الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمسية فنية .. بلا فنانين

ثامر الحاج أمين

2009 / 10 / 5
الادب والفن



بعد سبات طويل وصحوة ليست بالحسبان ، استضافت نقابة الفنانين في الديوانية الفنان التشكيلي المغترب ( ياسين عبود الزاملي ) مستثمرة فرصة زيارته مدينته ووجوده بين اصدقائه ومحبيه ،وذلك في امسية كنا نتوقع من فناني المدينة ـ ومعظمهم من اصدقائه ومجايليه ـ حضورا متميزا يليق بقامة هذا الفنان الذي قدم للفن العراقي خلال عمره الفني عطاءًطيباً وناضجاً، ولكن فوجئنا ـ وللأسف ـ خلو القاعة من الفنانين واقتصار الحضور على نخبة من مثقفي المدينة واصدقاء الفنان، وهو ما عكس حالة النكوص والعجز الذي صار عليه الفن في هذه المدينة التي قدمت لمسيرة الفن العراقي اسماء مهمة وعطاءً متميزاً .
تحدث " الزاملي"عن مسيرته الفنية التي انطلقت من " الديوانية" متوقفاً عند اهم المحطات في هذه المسيرة ، حيث استذكر عند اول محطة بعض الفنانين الرواد الذين اشعلوا فيه شرارة الفن واخذوا بيده الى عالم الابداع الفني ومنهم الفنان المغترب "رسمي كاظم " والفنان الراحل "عبدالامير فاضل " ، ثم انتقل الى مشروعه الفني الذي انجز جزءً منه عندما كان داخل الوطن والذي تمثل بعدد من المعارض الشخصية وعدد من من النصب زينت ساحات المدينة ، اما في المهجر فقد كانت قضية العراق تغطي كل اعماله حيث استخدم فن الملصق السياسي في التحريض والدعوة الى التضامن مع قضية الشعب العراقي كما استفاد من فن الكولاج " التلصيق" في تقدبم اعمال فنية ذات طابع سياسي وياسلوب متميز في هذا النوع من التشكيل .
ثم توقف عند آخر معرض له بمدينة ( لينشوبنك)السويدية والذي ضم اكثر من سبعة عشر عملا فنيا تراوحت بين لوحات فنية ونحت وكذلك جدارية بمساحة سبعة امتار مربعة تناولت مأساة العراق عبر عقود من الطغيان ، اما جدارية النحت الاخرى في المعرض فقد تكونت من قطع متعددة جعل من كل قطعة تحكي عهدا من حضارة وادي الرافدين وبمجموعها تجسد تعاقب الحضارات على هذا الوادي منذ سبعة الآف عام ، كما كان للمرأة حيزا لافتا للانتباه في مسيرة هذا الفنان ، جسد ته لوحاته واعماله النحتية ، فمن حليب حلمتي ثديــي امه تشكل نهران زينا ارض العراق هما دجلة والفرات معبراً بذلك عن حجم عطاء المرأة العراقية وقاصدا القول انا وعائلتي تاريخ هذا الشعب وماعاناه من ظلم وقهر ، فالمرأة في اعماله هي آلهة الخصب والنماء ، هي القوة والبقاء ، هي عشتار وتموز ، ملآكان يعيشان بيننا ومعنا على امتداد تاريخنا بكل مافيه من عدل وظلم .
لقد افصح حدبث الفنان الزاملي في هذه الامسية عن عمق ارتباطه بانسانه العراقي وارضه الطيبة ومدينته " الديوانية" التي ظل مسكوناً بعوالمها ورموزها وتاريخها حيث جعل منها مادة للكثير من اعماله فقدم بذلك نموذجا لأصالة الفنان البار بكل من له الفضل في تطور مسيرته الفنية.
ثم جاءت شهادات الحضور بحق هذه القامة والمسيرة الفنية فكانت كلمات فيها من العاطفة والاعتزاز الشيء الكثير حيث اغنت هذه الشهادات فقر الحضور ، هذا وقد زينت القاعة عدد من لوحات الفنان التي احتفظ بها اصدقائه وصورا فوتوغرافية جسدت عطائه في المنافي وسيرة شخصية تشير الى انه مواليد الديوانية 1960 بدأ وانهى دراسته الاكاديمية في بغداد عام 1984 غادر العراق في العام 1992 ، فكانت امسية فقيرة بحضورها لكنها غنية بمادتها وقيمتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
رحيم الغالبي - رئيس تحرير مجلة انكيدو ( 2009 / 10 / 7 - 12:49 )
رائع استاذ ثامر...ودائما اختيارك جيد من خلال متابعتي لم تنشر ..ليس الان انما من زمن طويل
تحياتي لك ولكل ادباء الديوانيه
تحيات من رسميه محيبس زاير من الشطره


2 - مبدع
رحيم الغالبي - رئيس تحرير مجلة انكيدو ( 2009 / 10 / 7 - 15:48 )
استاذ ثامر انك حقا وليس مجاملة انك مبدع وحين اختيارك للمواضيع هي الحق والشاهد
تحياتي

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة الراحلة ذكرى تعود من جديد بتقنية -اله


.. مواجهة وتلاسن بكلمات نابية بين الممثل روبرتو دي نيرو وأنصار




.. المختصة في علم النفس جيهان مرابط: العنف في الأفلام والدراما


.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار




.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا