الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولكل حسب عمله ...!

كمال يلدو

2009 / 10 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تتســارع الايام مؤذنة بنهاية الدورة التشريعية الحالية لمجلس النواب العراقي وهو في فصـله الاخير عشية الانتخابات المزمع اجرأها في كانون ثان القادم .
وبين 2005 و2010 طريق قطعها العراقيون معمـذة بعشرات الالوف من الشهداء واضعافهم من الجرحى ، ودمار لايقل عمـّا تتركه الحروب العظمـى ، ومشـردين وايتام وأرامل ولاجئيــن يعـّدون بالملايين .
وفيما ينهي هذا البرلمان دورته ارتفعـت حـدة المزايدات والصراعات التي كانت ســـمته الغالبة ، مضـاف اليهـا فشـــله الذريع في التعامل مع اكثـر من (140) ، نعـم مئـة واربعون تشــريعا وقانونا بقـت حبر على ورق ، او كما يقول بعض الاخوة (البرلمانيون) فأنها رحلــت للبرلمان القادم ! هذا التقصـير في اداء المهام الموكلة اليهم زاد من حرمان العراقيين وحـرمهم من فرص التقدم والتطور والعيش الكريم ، لابل ان ذلك سـاهم ايضا في ازدياد الفرقة بين ابناء الوطن الواحد وضـاعف من معاناتهم مما اضـفى البؤس والمصير المجهول وحتى اليأس من كل شـــئ.
لم تكن مفاجأة ان يظهر بعض البرلمانيين في اجهزة الاعلام يكيلون الاتهامات ل " بعض الجهات" التي عرقلت عمل البرلمان وعرقلت صدور القوانين والقراراات الضرورية، وطرح ســاذج بهذه الطريقة ســوف لن ينطلي الا على صــاحبه ، وكان المفروض ان تســمى هذه "الجهات" بالأســم حتى نتيقن من ان الطرح يراد بـه اصلاح الخلل وليس للمزايدة الانتخابية ، فنحن لسنا نتعامل مع "جهات" غامضـة ، او بلا اســماء ولا اعضاء، فالكل معروف !
ثلاثـة قوى رئيسـية تحكـّمت بالعملية السياسية وفـي عمل البرلمان للسنوات الاربع التي خلت ( الائتلاف الشيعي ، الائتلاف الســني والائتلاف الكردي ) ومعروف للقاصـي والداني كيف وزعـت الادوار فيما بينهم ، ووزعت الوزارات والمناصب فيما عرف لاحقا بنظام المحاصصة الطائفية مســتندين على مبدأ التوافـق الذي اوصل البلاد الى الكارثة التي نحن بها اليوم .
اذن مـا جدوى التصريحات "الغامضة" والغير صـريحة ؟

ان الملحمة الوطنية الرائعة التي سـطرها العراقيون عام 2005 ، في المشاركة بالانتخابات بنســبة عالية جاوزت ال 70% متحدين الارهاب والسيارات المفخخة والاحزمة الناســفة ، انما نســفها الاداء الســئ لأغلبية البرلمانيين واســتهانة القســم الآخر بأصوات المواطنين التي اوصلتهم لكرســي البرلمان ، لكن بالمقابل لو توقفنا قليلا امام ما تحقق لعضو البرلمان من امتيازات ورواتب شــهرية وراتب تقاعدي وحمايات وسيارات رباعية الدفع (على الاقل القسم الاعظم منهم)، وجوازات ســفر دبلوماسية ونفوذ وتأثير ، فأن هذا يفـوف بكثير ما قـدموه للمواطن العراقـي البائس ، والذي خـدع من جديد في انتخابات مجالس المحافظات ، واليوم يجـري التنافس من قبل ذات الجماعات لخداعـه من جديد ! ومن هنا تأتي اهمية ارتقاء الوعي لدى المواطن العراقي وتحمل مسـؤلياته التأريخية في حسـن الاختيار ودقتـه بعيدا كل البعد عن الوازع الديني او القومي او الطائفي وأن يكون ميزان "خدمة العراق والعراقيين" هو الفيصل وعلى الاقل حتى لاتتكرر مأساتنا من جديد، والا فأن الانتظار اربع سنوات اخرى ســتكون معجزة جديدة .

كان المفروض من هيئة رئاسـة البرلمان ان تطرح علنا اســماء الاعضاء المقصرين بالحضور لجلسات البرلمان ، والاعضاء الذين تغيبوا ولمرات كثيرة من الحضور وبدون اعذار شرعية ولكنهم لم يتغيبوا من استلام رواتبهم او حصتهم من الكعكعة ، وكان المفروض ان تنبــه القوائم والائتلافات التي ينتمي اليها هؤلاء النواب ، وان يصار وبشكل علني ولو لمرة واحدة محاســبة احدهم واتخاذ الاجراء المناسب بحقــه ، هل هذا الطلب خارج اللياقة الادبية ام في صميمها ؟

اليس المفروض والحال هـذا ان يكون الدفع على اســاس " ولكل حســـب عمـلـه !" .

تشرين اول 2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-