذي انت تحته،،اسأل لك العون
وبما ان مقالك حقيقي وواضح ويبين نقطة ضعف كبرى،فلا أجد لك جوابا الا ان يثبت خطباء الجمعة لجماهيرهم بانهم أهل للمسؤلية التي منحها اياهم اولئك المصلّون، وييقوم هؤلاء برصد وايضاح الحالات السلبية داخل مجلس النواب ويذكروا اسماؤهم جتى يتحاشاهم الجماهير في عملية الأنتخاب القادمة او يتحاشوا احزابهم،،اعتقد ان هذه خير وسيلة!! لو شنو رأيك

تحياتي


2 - mazin
سعدون محسن ضمد ( 2009 / 10 / 4 - 10:42 )
لا اتكلي ولا اكلك الفخ محكم واحنه واكعين بيه للراس، وبيني وبينك حته الاقتراح اللي اتفضلت بيه غير ممكن، لأن خطباء الجمعة لا يختلفون كثيرا عن السياسيين فهم ايضا خاضعون لثقافة التابع والمتبوع، فخطيب الجمعة رجل يمثل الجهة التي كلفته بتولي امامة الجمعة في هذا المسجد او ذاك، وهو بالنتيجة ناطق رسمي باسم جهة سياسية او دينية..
لا يا صديقي الموضوع ليس بهذه السهولة.. مع الأسف الشديد..
شكرا لك وشكرا لاطرائك الجميل ودعمك لي، ودمت يا اخي بامان ودفء ومحبة.

سعدون


3 - لاتشيل هم
Mazin ( 2009 / 10 / 4 - 12:00 )
أجابتي الأخيرة أخي سعدون،بأني ارى قوة تنهض من تحت الركام وتنفض عنها الغبار وستراها قريبا على ابواب الأنتخابات القادمة،لكنها تعمل بصمت مضطرة لذلك،، ستمسك بزمام الأمور لتثبت للقاصي والداني بان العراق الذي تحرر على يد قوى الديمقراطية ومشاعل الحرية لازال معتمدا على هذه القوى لترفعه من تحت ركام الأجندات والنفعيين والفساد،، ولنا لقاء ارجو ان لاتنساه بعد الأنتخابات القادمة وهي قريبة
تحياتي وشكري لك جزيلا


4 - مسخرة
حمادي بلخشين ( 2009 / 10 / 4 - 17:59 )
الجماهير الخاوية الرؤوس تنتخب على اساس حميتها الطائفيةلا اكثر و لا اقل فلو رشح حمارا معمما لانتخبته تلك الحموع الغوغائية. والا فان الانتخاب و الشورى غريبة عن الفكر الشيعي الذي يجعل العصمة في ائمته و في من يمثلونه من اذناب الاحتلال


5 - حمادي بلخشين
سعدون محسن ضمد ( 2009 / 10 / 4 - 20:09 )
شكرا على مرورك يا صديقي لكنني كنت اتمنى ان تتجنب التقييم على الأسس الطائفية، فموضوع انخداع الشعوب بزيف الساسة لا يقتصر على طائفة دون غيرها، ولو كان الموضوع مقتصر على الشيعة لكانت البلدان العربية ذات الأغلبية السنية تتمتع بالديمقراطية وحرية التعبير، لكن الأمر على عكس ذلك مع الأسف.
الموضوع اعمق من ذلك ويتعلق بثقافة الشعب وحضارته ومدى تمدنه.
شكرا جزيلا على مرورك الكريم.

سعدون محسن

اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب