الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النواب يحاسبون الوزراء والمسؤولين فمن يحاسب النواب ؟!

عبد الجبار منديل

2009 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يتباهى بعض أعضاء المجلس النيابي العراقي بين فترة واخرى امام وسائل الاعلام وامام الرأي العام العراقي ويرفعون عقيرتهم بأنهم سوف يحاسبون الوزراء لتقصيرهم في اعمالهم وانهم سيحاسبون الوزير الفلاني والوزيرالعلاني لسوء الخدمات او لوجود الفساد في وزارته او لعدم كفاءته او لاستغلال النفوذ او لأعتباره الوزارة أقطاعية أو ضيعة من ضياع عائلته واخوانه وابناء عشيرته. وكل تلك اوبعضها حقائق يعرفها الرأي العام العراقي الذي يعرف الكثير عن فساد بعض الوزراء وعدم كفائتهم وفساد ذممهم . ولكن المشكلة هي أن النواب اللذين يرفعون سلاح القانون الذي منحه اياهم الدستور هم ليسوا احسن حالاً من الوزراء .
على مدار الدورة التشريعية الحالية وقبلها اشتهر بعض النواب واشتهرت افعالهم التي قاموا بها هم او احزابهم او ذوي قرباهم .فمنهم فعلاً من كان يهرب النفط في البصرة الى الخارج ومن كان يضع الوكلاء في دول الجوار للمتاجرة وتكديس الحسابات في مصارف العالم ومنهم من كان وراء المليشيات التي عبثت بأمن العراق وقتلت الابرياء وحاربت النساء واضطهدت الطلبة في الجامعات وقتلت علماء العراق واساتذة الجامعات والاطباء واختطفت الصحفيين وأغتالتهم واختطفت الاطفال والناس الابرياء من الشوارع ؟!
من قام بكل ذلك غير بعض هؤلاء الذين يستعرضون الآن عضلاتهم وعمائمهم بالدفاع عن القانون والشرف والاخلاق الفاضلة ؟..ان آخر من له الحق في ان يتباهى امام العراقيين بأنه حارس الدستور والقانون في العراق هم بعض هؤلاء النواب الذين لا يعرف لهم تأريخ معروف ولا كفاءة معينة والذين اتوا بفضل القوائم المغلقة .
عندما يستذكر المرء الاسماء اللامعة للوطنيين من اعضاء مجلس النواب في عقد الخمسينيات من القرن الماضي من امثال كامل الجارجي ومحمد حديد وحسين جميل وجعفر البدر وخدوري خدوري وذنون ايوب ومحمد مهدي كبة وفائق السامرائي ومحمد صديق شنشل ومسعود محمد وعبد الجبار الجومرد يشعر بالاسى والقنوط للوضع السيء الذي آل اليه حال العراق والقيادات السياسية في العراق بعد أكثر من نصف قرن من الزمان .
ان القوائم المغلقة هي وحدها جريمة يجب ان يحاسب عليها القانون فقد اتت بأصحاب الشهادات المزورة وأصحاب التاريخ المشكوك فيه واصحاب الكفاءة الهابطة . واذا كان يمكن تبرير القوائم المغلقة بأن الناخب في هذه الحالة ينتخب المذهب المعين او العقيدة المعينة او التيار السياسي المعين او الحزب المعين فمن يضمن ان القيم على الكتلة الساسية سوف يكون اميناً في التعبير عن رغبة المواطن او انه سوف يكون اقدر من المواطن على حسن الاختيار ولا سيما في ظل الجو المشحون في العراق الذي تسود فيه المحسوبية والشللية وعدم الامانة وفساد الذمم .
الحقيقة ان الكثير من الوزراء يستحقون الحساب والحساب العسير ولكن النواب هم الاخرون ليسوا بأقل حاجة للمحاسبة العسيرة عن تأريخهم ومخالفاتهم الدستورية الكثيرةفهم حددوا لأنفسهم الرواتب الأعلى في العالم والحمايات الأكثر في العالم والتي فاقت في كثرتها وعديدها ورواتبها واستهتارها بالقوانين كل المافيات العالمية . بل لا يوجد سياسي في العالم له من الامتيازات ماللنائب العراقي المبجل الذي لا يستحق في افضل الحوال عشر معشار معشار ما يحصل عليه من امتيازات ورواتب عن اعماله الشكلية وغير المنجزة .
كم هو عدد النواب العراقيين الحاليين الذين يحضرون جلسات مجلسهم ؟ وهل يستطيع موظف في العراق ان يستهتر بوقت الدوام الرسمي مثلما يستهترون به ؟ وكم عدد من يداومون في كافتريا مجلس النواب اكثر مما يداومون في اجتماعاته ؟وكم عدد الذين يداومون في القاعات الاعلامية للمجلس وامام كاميرات الفضائيات العراقية والعربية اكثر مما يداومون في قاعة المجلس ؟ وكم هو عدد الذين يقضون اوقاتهم في العواصم العربية والاجنبية ؟ وكم هو عدد النواب الذين لم يحضروا جلسات المجلس العتيد اطلاقاً؟ وكم هو عدد القوانين المعطلة منذ اربع سنوات والتي عطلت حياة البلد ونشاطه الاقتصادي وكم هو عدد النواب الذين عوقبوا لأهمالهم وعدم حضورهم الجلسات او تعمدهم في عدم حضور الجلسات ؟
..... اذا كان الجواب ايجابياً ولصالحهم فممكن ان نثق بنزاهتهم وقدرتهم على محاسبة الاخرين اما اذا كانت النتيجة سلبية فيجب ان يمنع عليهم الترشح للدورة القادمة لأنهم غشوا الشعب وقاموا بالتدليس في اعمالهم !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق صار شحمة بحلك بزون
مارسيل فيليب / أبو فادي ( 2009 / 10 / 5 - 11:10 )
أولاً - فلسفة أكثرية نوابنا ووزراء حكوماتنا الوطنية الرشيدة بعد سقوط النظام المقبور .. يحاولون من خلالها وبجهد الأمكان ، تأمين الدنيا والآخره .. وبدون أي عيب أو حرام فيما ( يلغفون ) خاصة .

ثانياً - أكثريتهم ( يمتلج ) المؤهلات التكنوقراطية والثيوقراطية والأيمانية والعلمية والثقافية والفكرية السياسية في شخصه الكريم ... ولذلك علينا نحن ( العراقيـــوون ) الأفتخار بما نتميز به عن العالم كله ، حيث لنا قادة للبلد ، وبنفس الوقت رجال دين تصلي الناس وراهم ، وبالحالتين هم في المقدمة ، وولد الملحه ماكلين تبن .

ثالثاً - شتريد منهم عزيزي .. تريدهم يشتغلون مثل زمال الطاحونة ، حتى الناس تشبع خبز ، ويظلون وحدهم جوعانين .

رابعاً - مَن مِن الوزراء المفسدين والمرتشين واللصوص حوسب وعوقب وأسترد منه حق الشعب والدولة ، وما هو المرتجى من محاسبة النواب ، وماهو المرتجى الذي سيأتي به الغد الأنتخابي القادم ، غير نماذج مستنسخة من هؤلاء ... عزيزي الكاتب والقارئ الكريم ، صدقني ... هو هو ، بس - !!! - يتبدل .


2 - الاخ ابو فادي
البراق ( 2009 / 10 / 5 - 12:07 )
عزيزي لماذا هذا التشاؤم ؟ وهل المطلوب ان نستسلم لهؤلاء....؟ املنا كبير بشعبنا بعد ان كشفتهم فضائحهم وعدم مسؤوليتهم واستغلالهم للمواطن بالوعود التي لم يفو فيها. املنا بالقوى الديمقراطية الوطنية العلمانية واللبرالية ان توحد نفسها وتخوض الانتخابات في قائمة واحدة موحدة وسترى العجب فليس هناك من يتمكن من انقاذ العراق مما هو فيه غير هذه القوى التي تعمل من اجل العراق والعراق فقط


3 - عزيزي البراق
مارسيل فيليب / أبو فادي ( 2009 / 10 / 5 - 13:53 )
أنا لست بمتشائم ، انما سأقتنع بمصطلح ( المتشائل ) ، لسببين :

أولاً - لأن نفس غيوم ماقبل انتخابات 2005 لازالت تغطي أفاق ماقبل انتخابات 2009 .. حيث لا يعول على الوعي الجمعي لحدوث تغيير موضوعي ، لأن الأوضاع الأمنية والأقتصادية والمعاناة اليومية للمواطن والأنسان العراقي ، هي نفسها .. ولأن وسائل التأثير على الوعي الجماهيري بيد نفس نموذج السلطة التي نحاول تغيرها ، الى جانب أن التقاطع ( التكتيكي ) لايزال قائماً بين كل جهد ومفهوم لتثبيت الهوية الوطنية العراقية والتوجه الوطني ، مقابل ماتسعي للأبقاء عليه التحالفات والكتل الكبيرة بالعمل على تغليب الهوية الطائفية والقومية والمصالح الذاتية والحزبية الضيقة ( تأخير البت والمماطلة لتغيير أو تطوير أو أقرار قانون الأنتخابات وقانون الأحزاب كمثال ) .

ثانياً - رغم ما يقال أن السياسة فن أكثر مما هي علم ، لكن في قلب السياسة تكمن مشكلة كيف يمكن للأفراد أو الأحزاب أن يحققوا رغباتهم وتوقعاتهم في ظل ظروف القدرة النسبية للحصول على (القوة الكافية ) ليتخذوا أفضل القرارات لإنجازها .
( قوى اليسار الديمقراطي والقوى العلمانية الديمقراطية والتيار العلماني ) وكما تفضلت بتسميتها انت ( القوى الديمقراطية الوطنية العلمانية واللبرالية ) كمثال .


4 - بارك الله فيك
هيثم القيّم ( 2009 / 10 / 5 - 14:01 )
أنا من النادر أن أكتب تعليق على مقال ، ولكن موضوع الأستاذ عبد الجبار منديل أثار في نزعة التعليق ... والحقيقة أنا بصدد كتابة مقال عن القائمة المفتوحة والمغلقة ... والله ما ذكرتَه
ياأستاذ جبار صحيح
هؤلاء الذين أشرت اليهم أنتحلوا صفة ممثلي الشعب وهم ( !!!...أوسخ ) من أن يمثلوا عوائلهم
في العام الماضي حضرت مؤتمر الأستثمار الثاني في القاهرة وكان من ضمن الوفود المشاركة ( 15 ) نائباً عراقيا... بعد الجلسة الأفتتاحية لم نرى أحدا منهم على طول جلسات المؤتمر.. وهناك قصص يمنعني الحياء من ذكرها ...!! أنا أعتقد أن الشعب لن يستغفل مرة ثانية وأدعوا من هنا لمقاطعة الأنتخابات في حال بقي نظام القائمة المغلقة... تحياتي

اخر الافلام

.. وقفات تضامنية بمدن مغربية عدة تطالب بوقف التطبيع ومقاطعة إسر


.. فايز الدويري: المعارك في منطقة جباليا ستكون صعبة وقاسية




.. ناشطة أمريكية تهاجم المتخاذلين عن نصرة غزة


.. تحذير من المحكمة لمايكل كوهين بسبب مقاطع فيديو على تيك توك ح




.. ميلانيا ترمب تمنع ابنها بارون من الانضمام لعالم السياسة.. فم