الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو

يوسف ابو الفوز

2009 / 10 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نقدر عاليا تضحيات الشيوعيين العراقيين من اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي

ـ باريس

في الايام 11 ـ 13 أيلول 2009 ، وللمرة الثانية من مشاركتي في مهرجان صحيفة اللومانتيه ، الصحيفة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي، لاحظت وجوده البارز وحضوره القوي في ارجاء المهرجان . وفي خيمة طريق الشعب كنت أجده دائم الحضور، بحرارة وتلقائية يتحدث مع جميع الرفاق ، كأنه واحد منهم. طويل القامة ، مشرق الوجه، لا تفارق الابتسامة شفتيه، الكلمات العربية التي يعرفها يقولها بلكنة محببة، ورغم كون حديثنا كان عبر مترجم عن الفرنسية ، الا اني كنت اشعر بأني افهم كل ما يريد قوله. انه "باتريك ريبو" ، من دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الفرنسي ، الاستاذ الجامعي لمادة الجغرافية في جامعة باريس السابعة ، المسماة بأسم الفيلسوف ديدرو، ويشغل رئاسة تحرير مجلة الفكر المعروفة على نطاق واسع في فرنسا. زار خيمة طريق الشعب، والتقى مع الرفيق فيصل الصراف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، طريق الشعب حضرت اللقاء، ودار حديث ودي تخلله العديد من التوقفات لشرب الشاي العراقي ولتبادل التحيات مع الرفاق الذين بادروا ضيفنا بالتحيات والسلام :
 في البدء يسعدني أن انقل اليك تحيات صحيفة طريق الشعب وقرائها ؟
ـ ولصحيفة احبتي الشيوعيين العراقيين كل الاعتزاز ، ولقرائها كل التقدير .
 السيد باتريك ، اراك قريبا بشكل خاص من الشيوعيين العراقيين ، أثمة في الامر سر ما ؟
ـ ( يضحك بعمق ) ليست هناك أية اسرار، انا صديق الشيوعيين العراقيين، واقف إلى جانب قضية الديمقراطية في العراق من سنوات طويلة جدا. تضامني مع الشيوعيين العراقيين يعود لارتباطي بعدالة قضية الشيوعيين العراقيين واحترامي لنضالاتهم، واعتزازي بالثقافة العراقية. وهو ليس ابن اليوم، إذ ساهمت في الكثير من الفعاليات التضامنية النوعية، وافخر بذلك كثيرا، خصوصا في سنوات حكم نظام صدام حسين. وارتبط بعلاقات ودية مع الكثير من الرفاق الشيوعيين العراقيين والمثقفين العراقيين، وبعض الأسماء هم أصدقائي الشخصيين. وبين العراق وفرنسا اشياء جميلة مشتركة، الثقافة الثرية والتاريخ العريق، والانتفاضات ضد الظلم ومن اجل العدالة الاجتماعية والحرية ، حتى اننا نشترك بالاحتفال بيوم 14 تموز كيوم للثورة .
 يروي لنا رفاقنا المقيمون في فرنسا عنكم مواقف تضامنية مشهودة في التصدي وتحدي نظام الديكتاتور صدام حسين ، حدثنا عن حكاية اللقاء مع سفير صدام ؟
ـ كان ذلك في عام 1981، حيث وصل اليسار الفرنسي الى الحكم بمشاركة حزبنا الشيوعي الفرنسي، واستلمنا حينها من رفاقنا في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا ، قائمة بأسماء مناضلين معتقلين في سجون صدام حسين ، فتحركنا لطرح قضيتهم، من خلال سفير صدام حسين في باريس ، للكشف عن مصيرهم والمطالبة باطلاق سراحهم ، فطلب بدوره زيارتنا في مقر حزبنا العام، فرفضنا الزيارة، وحين ألح باللقاء، تواعدنا معه في مقهى عادي والتقيته هناك وسلمته قائمة المناضلين السجناء واخبرته بوضوح بأننا كحزب شيوعي فرنسي يمكننا استقباله، فقط حين يأتي بالجواب عن مصير حياة الرفاق المناضلين المكتوبة أسماؤهم في القائمة .
 يبدو ان مهرجان "اللومانتيه" هذا العام ، سيهيىء لاطلاق الصحيفة بحلتها الجديدة، ما هو التجديد الذي سيطرأ على الصحيفة ، ودوافعه ؟
ـ في شهر نيسان ستكون اللومانتيه بحلة جديدة، جاءت نتيجة دراسة، من اجل زيادة توزيعها، التي لا نخفي انها تعاني من مشاكل مالية. ستكون بتصميم جديد وعناوين واضحة. سيكون هناك مجال اكثر للنضالات المطلبية ، للثقافة ، لقضايا الشباب. من اجل هذا التغيير قمنا باستبيان بين قراء اللومانتيه. ايضا عدد الاحد الاسبوعي الذي يصدر على شكل مجلة سيكون بالالوان ومن مئة صفحة، وسيغطي مجالات واسعة ثقافية وسياسية وأجتماعية واقتصادية. القضية الأولى المطروحة أمامنا هي كيفية جعل صحافتنا، صحافة شيوعية جماهيرية مقروءة ! اللومانتيه التي صدرت عام 1904 ، لا تزال ثاني صحيفة مقروءة بالنسبة لعدد نسخ الطبع .
 ما هي تداعيات الازمة المالية العالمية على المجتمع الفرنسي بشكل عام وعلى الشغيلة الفرنسية بشكل خاص؟
ـ النتائج مأساوية للطبقة العاملة والكادحين ، كثير من الشركات الكبرى ، استغلت الازمة ، لتسريح الآلاف والمئات من العمال . نسبة البطالة في فرنسا ارتفعت الى اكثر من 10% فقط خلال هذا العام . نحن نعيش مرحلة إفقار للطبقة الوسطى. ويرتبط بهذا تقييد للحريات بوسائل مختلفة، ونقص ميزانية الدولة يدفع الى ارتفاع نسبة الضرائب على الجماهير الشعبية .
 وما هي استراتيجية ومبادرات اليسار الفرنسي، الذي يلعب فيه حزبكم دوراً محورياً، للتصدي لتداعيات الازمة المالية العالمية وسياسات اليمين الحاكم ؟
ـ في ربيع هذا العام، 2009 ، شارك الحزب الشيوعي الفرنسي وقاد عدة مظاهرات مطلبية ضد سياسة الحكومة الاقتصادية، وضد سياسة البنوك، التي تواصل جني الارباح على حساب المواطن ذي الدخل المحدود . حزبنا يواصل دعم النضال الشعبي بقوة، و الوقوف إلى جانب الإضرابات التي حصلت في العديد من المعامل . وكان هناك ممثلون لحزبنا في كل الفعاليات المطلبية .
 خاض حزبكم انتخابات البرلمان الاوروبي الاخيرة (في حزيران الماضي) ضمن "جبهة اليسار"، (بالتحالف مع حزب اليسار وقوة اخرى) .. ما هو تقييمكم لنتائج تلك الانتخابات؟ وما هي آفاق هذه الجبهة وإمكان توسيع قاعدتها؟ .. خصوصاً وانكم تستعدون لخوض حملة نضالات مطلبية في الاسابيع القليلة المقبلة.. وايضاً مع التوجه لخوض الانتخابات المناطقية (في الاقاليم)؟
ـ تجربة التحالف هذه، كنا نحن المبادرين لها، اشتركت فيها سبعة احزاب يسارية، مع مساندتنا لمنظمات المجتمع المدني، نأمل في توسعها على قاعدة النضال ضد سياسة الليبرالية الجديدة والرأسمالية، هدفنا هو التقدم الاجتماعي وتعزيز الديمقراطية، ضد سياسة معاداة الشيوعية، التي تلقى لها زبائن في كل مكان . سنعمل على تكوين قوائم يسارية مستقلة في المناطق و الأقاليم ، بحيث نكون طرفا في كل القوائم ، وبهذا نوحد جبهة اليسار. إذا كانت هناك دورة انتخابية ثانية لحسم المرشحين ولقطع الطريق امام اي مرشح يميني، سنقوم بدعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي كما جرى في الانتخابات الرئاسية.
 كيف تنظرون الى الوضع في العراق؟والى علاقتكم بالحزب الشيوعي العراقي ونضاله الى جانب القوى الديمقراطية من اجل استعادة السيادة الكاملة وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد؟
ـ نحن نتابع عن كثب وبأستمرار نضالات الشعب العراقي ، وننظر بتقدير عال الى نضالات حزبكم، ونقدر عاليا تضحيات الشيوعيين العراقيين من اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي في وطن كامل السيادة ، وستبقى علاقاتنا الكفاحية متينة مع الحزب الشيوعي العراقي ، والتي نسعى الى تعزيزها بأستمرار.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله