الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حامد الملائكي…رئيسا لوزراء الدراما العراقية

وجيه عباس

2009 / 10 / 7
الادب والفن


حامد الملائكي…رئيسا لوزراء الدراما العراقية
وجيه عباس

هذا يوم الخميس،اليوم الذي اعلن ائتلاف القانون قائمته الانتخابية بصاية رئيس الوزراء نوري المالكي،واليوم تجمعنا هنا لنعلن ائتلاف المحبة العراقية برئيس وزراء الدراما العراقي حامد المالكي،وانا على ثقة ان حكومة حامد المالكي المتخيلة لاتضم وزيرا همه اطفاء الكهرباء وآخر يسرق الحصة التموينية وآخرين خلقوا عراقاً لانعرفه،لكننا نعرف ان لكل زمن فرسانا وقردة.
حامد المالكي قطعة حلوى بحجم العراق،من يستطيع ان يهضمه مرة واحدة ليقول اني قد تذوقت من العراق ملحه وماءه ودمعات قلبه الذي تعوّد على القسطرة الوطنية؟
هذا الواقف على قدميه اللتين تعبتا من حمل وزنه وهمومه المتنقلة في حقائب سفره يمثل آخر رجال الماهوك العراقي الذين لم يتبق منهم كثير،لكنه بوجوده الحقيقي يملك موهبة إختصار الكثير بالقليل الأقل،ومن يتصور انه سينارسيت او كاتب فوهمه أكبر من ظنه،نحن الشعراء والكتاب نطبع ديوانا او كتابا بالفي نسخة ربما تنفذ من السوق مثل اعمارنا التي اكلتها الحروب ،لكن كتاب حامد الاخضر تقرأه الملايين وتحتفظ بطعم كلماته طازجة فوق شفاه الفضائيات بدون ان يزعم القذافي انها من بنات افكاره.
حامد الملائكي يساقط افكاره لتلتقطها البيضاوات،وعلينا نحن ان نمارس حسدنا بمحبة العراقيين ونضحك في سرنا ونقول: خرب عرضك حامد هذني كلهن يمك،انه يملك ان يجعل هديل كامل تسحب زوجها العاطل عن بيتها لتحرقه وهي تغني:دايمين دايم وطنّه بيكم...فأي وطن يدوم بمن فقد جنونه العراقي!،ويملك ان يعطي صفة العنّين لشيخ يحتل بيتا من بيوت الله بافكار ليس لها علاقة بالله الكريم وهو يملك من الانانية ان يحرم
وصال محبوبين،ويعاقبه بسخرية حين تعلّمه المحرومة من حبيبها ان فريد الاطرش كان الاقرب الى الله منه،وينتهي بان يحرق المريدون كتب الشيخ ويحرق المالكي شيخه بيد مجنونة الدهانة....حامد يملك ان يؤمن بان زمن الشعراء الغافين فوق اوهامهم ذهب الى غير رجعة ويرسل على لسان بطل حبه وسلامه ان هذا زمن المنفى العراقي هو زمن الرواية حين يعلو صوت الاطلاقات النارية ليسكت صوت القصيدة،هذا الكاتب الذي ملأ اجواء رمضان بالعرق البغدادي ليرسم صورة اهملها كتبة التاريخ...
هذا الملائكي الذي رسم صورة الام العراقية وهي تستقبل ابنها الشهيد ويصعدها على السيارة التي تحمل جسده،أي نوع من هذه الامهات بقيت لنا حتى نتذكر عراقنا الذي غرق في اليابسة؟
ابطال حامد الملائكي موجوعون حتى الثمالة،يغسلون ايامهم بدموع الحنين التي يذرفها على بياض اوراقه وهو يتغصص غربته بين نفسه ونفسه وهو موزّع بين التهجير وبين المنفى الساكن بين جلده وجلودنا...يحمل شمعة التاريخ العراقي،ونقول...صرختنا عاقر.... والأنكى من هذا أنها تضع لولب النسيان حتى لاتعود إلينا بغداد.... بغداد الآن ياحامد مطلّقة يطعنها اولادها بشرفها وهي تركض منهم وتصرخ بهم....
لأركض وراهم حافي....وعبيّتي إعله جتافي....
ويأتيها الجواب من بنيها...كسرات من طابوق أثري يشج جبينها الذي سجدنا عليه جميعنا ذات مرة.
ايها الصديق الوفي...نشرات الأخبار واحدة ... لان العرض واحد ...وشفاه المذيعات تنتفخ بحجم شدّات الدولارات التي يزايد عليها أصحاب القنوات،لكنك تبقى طعم رمضان وانت تنافس العرب الاقحاح بعراقيتك التي حملتها في الحب والسلام والدهانة وقبلها في(البقاء على قيد العراق)
لماذا لم توف دَينَك بمرقة السمك التي كانت أمك تجيد طبخها لك يامدللها الأثير على عطر شيلتها...هل تتذكر رائحة العنبر وأنت تمشي وحيدا في الحسكة غريبا إلا من ظل فلاّح شاطرك الغربة وحيدا مثل بلاد تشترينا بالمفرد وتبيعنا بسعر الجملة؟
حامد الملائكي...ياصاحب الحوار الموشّى بدمع المنفى....لماذا تسرق دمعاتي اليتامى وأنت تتراقص فوق أوراقك البيضاء مثل كفن الأمهات.... لماذا تقطّع أنفاسي وكانك تقرأ لي غربة السياب على خليط الأوطان التي لم يرها فوق خدود الحوريات؟
دعنا نبتكر حوارا يكون الشيطان او العراق ثالثنا...ماذا ستؤسس ايها السينارست في هذا الزمن الآرتيست؟ ماتبقيه الكلمات ننطقه بنص مهموس ياصاحب غربة حي الأمانة...لا أمانة بعد الآن في زمن يتسابق أبناؤه على السقوط فوق جدران برلين البغدادية....ماذا ستقترح لي من إسم في فوبيا الوطن الذي ضاع فاضاعنا بين دفّتي غربته في عالم البشر الفانين؟ سأسمي نفسي طاسة ماء تلقيها أمك وهي تسكن مقبرة السلام ...سأسكب دمعاتي خلف خطاك وأقول لك أني جبان لاأملك من أمري شيئاً إلا رفع يدي بالدعاء وأقول ...آآآآآآآآآمين على جراحك أيها الملعون حد البكاء...ياذئب حروف النكسات...لاحرب لدينا نخسرها بعد أن ودّعنا أوطاننا ونحن فيها!!! لاغربة مثل غربتنا ياصديقي...نحن رعايا وطنٍ أصبحنا فيه غرباء...بغداد تودّعكم كل مساء على شفاه المذيعات المملوءة بلحم السيلكون....إنفجرت عبوة حزن ففاض النهر بآلاف الحلاّجين فتساقط قطن الجثث المجهولين بباب الطب العدلي....











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجيه عباس
حامد المالكي ( 2009 / 10 / 8 - 00:26 )
كانت لكلمتك هذه وانت تلقيها في حفل تكريم اتحاد الادباء لي وقع الدهشة , يا وجيه اعتدت حبك لي وتقديرك لاعمالي لكني لم اعتد منك سرقة الدمع مني ومن كل الحضور لازلت اذكر دموع سامر المشعل والاميرة نسرين وكاظم القريشي الممثل الكبير، لقد صمتت الدنيا كلها لجرس القائك الصادق وانت لا تمتدحني حسب، بل تؤبنني، يا خلي وصاحبي، الوزارة لا تحتمل مالكيين، اتنازل لك عن رئاسة وزراء الحب كله ياعراقي ياصادق حد اللعنة، كن بخير


2 - حكومه العراق
حيدر وادي ( 2009 / 10 / 9 - 19:05 )
جيل ان يكتب ريس وزراء الهم العراقي عن رئيس وزراء الدراما العراقيه مقال رائع و الف تحيه لكما


3 - ت
حيدر وادي ( 2009 / 10 / 9 - 19:06 )
عفوا جميل !!!


4 - مواسات ..
ستار المالكي/صاحب ديوان/ ليس لي بلد سواك ( 2011 / 9 / 2 - 22:30 )
بأمكاني ألشــدّ على يديكَ ،ولكن لأياماني القاطع بطول هرولتك في مارثون
التعرية، سأقولها ناصحاً .. ان الصبــر في مضمار التضحــية نصرٌ
مؤجَــل.. أبيات من قصيدة/ مكانـكَ


مكانك حيث تضطربُ الأمــورُ-- ويغدو اللاشـــعور هو الشــعورُ
وأســرج بالحسين دُجى ليالي -- تســامى كوخــها وَخَبت قصــورُ
يُقاس المرء بالأقـرانِ دُنـيا -- علـى أشـكالها تقــعُ الطيـــورُ
يَطيــرُ الباز في الافاق وتراً -- وعنــد-الجيف- تجتمـعُ النســـور
ولُئمٍ ان يُزاد على لئيـــمٍ -- ويَــغرقُ في سَــغابتهِ الغيـــورُ
ُوعمـرُ البغي أطولـه قصيــر -- علــى الباغــي دوائـرهُ تــدور


5 - الحكم ووجيه
سعد عمران ( 2016 / 5 / 17 - 21:17 )
شاهدت اليوم لقطة من برنامج البشير شو وورد فيه ما كتبه السيد وجيه في برنامجه الملعب اظلم والحكم .... بصراحة هذا تعد قليل الأدب لأن فيه عنصرية فاضحة. أي هراء . بالحقيقة تستاهل كل السخرية التي تُقال عنك في برنامج البشر شو

اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس