الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون : الحكيم إذا غابت حكمته

حسب الله يحيى

2009 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أن يكون الحديث الخاطيء في بديهته عن مصدر عابر ،فانه لايعني الاخرين في شيء بوصفه جاء من نبت طاريء هش ؛ اما ان ياتي على لسان السيد حميد مجيد موسى/عضو مجلس النواب/سكرتير عام اعرق حزب وطني مناضل – الحزب الشيوعي العراقي، فهذا شأن آخر .
نعم .. الشيوعيين خزين من المعرفة والنضال والمواقف السامية الممتدة على مدى سنوات طويلة تحمل معها التجارب والمحن والرؤى الحكيمة والمبدئية ، وما ورد على لسان موسى في جلسة البرلمان – فضائية العراقية في 2009/10/6 – يعد طارئاً وغريباً ومثيراً للانتباه لما يحمله من اخطاء فادحة لايمكن ان تمثل حزباً عرف بدفاعه عن الكادحين والمستضعفين الى جانب يقظتته ورؤاه الفكرية البعيدة المدى ، وظهير معظم المثقفين .
لقد تقدم السيد موسى للبرلمان بمقرتحات تقوم على أن "يكون عمر عضو البرلمان 25 سنة"
ويكفي ان يكون حامل الشهادة الاعدادية ،وزيادة عدد النواب الى 311 واعتماد القائمة المفتوحة والدائرة الواحدة ومشاركة العراقيين في الخارج في هذه الانتخابات .
وعند مناقشة ما اورده لابد ان نتساءل :
هل كان السيد موسى يغازل شريحة من شباب لكسب ودهم والدعوة الى انخراطهم في مجلس النواب على الرغم من معرفته جيداً ان عمر (25) لايملك النضج الكافي والمستقر للتعبير عن رايه وحجته وبرهانه وحكمته ، لايحمل رصيدا يؤهله للبوح الفاعل والمؤثر ، الى جانب شهادته المتواضعة التي بالكاد وضعت صاحبها على الخطوة الاولى المبكرة على تحمل مسؤوليته الاجتماعية والعاطفية .. فكيف يمكن ان يمثل شعباً يختنق بأزماته ؟
كذلك .. يعرف السيد موسى أكثر من الكثيرين ، ان زيادة عدد اعضاء مجلس النواب من شأنه ان يزيد الضغط على الميزانية بسبب الرواتب والمخصصات المرتفعة لاعضاء مجلس النواب .
فضلا عن إثارة العديد من المناقشات المتناقصة التي لاتفضي الى نتائج منطقية .. زيادة على ماهي قائمة الآن ..
واذا كان مسوغ سكرتير الحزب الشيوعي العراقي قائما على الدستور في اعتماد هذه الزيادة ، فانه يعرف جيدا ان الدستور كتب على نار ساخنة وفي ظروف قاهرة لايمكن ان يعتد بها ولا ان تكون منطلقا للركون اليها نظرا لما تحمله صفحات ذلك الدستور من ثغرات باتت من الوضوح بحيث شكلت عقبات كاداء امام مسيرة الحياة السياسية المتعثرة في العراق .
واذا كان السيد موسى قد استجاب للقائمة المفتوحة بوصفها السبيل الافضل لخيار الشعب في اعتماد ممثليه .. مع العلم ان هذا الخيار قد يفضي الى مجيء عناصر عشائرية او طائفية تقرر قوانين عراق المستقبل .. الا انه افضل من اختيار الاحزاب لاعضائها في وقت ذاته دعا السيد موسى الى اعتماد الدائرة الانتخابية الواحدة بدلا من الدوائر المتعددة التي يمكن ان تكون اكثر تعبيرا عن ارادة الناس وهو يعلم جيدا سهولة اختراقها وتزويرها وعدم تعبيرها عن ارادة قطاعات اجتماعية واسعة.
اما ما يتعلق بمشاركة العراقيين في الخارج في الانتخابات التي ذكر احد النواب بأنها تكلف خزينة الدولة (80) مليون دولار فهذا شأن يقوم على محورين :
الاول : ان السادة النواب لم يفعلوا شيئا ً لهؤلاء العراقيين المهاجرين والمهجرين والمغتربين وبات حال معظمهم مدمرا وصعبا .. ومع ذلك يريدون ممن اهملوهم الادلاء باصواتهم وانتخاباتهم !!
الثاني : قد تكون قناعة عدد من العراقيين في الخارج قائمة على امل ان يكون الاعضاء الجدد الذين سيقومون بالتصويت لهم يحملون معهم مشاريع لاعادتهم الى الوطن وتعويضهم والبدء بحياة جديدة آمنة تضمن له العيش والاستقرار .
لكن ايا من الاحزاب المنضوية في العملية السياسية الراهنة – بما فيهم الحزب الشيوعي العراقي – لم يضع في برنامجه مشاكل وازمات العراقيين في الخارج ..
فعلى اي اساس يراد ضمان اصواتهم وضمانهم في الحياة على مدى السنوات الماضية غائبة تماما .
واذ اثير هذه الماناقشة مع السيد حميد مجيد موسى بشكل صحيح ، فانما اهدف الى عدم تكرار التجربة التي اخفق فيها الحزب عندما صوت الى جانب الاتفاقية المشؤمة بين العراق والولايات المتحدة مع انها لاتلبي آمال وطموحات العراقيين ..
لذلك تجيء هذه المناقشة من منطلق الحرص على مسار حزب عريق يكن له العراقيين الاحترام ويحتكم الى رجاحة حكمته العقلاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ان ما اقترحه حميد موسى هو عين الصواب للاسباب التاليه
مؤيد راعي البله ( 2009 / 10 / 7 - 21:35 )
اولا حول عمر البرلماني يبدأ من 25 سنه لاافهم ماهو الخطأ بذلك الايحق للشباب ان يكونوا ممثلين للشعب اذا كانوا كفوءين ونزيهين بلاضافه انهم سوف ينتخبون مباشرة من الشعب اليس افضل من هؤلاء الذين اعمارهم اكثر من اربعون عاما والذين ليس لهم سوى التناحر والتجاذبات والذين لم يقدموا شيء لهذا الشعب المغلوب لاافهم لماذا يستخف البعض بالشباب. ثانيا هل هو من حمل الشهاده الجامعيه فقط يستحق ان يكون ممثلا لكل ابناء للشعب علما ان 70% من العراقيون هم من العمال والفلاحين وربات البيوت فمن يمثل هؤلاء اذن. ثالثا زيادة اعضاء مجلس النواب الى311 ماهو الخطأ بذلك اذا ما قارنا بعض الدول المتقدمه بالعراق فالسويد التي يمثلها 275 نائب وعدد نفوسها يقارب ال 9 مليون نسمه فكيف ببلد نفوسه اكثر من 30 مليون نسمه وهناك قانون يقول ان لكل 100 الف نسمه ممثل واحد. رابعا اعتماد القائمه المفتوحه حق للناخب ليعرف لمن يصوت يصوت للانسان الكفوء والنزيه وليس للغبي والحرامي. خامسا العراق دائره واحده ام 18 دائره كيف نستطيع ان ننصف الاقليات مثل المسيحيين والصابئه واليزيديين وهم مشتتين في عدة مناطق من العراق مثل كردستان ونينوى وبغداد والبصره وليس لهم تجمع مثل الكرد والسنه والشيعه. ان المستفيد من الدوائر المتعدده هم الطائفيون واحزابهم وهم


2 - مؤسف ان تنضم اليهمl
نوار احمد ( 2009 / 10 / 9 - 09:33 )
عزيزي حسب
سوف لا ادخل معك في نقاش طويل .. هل يعجبك ان تنضم الى جوقة من هم بالامس كانوا من الشيوعيين أو اصدقاء لهم او قريبين منهم واصبحوا الآن الطبل الذي يملىء المكان بصوته دون ان في داخله مضمون حقيقي .. لا نتمنى لك ذلك .. وبخصوص العمر .. فقط راجع ما كتبته عن الشهيد وعد الله وكم كان عمره عندما انخرط في السياسة وكم كان ذو مقدرة ووعي . الا يستحق وعد الله ومن امثاله ان يكون لهم صوت في البرلمان ؟
اما ماذكرته من نقاط اخرى فدع غيرك يتهجم ولا تورط نفسك في هذا المستنقع
مع التحية

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟