الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدباء البصرة .. حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع الفني

جاسم العايف

2009 / 10 / 7
الادب والفن


ضمن موسمها الثقافي الحالي اختطت اللجنة الثقافية في اتحاد أدباء وكتاب البصرة ، فعالية ثقافية خاصة بالكيفية التي تتشكل بها عمليات الإبداع الفني وآلية ذلك. و تنحصر هذه الحلقات في الآليات والموجهات العلنية - الخفية التي يتشكل بها وعبرها النص الإبداعي وهل هو فكرة؟ أم مشهد بَصَري؟ أم تجربة خاصة؟ وما المراحل التي تسبق العملية الإبداعية وما يرافقها من دوال ومؤثرات خاصة وعامة وهل العملية الكتابية تجربة تتجلى إبداعيا بالكلمات لتحليل أو لإظهار ما كان قد حدث ؟. و مَنْ يتحكم بالنص وطرائق سرده ومكوناته وأساليبه وما الرؤى التي تخضع لها تلك الطرائق والوسائل التي يستخدمها أو يبثها الكاتب في عمله لتوصيل ما يريده وما يراه مناسبا لذلك ؟. وكانت البداية بالقصة القصيرة ،إذ عقدت الحلقة الأولى في قاعة القاص والروائي محمود عبد الوهاب بهذا المنحى وذكر القاص رمزي حسن ، الذي أدار الحلقة الحوارية : سنفتح أولا ملف القصة القصيرة في هذه الجلسة التي نصفها بأنها تأسيسية إذ إن اللجنة الثقافية في الاتحاد ستسعى لفتح محاور أخَرى بهذا الاتجاه واستضافة الشعراء والنقاد والكتاب والفنانين التشكيلين والمسرحيين،وكل المشتغلين بالرؤى الإبداعية كلما كان ذلك ممكنا، لغرض فهم آلية عملهم وطرائق اشتغالهم وكيفية توصيل ذلك للمتلقي. وقدم الأستاذ محمود عبد الوهاب ورقته التي قال انه أطلق عليها تسمية "قص القص" وهو اصطلاح اجترحه الناقد الروسي "شكلوفسكي". ثم قرأ الأستاذ محمود مدونة لسيرة قصته " عابر استثنائي " المنشورة ضمن مجموعته "رائحة الشتاء" إذ كشف فيها مرحلتي كتابتها ذاكرا انه ابتدأها بنسختها الأولى بالكهل الذي تصادفه المرأة الشابة في الطريق العام . وأكد الأستاذ محمود عبد الوهاب انه وبعد انجاز القصة رأى شيئا خفيا فيها ليس على ما يرام،عندها أجرى عليها استبدالا جوهريا حيث بدأت- النسخة الثانية- بالمرأة الشابة التي كانت تحمل شجرة خضراء ، في طريقها لمسكنها هي التي تتفحص الكهل ،لا العكس، وقد أثارها منظر الكهل مما دعاها لبث أسئلتها عن الشيخوخة والفناء وما سيئول إليه المصير الإنساني،أمام زوجها، وأكد الأستاذ عبد الوهاب إن القصة عمل مجرد لكنها لابد من أن تحمل معها صورة الذات وأسئلتها المزدحمة اليومية في الحياة الواقعية التي يرتقي بها القاص إلى ما هو ضروري وجوهري من الناحية الفنية. وأضاف: أن التقنيات السردية التي يعمل عليها جزء من أسلوبية تقع في منطقة قصصه وإنها ليست رقعا خارجية عنها وان الوظيفة لهذه التقنيات السردية بالنسبة إليه هي وظيفة بلاغية كونها تعمل على تشديد وتركيز التأثير على المتلقي . ثم ختم : بأنه يسعى في نصوصه إلى أن يكون السرد فيها مرئيا لا مقروءا حيث أن الكتابة بالنسبة إليه هي نقل للموجودات والأشياء الخارجية والتي توجد بالواقع المُعطى بخصائصها المادية ولكنها عند القص تخضع لخصائص الكتابة واشتراطاتها الفنية أما كيفية تحويلها لنص قصصي فيرجع ذلك إلى وعي الكاتب بالطرق التي يسرد بها قصته ، ثم تنتقل بعد ذلك إلى وعي المتلقي وقراءته التي تعمل على تفكيك مستويات النص المكتوب وتأويلاته لبلوغ المديات التي تحمل بلاغة قصد المؤلف الذي يعمل على إخفائه .
وتحدث القاص عبد الحسين العامر الذي بدأ بما قاله ريلكه في: "إياك أن تكرس حياتك لذلك، إن لم تكن الكتابة لحياتك ذاتها ضرورة قصوى" موضحا انه سيقتطع من ذاكرته بعضا من لقاءاته بالراحل الشاعر "محمود البريكان" عندما كان يزور العامر،أيام كانت له بسطة صغيرة يواجه بها محنة الحصار، وكانت حواراتهم في السوق ، تخضع لشرط ذلك المكان،فهي مبتسرة قصيرة،متوجسة،دالة بغموض، وخجلة وغير واضحة ، خاصة لمن يشك انه يسترق السمع في ذلك الزمن الكابوسي ، وذكر انه بعد أن وصله نعي البريكان، حاول استعادة تلك اللحظات ، واخذ يجردها من زمنها الماضي ووضعيتها السابقة ، محولا إياها إلى نص قصصي وشخوص تنبض بالحياة رغم انطوائها على خوف مجهول يتأتى من قادم أكثر مجهولية، فبث فيها من عندياته شخوصا لم يرها البريكان ولم يرها هو أيضا واستعادها من نظرات البريكان التي تحوم معلقة و متوجسة بسقائف السوق المعدنية ، ثم تزوغ كعين النسر، تجاه سقف الكنيسة القريب من بسطته تلك ، و استحدث في قصته التي سماها "زائر الرصيف" والمنشورة في العدد الأخير لمجلة - فنارات- حوارات مبتكرة ، يعتقد- القاص العامر- أن الشاعر البريكان كان يحاول أن يهمس بها بشكل ملغز لكنه كعادته يحجم عن ذلك عند اقتراب المتسوقين والغرباء للبسطة، وتساءل العامر:- ترى هل وفقت في ذلك ؟. خاصة مع غياب ابدي لمحاور كان يتقدم نحوي وبسطتي الصغيرة، في زحام السوق، كالسائر في نومه، لأكثر من مرة في الأسبوع، وأضاف إن ذلك ليس من مهمتي الإجابة عنه واتركه لقارئي المجهول الذي لا اعرف ملامحه ولا زمنه ولا حتى مكانه. وقرأ الشاعر احمد جاسم محمد ورقة القاص محمد سهيل احمد بالنيابة التي ذهب فيها إلى إن القصة كما يذكر "بروب" تتشكل من نواة لحكاية وان تلك الحكاية هي بذرة النص وأضاف سهيل ان تلك الحكاية تتأسس على حدث صغير ، قد تتم معالجته فنيا على نحو قصصي ومن دون ترهل كما ان النص القصصي لديه مؤسس على شخصية تفرض حضورها على القاص وعلى مختبره القصصي عبر التماعة وجه في الزحام ، أو ذكرى أو حلم يقظه، و ربما حلم منام، ويعمل القاص على تنسيقها بنحو ديناميكي وذكر القاص محمد سهيل أن بعض القصص لديه تتعشق مع حكايات مسموعة من الآخرين أو شخصيات يصادفها في زحمة الواقع اليومي ، وتظل ملامحها تقبع في الذاكرة التي تحاول عند الشروع في الكتابة أن تقبض على أدق خصوصياتها. وأضاف :- ثمة بعض القصص تنبع من ثريا النص ذاته الذي يكون هو الموجه لكلية النص بأحكام الطوق عليه تماما، ويتجلى ذلك لديه في القصة القصيرة جدا حيث يتحول العنوان عنده إلى متن أو قرين للمتن ذاته ، وذكر منها قصصه القصيرة جدا التي نشرها مع بعض قصاصي البصرة في كتاب فنارت القصصي المعنون" ذاكرة المقهى".
وقدم القاص علي عباس خفيف تصوراته في الكتابة القصصية خاصة حينما كان أسيرا وكان يغالب تلك السنوات بالأحلام التي استثمر بعضها في قصصه. وعقب عدد من الحاضرين على ما جاء في الحلقة النقاشية التي من المؤمل أن تتواصل بهذا المنحى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج