الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربة الأوهام على سكة الصحافة العراقية

كفاح هادي

2009 / 10 / 7
الصحافة والاعلام


هل يمكن أن ينبعث نور الصحافة الحرة من دهاليز الأوهام ومن ركام الأرواح الهائمة في متاهة الأيديولوجيات الصارمة ؟ وهل يمكن لصحافة حرة أن تجد لها مكاناً بين جدلية الضحية والجلاد...؟ ولا ندري متى كانت صحافتنا (صحافة رأي) حسب ما يراه احد المؤرخين الاقحاح في تاريخ الصحافة العراقية...؟!
لقد كان لهذا المولود المشاكس فرصة للحبو وتعلم السير في طريق الإعلام والصحافة بعد هبوب أول نسائم الديمقراطية والحرية عند تشكيل الدولة العراقية الأولى، ولكن غيلان (الاحتواء والإجهاض) سرعان ما أنقضت عليه لتحوله إلى (نمر يدخل قفصه ويكرر كل يوم أيامه العشرة) الزاخرة بإنشاد المدائح السلطانية تارة للسلطة وللمعارضة تارة أخرى،لقد تحول هذا المولود الجميل إلى كائن لا يجيد غير تقديم فروض الطاعة لولي النعمة ولأصحاب المشاريع السياسية التي مهدت لمجيء الديكتاتورية بحمولاتها الشمولية ومشروعيتها الثورية.
إن الاستمرار بهذه الخديعة اليوم وعلى يد نفس المسوخ المتكررة لهو تكريس لأوهام ما يسمى بـ (السلطة الرابعة) فمن دون حياة تبتني على أسس مدنية واستقلال تام للسلطات يصبح الحديث عن صحافة مهنية وحرة في العراق محض هراء ورجم في الغيب...!
وبعد 2003 يبدو إن العراق قد بات أوفر حظاً من دول أخرى بعد إن سنحت له الفرصة ثانية للانعتاق من اسر الطغاة وأوهام المعارضة،سنحت له الفرصة الثانية للتخلص من(أحراش الماضي) وجيوش الطارئين ومتسلقي أمواج المنافع الشخصية و التي غالباً ما تنتهي عند الضفاف الآسنة، ولكن يبدو إن النجاح في استغلال هذه الفرصة قد بدأ يتراجع أمام سيل (الديمقراطيين الجدد) وورثة الديماغوجيات والثقافة الرّثة، ولا ندري كيف تحول هؤلاء إلى دعاة للعصر الجديد وجيش من الكتبة تحققت غزواته بإصدار 500 مطبوع لقراء لا يزيد عددهم عن 6% حسب أخر استطلاعات أجرتها جهات دولية، وأن نماذج من الصحافة (القندرية)والمهللين لها والممولين حد (الطائرة الخاصة) التي أقلت بطلاً من جيش (الرماة القندريين ) لشاهد يموت كل يوم على عمق مأساة العراق ونكبته بالذين تشبهوا بالصحفيين الأحرار، وتزداد نكبة العراق عندما يتحمس احد كتاب الأعمدة في صحيفة يومية معروفة لتقديم النصح لـ (زميله الوطني) الذي انتصر لأمته بأمضى سلاح حضاري عرفه العالم (قندرة عربية من العيار الثقيل)،ينبري هذا الكاتب في مهمة صعبة للغاية ويقترح على زميله ويدعوه لـ (معركة التغيير والسيادة والحرية) ... يا للعجب... و بعد ان سألنا شيخنا الجليل(غوغل) عن بطل صحافتنا الهمام.. أجابنا بعد طول أناة وهو يتلعثم خجلاً (لم اعرف من هو بطل الصحافة القندرية الابعد تلك الحادثة المخزية التي قذفت به في آتون المجد الزائف وبعد أن انطلقت الأقلام الملتوية (المعوجة وفاءً للعوجة) لتخلق منه الفارس الذي انتقم لكرامة امة لا تجيد غير الصراخ في البرية)...هذا هو وجه آخر من وجوه الحقيقة التي كنّا نتمنى أن لا تغيب عن ذهن محققنا الكبير السالف الذكر وهو يصف الصحافة العراقية قائلاً (الصحافة في العراق تعتبر من أغنى وأهم صحافة عرفتها البلاد العربية)...!
فهل يتمثل هذا الغنى في تكريس مفاهيم (الوطنية) من خلال التطبيل والتزمير لقوى كرست وساهمت في موت روح المواطنة وتقديم الإنسان العراقي قربانا على مذبح قضايا الأوهام الكبرى...؟
إن كل إنسان في هذا العصر لا يمكنه الحديث عن احترام العقل العراقي وهو يراقب عملية الجلد المتلاحق الذي يمارسه أشباه الصحفيين لكل كلمة حرة وشريفة من خلال هذا الكم الهائل من الكتابات التي لا تعدو ألا أن تكون هراء سقيماً يجثم كالكابوس على صدر الثقافة النقدية.
النقد الموضوعي لازمة لا يجيدها من تمرس في فنون الرطانة والأهازيج المؤدلجة ومن حملة نياشين جيش الجراد الإعلامي الذي تسلل إلى كل مفصل من مفاصل مضاربنا الإعلامية الباذخة والتي يقف على رأسها مسؤولون لا يجيدون غير النفخ في بالون السياسي ومن هؤلاء المسؤولين الإعلاميين من يهدد ويتوعد بـ (الاستقالة من الوطن) فهل هنالك استقالة أكبر مما نمارسه اليوم من جنايات إعلامية بحق هذا الوطن المنكوب بمستوطنيه...؟ سؤال ينتظر شجاعة الأحرار للإجابة عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا