الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكيا تسمم منتظر الزيدي لإغتيال الكاريزما والكرامة العربية -دراسة تحليلية

ناصر اسماعيل جربوع

2009 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بزوغ نجم حركات التحرر العربية والإسلامية والأممية ، ظهرت العديد من الشخصيات المصاحبة لتك الحركات والتي اعتبرت عند الكثير من الثورين مخلصاً من ظلم الإمبريالية الكوليانية ،ومتنفساً وملجئاً يحميهم من الاستبداد الذي جثم على صدورهم عشرات السنين ، واعتبرت تلك الشخصيات الملهمة شخصيات كرازمية اتجه المعذبون بالأرض إليهم بقلوبهم وشخصت إليهم أبصارهم ، وربطوا عناصر القوة والخلاص بشخصهم ، من أجل كل ذلك قرر الامبرياليون بكل عصورهم الظلامية أن يغتالوا حتى الحلم الواعد لشعوب العالم الثالث المضطهدة ، وقرروا أن يغتالوا خيالهم ويجعلوهم شعوباً بلا حلم ، لذا نلاحظ أنهم يبحثوا عن الشخصيات الكاريزمية ويغتالوها بأي طريقة ، بل يغتالوا من يكتشفوا انه من الممكن أن يصبح كاريزمياً ، ولنا من التاريخ العديد من تلك الشواهد منها اغتيال ( جمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل واغتيال الملك السعودي فيصل والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس العراقي صدام حسين ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري والشيخ احمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقى وأبو على مصطفى وأبو جهاد وأبو إياد ، ومن قبلهم الثوار محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير ، والشيخ عز الدين القسام ) وغيرهم لأن السجل العربي والعالمي مليء بأسماء لا تسعها دراستي المتواضعة 00
نحن اليوم أمام محولة اغتيال شخصية اتسمت بالبعد الكاريزمي العالمي ، إنها شخصية بسيطة كانت مغمورة في العراق لا أحد يكاد يسمع بها سوى من تعاملوا معه في مجال الصحافة ، أو بعض من جيرانه ، إنها شخصية العراقي ( منتظر الزيدى) راشق جورج بوش الابن بالحذاء ، هذه الحادثة رغم أنها لن تحرر شعوبنا من الظلام والتبعية ، إلا أنها كانت المتنفس السيكولوجي لملايين من العرب والمسلمين بل الأمر تعدي ليشمل مليارات من البشر الذين اعتبروا منتظر الزيدى شخصيه كاريزمية ممكن أن يحتذي بها الكثير من الثوار والمقهورين ، وأصبح الحذاء الزيدى العربي العراقي وسيلة للتعبير عن رفض الظلم لمن يشعر به ، كما كان قبله الحجر الفلسطيني وإشعال الإطارات نموذجاً للتعبير عن رفض الظلم ، لذا قرر الصهاينة وأسيادهم الأمريكان اغتيال الطفل والحجر ! وقرروا اغتيال الكاريزما واغتيال الحذاء الثوري ومن هنا كان لابد من اغتيال منتظر الزيدى واغتيال منبت جديد للكاريزما العربية ، ولكن ما هى الكاريزما وما منشأها :
هي كلمة (بالإنجليزية: Charisma) في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي،فهي تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، هي القدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا وثقافيا، سلطة فوق العادة، سحر شخصي شخصية تثير الولاء والحماس.(

و قد حاول البعض ترجمها إلى "سحر الشخصية"، أو "قوة الشخصية" أو غيرها. و لكني رأيت أن كلا من هذه الترجمات لا توفي الكلمة حقها ذلك أن الانجليزية تحوي هكذا كلمات بمعان منفصلة عن الكاريزمية. وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة إلا انه يمكن ربطها بشخصية معينة و القول إن الشخصية الكاريزمية هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع واسر الآخرين، كما أنها تمتاز بالقدرة على الهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.


مــن هـــو الـكــــاريـــزمـي ..!!
انه شخص وجد ليبقى في الذاكرة، لا ينسى أبدا، سواء أحببناه أم كرهناه قدراته هائلة لا حدود لها، أبرزها السيطرة.عندما تقابله يجذبك منذ أول وهلة.له القدرة على البقاء في ذاكرتك وأحاسيسك و مشاعرك.

وبمجرد أن يجالس أو يحادث مجموعة من الأشخاص فانه يلفت الأنظار إليه، ويكون محور اهتمام الناظرين إليه. بل وأكثر من ذلك فان كل من يراه أو يحتك به يحاول تقليده ومجاراة أفعاله ربما دون وعي أو إدراك في كثير من الحالات.

انه إنسان اجتماعي جدا، نشيط، سريع البديهة، محبوب، يعشق التحدي والتغيير، لا يقف أمامه شيء، أفكاره عميقة، صاحب موقف وفكر معين، واثق من نفسه، قادر على الإقناع.

والكاريزما قد تظهر مجال السياسة (كما في شخصية ياسر عرفات ،غيفارا و كينيدي وغاندي ومانديلا) أو في مجال الدين، أو عالم الرياضة (مثل بيليه ومارا دونا وزيدان)

وعلى الرغم من أن النظريات القديمة كانت تؤمن بإلهية الكاريزما وملاصقتها للشخص منذ ولادته،إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الكاريزما عبارة عن سلوكيات و تصرفات قابلة للتعلم و الاكتساب بالمثابرة والاجتهاد. فقد قدر البروفيسور ريتشارد وايزمان الجزء الطبيعي من الكاريزما بحوالي 50% في حين أن الباقي يكتسب بالممارسة والتعلم.

كما أوضح البروفيسور ريتشارد وايزمان أن هناك ثلاثة عوامل تجعل الشخصية كاريزمية:

1.الإحساس العميق بمشاعرها الذاتية.

2.القدرة على تمرير المشاعر نحو الآخرين.

3.المناعة ضد الكاريزما الخارجية.

واعتبرها بعض المحللين على أنها الشخصية التي تؤثر في الآخرين وفي قراراتهم وأفكارهم ، وأنها ذات كفاءة عالية في فنون التواصل، مشيراً إلى أن هذه السمة في بعض الشخصيات تكاد تكون خارقة القدرات في مجال الإقناع إلى درجة تجعل الآخرين ينفذون ما يطلب منهم اختياراً لا إجباراً وان «الكاريزميين» في محيطهم الاجتماعي نجوم لكونهم يتمتعون بأغلب مهارات الذكاء الوجداني. ومن المعتقد أن تلك الصفات اجتمعت بشخص منتظر الزيدى- الذي باعتقادي - انه يمتلك الإحساس العميق بمشاعر الكاريزما الداخلية ، ولكن يبدو أن هذا الإحساس قد يكلفه حياته مثلما حدث مع الشهيد الراحل ياسر عرفات حيث رشح إلى وكالت الأنباء أن" الزيدي يعاني مرضا خطيرا فشل الأطباء السوريون في تحديده، مرجحين أن يكون قد تم تسميمه خلال فترة وجوده في السجن بنفس الطريقة التي تم بها تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات".وأكد حمزة حسن شوقي رفيق الزيدي وصديقه في حديث لجريدة "الشروق" التونسية "الأمريكان حقنوا منتظر قبل أشهر قليلة بخمس حقن وأعطوه دواء لا نعرف مصدره.. وهذا ما يجعلنا نعتقد انه أثر على وضعه الصحي وقد يؤثر على حياته ويتعرض إلى اغتيال بطيء".
وتشير صحيفة "التايمز" نقلا عن عدي الزيدي اتهامه إدارة السجن الذي قضى فيه شقيقه عقوبته بحقن منتظر غصباً !! بمادة غير معروفة بذريعة علاجه من الصداع النصفي والتوتر العصبي، وكذلك تعذيبه بالسجائر خلف أذنيه، وكسر أنفه وعدد من أضلاعه ، وأكدت الصحيفة إن عدي الزيدي أبلغها بتعرض شقيقه للتعذيب بعد أن رفض كتابة وتوقيع رسالة اعتذار لبوش ولرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي كان مع بوش حين رشق بالحذاء 00
أفرج عن الزيدى بعد أن قضى تسعة أشهر في المعتقل في أعقاب هجومه الذي نفذه في ديسمبر /كانون الأول الماضي على بوش خلال مؤتمر صحفي حيث صاح "هذه قبلة الوداع أيها الكلب" قبل دقائق من إلقائه حذائه على الرئيس. الذي نفذه في ديسمبر /كانون الأول الماضي الماضي على بوش خلال مؤتمر صحفي حيث صاح "هذه قبلة الوداع أيها الكلب" قبل دقائق من إلقائه حذائه على الرئيس. ويبدو ان تخفيف الحكم من 3 سنوات إلى تسعة أشهر لم يكن بسبب حسن السير والسلوك كما زعمت إدارة السجن العراقي الأمريكي بل إدراك الأمريكان وعملائهم من حكومة المالكي أن اجل الزيدى قد اقترب لعلمهم المسبق بالحقن السامة التي حقنوها لمنتظر قسرًا !
وخوفا من موته ببطء داخل السجون وقيام هبه جماهيرية عربية إسلامية دولية يعقبها سلسلة من الانتقامات ، مررت الإدارة الأمريكية مؤامراتها وأجبرتهم على تخفيف الحكم عن منتظر، فاسحة المجال أمام التحرك والاستقبالات الشعبية والرسمية والعربية ، لان منظر الزيدى وحسب اعتقادي قد قررت أمريكا شطبه من السجل الكاريزمي العربي ، ولن تغفر أمريكا لكل عربي يحمل ذرة من الكرامة ولا زال يتنفس بأنفاس ثورية طاهرة في ظل زمن عهر العولمة وقدسية الحذاء الأمريكي الذي تخضع له العديد من الرؤوس النبطاحية عدوة التحرر - لا الحذاء الثوري الزيدى وأمثاله من أحذية المرابطين في رحاب الأقصى 00








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسميم الزيدي
محمد الخليفة ( 2009 / 10 / 8 - 11:06 )
الكلام ببلاش ولكنه كلام يخرج من الإذن الثانية للمتلقي حيث لا يترك له أثر في ذهنه ، أنه من نسج العربان الذين بسسب عجزهم في تفسير الأحداث يعلقون عجزهم وتخلفهم على من هو أقوى منهم بحجة التآمر عليهم،، ربما يكون ردي عليك وعدم استساغة ما تقول هو من فيض التآمر عليك لاشك أنك ترفع صوتك عالياً وتقول نعم.


2 - مهلاً أيها الخليفة ...
هيثم القيّم ( 2009 / 10 / 8 - 13:34 )
الأخ صاحب التعليق الأول ... ما هكذا تورد الأبل
بغص النظر عن ما أعتبره البعض من أن تصرف الزيدي كان
خروجاً عن اللياقة وآداب الضيافة ...
أقول مايلي
لم يكن بوش ضيفاً لسببين - أنه جاء الى العراق في زيارة مفاجئة لم يعلم بها لا رئيس جمهوريتنا ولا رئيس وزرائنا ... وفي هذا أستخفاف وأستهانة بكل الشعب العراقي أذا أفترضنا أن هؤلاء رموزه... وثانياً هو الرئيس الذي أحتلت قواته بلدنا بدون أي مبرر قانوني أو موضوعي وحتى الأسباب التي ساقها الأمريكان لأحتلال العراق تهافتت وسقطت بأعتراف بوش نفسه وهذا ما يعرفه العالم اجمع ... أما ما تستنكره على كاتب المقال من أحتمالية تسميم الزيدي وهو في المعتقل فأنا أنصحك بقراءة الكتب التي تتحدث عن عالم المخابرات وما تقوم به أجهزة المخابرات في مختلف دول العالم وبالخصوص الكيان الصهيوني ( الموساد ) وامريكا ( السي آي أي) .. لو فعلت ذلك فأنا على يقين أنك ستُغيير رأيك بالموضوع وستكتشف من هم العربان ... مع تحياتي1


3 - السيد ناصر اسماعيل جربوع
مارسيل فيليب / أبو فادي ( 2009 / 10 / 8 - 14:12 )
هناك مثل عراقي يقول ( طاح حظَ الزينك ) ... !


4 - لك
ابو يزن ( 2009 / 10 / 8 - 20:08 )
اجمل تعليق على مقالك هو تعليق الاستاذ مارسيل فيليب واضيف اليه واللي علمك


5 - نداء الى كل الاحرار من اعداء الامبريالية الكولونيالية
سلام الشمري ( 2009 / 10 / 9 - 07:31 )
ان التحذير الذي رفعه الاخوين ناصر جربوع و هيثم القيم عن احتمالية أقدام الامبريالية الكولونياليةعلى تسميم البطل منتظر الزيدي الكاريزما العربي المنتظر, ونظراً للتقص الكارزمي الحاد الذي اصاب أمتنا العربي على اثر قيام الأمبرياليون بأغتيال وتصفية كاريزماته السابقين مثل صدام حسين وعبد الناصروالملك فيصل ومحمد جمجوم, ( هو مين محمد جمجوم ؟؟ ), لغرض حرمان شعبنا العربي من احلامه الوردية ووأد متنفسه للخلاص من الأستبداد الجاثم على صدره, من الامبريالية طبعاً
اتوجه بالنداء التالي الى كافة فصائلنا الفكرية والسياسية بالسعي الحثيث, والمطالبة بارسال الزيدى والمخزون المتبقي من الكارزمات القومية والوطنية الى محمية تحول بين الامبريالية ومخططاتها اللئيمة لتجريد الوطن العربي من آخر كارزما لديه
ونامل كالعادة ان تقوم احدى دولنا العربية الغراء بخطوة مماثلة لخطوة الاردن الشقيق البطل بايجاد طريقة لاجبار الغرب الكولونيالي على الاعتراف بجريمته النكراء وتقديم الترياق الشافي من سمه الزعاف ليتسنى لبطلنا الزيدي الاستمرار بالحياة واستثمار مكاسبه المعلنة وغير المعلنة لخدمة الأمة العربية وكارزميتها الالهية بأعتبارها الامة المختارة من بين الامم لحمل الرسالة الخالدة على حد تعبير الكارزما السابق الخالد صدام حسين
ل

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا