الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع فى الخريف !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2009 / 10 / 5
الادب والفن


أحسست بالخريف الزاحف على الطبيعة 00
يحّد كل الأشياء حولى 0
تأملت شجرتى الرابضة فى هدوء بجوار بيتى ،
والخريف الأصفر:
يعتصر جذورها ،
ويمتص آخر قطرة من اخضرارها !
أراها وهى تتعرى إلا من ذكرياتى ،
وتتحول أوراقها اليابسة إلى تراب !000
- جراحة كل عام – 00
إنها صامدة – كعهدى بها- تستسلم فى دعة وثقة لمقراض الطبيعة 00
لا تئن 0
ولا تشتكى 0
ولا تبنئس 0
بل تنتظر فى حكمة يوم النقاء فى حضن المطر 00
فلا يبقى لغبار الكون مكاناً فى كيانها ،
إلى أن تستريح فى بيات شتوى فى انتظار الربيع الواعد !
،000،000،000
ويعود تفكيرى إلىّ 0
وأجد نفسى أنا أيضاً بين رياح خريف العمر 00
وأيامى تتساقط عنى ،
وأشيخ 0
تذكرت بداياتى الأولى ،
ورغبتى الحميمة فى أن أطاول قامة الكبار !
ولم أكن أدرك فى طفولتى :
أنه كلما زادت أيام حياتى كلما نقصت أيام عمرى بالمقابل 0
وسوف أرحل – يوماً ما ـ إلى الغرب فى سبات طويل 0
وفى ثقة لمعت من السماء ،
قلت لنفسى :
قد أكون كالشجرة فى الخريف العاصف 00
ولكنى لست بشجرة !
فكل ورقة انسانية تتساقط من عمرى ،
تضاف إلى عقلى وفكرى :
علماً ، وخبرة ، ودراية 000
وتبقى جذورى ليست ممتدة فى الارض ،
بل فى القلب 0
- قلب من أعرفهم ويعرفوننى - 00
عارفاً بأن ربيع الإنسان ، كل إنسان ، ليس ربيعاً واحداً ، بل ربيعين :
00 ربيع الحياة فى أولاده وأحفاده 0
00 وربيع الأبد فى الحياة السماوية 0









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح


.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة




.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال