الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطلبها تأجيل بحث تقرير غولدستون.. السلطة الفلسطينية تسقط مجددا في شرك الوهم

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2009 / 10 / 5
القضية الفلسطينية


جددت قيادة السلطة الفلسطينية السقوط في شرك الوهم، بعودتها للتدخل لصالح إنقاذ إسرائيل من المثول أمام محكمة من محاكم الضمير العالمي بطلبها تأجيل بحث تقرير القاضي غولدستون في جلسة مجلس حقوق الإنسان التي انعقدت قبل أيام قليلة لدراسة التقرير الذي اتهم كلا من إسرائيل وحركة حماس باحتمال ارتكاب "جرائم حرب" خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية العام المنصرم (2008م) وبداية العام الراهن (2009م).
كانت قيادة السلطة الفلسطينية قد تدخلت لصالح إسرائيل بمنع مثولها أمام محكمة دولية في عام 2002م, بتهمة ارتكابها جرائم حرب خلال اجتياحها لمخيم جنين الفلسطيني في نيسان (إبريل) من عام 2002م. وكان التدخل الفلسطيني الرسمي حينئذ، قد أجهض محاكمة لإسرائيل على جرائمها التي ارتكبتها في جنين، مقابل وعد إسرائيلي بفك الحصار عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي كانت القوات الإسرائيلية تحاصره في مقر مقاطعة رام الله.
التدخل الفلسطيني الجديد لصالح إسرائيل، يأتي رضوخا لتهديد الأخيرة بعرقلة استئناف العملية التفاوضية بين قيادة السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
في التدخلين الفلسطينيين لحساب إنقاذ إسرائيل من الإدانة الأخلاقية العالمية، وقعت القيادة الفلسطينية، رغم تغير رموزها، في شرك الوهم الذي تلقي به إسرائيل للجانب الفلسطيني، للتخلي عن "نصر إخلاقي" مضمون لصالح قضية الشعب الفلسطيني، التي يمكنها أن تتقدم، وبقوة منتصرة، في ساحة معركتها ضد جريمة قيام إسرائيل التي رعتها الأمم المتحدة والدول المتنفذة في العالم.
عام 2002م، أنقذت القيادة الفلسطينية إسرائيل من خسارة أخلاقية جسيمة، كانت ستتكدبها، لو تمسكت القيادة الفلسطينية حينئذ، بالحق الأخلاقي العالمي لتجريم إسرائيل. كان هذا الإنقاذ مقابل إطلاق سراح ياسر عرفات من حصاره خلال انتفاضة الأقصى. والنتيجة كانت أنه تم بالفعل إطلاق سراح الزعيم الفلسطيني لمدة أيام قليلة، مكافأة له على إنقاذ إسرائيل من ورطة أخلاقية عالمية.. لكن إسرائيل عادت لمحاصرة عرفات من جديد في مقر قيادته برام الله حتى وافته المنية.
القيادة الفلسطينية الجديدة، وباعتبارها امتدادا طبيعيا لقيادة عرفات، وقعت في شرك الوهم أيضا، لإنقاذها إسرائيل من المثول أما محكمة ضمير عالمي، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.. والمقابل: وعد (فارغ من المضمون) باستئناف عملية التفاوض بين قيادة محمود عباس والقيادة الإسرائيلية الراهنة التي يتزعمها اليميني بنيامين نتنياهو.
الوقوع الفلسطيني في شرك الوهم، متأصل.. ويبدو لي أن جميع الفصائل الفلسطينية، ورغم اختلاف ألوان راياتها، تشارك في تأصيل الوهم..
الإصرار على مواصلة مفاوضات عقيمة، هو إصرار على الغرق في بحار الوهم.. وأمام الوهم, تبدد القيادة الفلسطينية الفرص الثمينة، التي تفتح أمام قضية الشعب الفلسطيني أبواب تحقيق نصر حقيقي بإدانة الكيان الصهيوني باعتبار أن وجوده يمثل جريمة إنسانية كبرى..
ويسقط في شرك الوهم، من يعتقد أن إسرائيل حقيقة مطلقة، ويسقط في شرك اللا أخلاقية, من يعتقد أن إسرائيل تمتلك حقا مشروعا في الوجود.. مثلما يسقط في شرك الوهم, من يعتقد أننا بقدراتنا المادية الراهنة، قادرون على إلحاق هزيمة بإسرائيل، إذا ما واجهناها في معركة عسكرية، تتمتع فيها بحيازة آليات دمار بشع، ظهرت وحشيتها في معركتي جنين عام 2002م وغزة في نهاية العام المنصرم وبداية العام الراهن!
نحن نستطيع أن نهزم إسرائيل، في معركة أخلاقية عالمية.. بشرط أن نهزمها أولا, وأخلاقيا, في داخل نفوسنا وعقولنا..
وذات مرة، قبل حوالي عشر سنوات, طرحت على المرحوم الدكتور حيد عبد الشافي, وأنا في ضيافته بمكتبه في الهلال الأحمر بغزة, فكرة "استثمار الورقة الأخلاقية" في نضالنا الفلسطيني ضد إسرائيل؟ أجاب المناضل الكبير، بابتسامة خالطت عبوسه الذي كان ملازما له: "أتفق معك.. لكن, علينا نحن أولا أن نكون أخلاقيين, قبل أن نحارب إسرائيل، بسلاح الأخلاقية"!
تحريرا في: 5/10/2009م
الكاتب: مفكر فلسطيني- مؤسس دعوة النورانية
فلسطين – غزة – بيت لاهيا
جوال رقم: 9412414 59 00972
بريد إليكتروني: [email protected]
موقع إليكتروني: http://www.alnorani.com










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق يقال
فراس سعيد ( 2009 / 10 / 5 - 18:40 )
السيد الكاتب المحترم /
بداية هل ادان التقرير اسرائيل فقط ام ادان اسرائيل وحماس ؟؟؟
ثانيا هل يوجد شخص واحد على هذة الكرة الارضية يستطيع القول بان الدول الخمسة الكبرى , او احداها لن تعترض على تجريم ومحاسبة اسرائيل ؟؟؟
اذا ما الفائدة من المضى فى هذا التقرير الذى يساوى بين حماس واسرائيل
ام اننا نضحك على انفسنا ؟؟؟
لماذا هذة الضجة الكبيرة على نتيجة معروفة مسبقا ؟؟؟
هل هو المطلوب فقط ادانة السلطة الفلسطينية ؟؟؟
ان السلطة مع كل سلبياتها تبقى افضل من حماس واسرائيل
ولكم منى كل الاحترام
وشكرا


2 - الذعر أصاب نتانيوهو من طرح التقرير للتصويت
حسن مي النوراني ( 2009 / 10 / 6 - 14:50 )
أخي الكريم فراس سعيد..
آمل أن تبقى أبد الدهر سعيدا.. وأشكرك على تعليقك.. وأؤكد على أن التصويت على التقرير والذي كان متوقعا أن يأتي لصالحه, كان سيمثل ضربة أخلاقية قاسية لإسرائيل.. إليك رابط موضوع يتحدث فيه صحفي إسرائيلي عن -ذعر- نتانيوهو من التقرير ليكون واضحا كم كان سيحمل اقرار التقرير من ضرر لإسرائيل
وتقبل تحياتي
http://www.alnorani.com/modules.php?name=News&file=article&sid=4745
حسن مي النوراني

اخر الافلام

.. هنية يؤكد تمسك حماس بدور الوسطاء للتوصل لاتفاق متكامل لإنهاء


.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي- لأنشطته العسكرية




.. الولايات المتحدة .. قواعد المناظرة الرئاسية | #الظهيرة


.. في أول أيام عيد الأضحى.. مظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية بعما




.. بسبب منع وصول المساعدات.. غزيون يصطفون في طوابير طويلة من أج