الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن لسنا بحاجة إلى إعمار ...

رشيد كرمه

2009 / 10 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نحن لسنا بحاجةٍ إلى إعماروإن كان مستشفى.....

خُيِلَّ للعديد من ناس العراق بشكل عام , وللمتعلمين _المثقفين_بشكل خاص أن أملاً ما في الأفق قد يلوح إثر زوال دكتاتورية البعث، وعنجهية صدام حسين ومن معه، لذا سارع البعض حازماً حقائبه إلى حيث يجب أن يكون فعلاً، وشَمَّرَ المخلصون من هم في داخل الوطن(العراق) عن سواعدهم لبناء ركائز مجتمع جديد مُتسامحْ يخلو من العنف ومتسلحاً بلائحة حقوق الإنسان يجذبهم ويبهرهم عنوان براق مهم وحديث إسمه(منظمات مجتمع مدنــي)مهمة هذه المنظمات مساعدة المحتاج والمعوز وممن ضاقت بهم السبل من ذكور وأناث،صغاراًوكباراً يهود ومسيحيين ومسلمين وغيرهم ومن مختلف القوميات والأعراق بل وشخصت بعض هذه المنظمات منطلقاتها وأهدافها وإستراتيجيتها إلى(اليتامى) وإلى(الأرامل)من النساء,الذين خلفتهم حروب النظام المُباد الداخلية[سواء كانت ضد العرب والكورد والتركمان والأكراد الفيلية والكلدوــ آشوريين أوضد القوى والأحزاب الوطنية التقدمية كالحزب الشيوعي العراقــي وضد حزب الدعوة] والحروب الخارجية[ كالحرب العراقية _الإيرانية ، وغزو الكويت والحرب على العراق و(تسليمه) للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها دون قيد أو شرط ] وما أعقبها من تسلق لصوص وطائفيين وعنصريين وقتلة وطغاة جدد سدة الحكم بقوة سلاح الدين والمذهب الأمر الذي أسس لإرهاب المفخخات وأنواع المتفجرات التي تعصف بالإنسان العراقـي.ولسوف أترك موضوع اليتامى الى حين واتناول موضوع (الأرامل) بسبب تعقيدات تعريف الأرملة،فاليتيم كما هومعروف من توفى أحد والديه من ألأُم أو الأب أو من كليهما , ولكن الأرملة وبتعريف بسيط هي: من توفـى زوجها فقط.وعليها في تلك الحالة تحمل أعباء المسؤولية الملقاة على عاتقها طوعاً ودون إرادتها،فإذا ما توفى الزوج لسبب من الأسباب أضحت الزوجة رب الأسرة وسيدة البيت وهي الوحيدة صاحبة المسؤولية في مجتمع ذكوري،يعاني بسبب الدين والتقاليد المتخلفة من فرصة الإختلاط مع نصف المجتمع، ناهيك من النظرة المتدنية للمرأة ,وسوء التربية الجنسية والكبت الغرائزي للجنسين والذي يعطل عموم المجتمع ويشله عن حالة الخلق والإبداع ويفرز بالتالي نتيجة القيود الأجتماعية والدينية والسلطوية الشذوذ والإنحراف وردة الفعل المختلفة وصولاً للعنف والإغتصاب واللجوء للإنتحار.ويقدرعدد الأرامل في العراق بالملايين.مما إستدعى تأسيس وبناء منظمات تعني بهذا الكم الكبير من النساء اللآئي وجدن أنفسهن فجأة في خضم حلبة الصراع،الصراع من أجل لقمة الخبز وتحاشي الوقوع في الرذيلة وذل السؤال ومن هنا نشأت فكرة إيجاد شبكة الحماية الإجتماعية التي تساند وتدعم وتؤهل الأرملة، ويبدو أن مئات الملايين من العملة الصعبة التي تقدمها الدول المانحة للمنظمات التي تعني بهذا الجانب من النشاط وهو ما أطلقنا عليه قبل قليل منظمات المجتمع المدني تذهب للـ(اللصوص) من النساء والرجال على حد سواء والذين تحميهم أحزاب الإسلام السياسي ,فلقد وقفت على أحد أهم البرامج التي تبثها الفضائية البريطانية القسم العربي* تحت عنوان(لجنة تقصي الحقائق)إستضاف متخصصون ومتخصصات في شؤون هذه الشريحة المهملة والتي يمعن المسؤولون الجدد في إذلالها والتحرش ان أمكن بها بغية خلوة غير منصفة يجملوها بعبارة خلوة شرعية وهذا ما أشار اليه ضيف البرنامج المتخصص(ضياء الجصاني) بعدما أدلت إحدى الأرامل بتعرض الأرملة للتحرش والمضايقة والإستغلال الجسدي من طرف(أُولي الأمر)مقابل المعونة الإجتماعية !؟ وكان من الممكن جدا وهذا ما أتمناه في حلقات البرنامج المقبلة أن تبادر الأخت ضيفة البرنامج (هناء أدور) من جمعية الأمل التركيزعلى الشروط الواجب توفرها كي يحصل بشرالعراق على لقب أرملة بعد أن أدلت لافض فوها إحداهن من المتخمات المحجبات ممن يتربعن على عرش كرسي السلطة الآن بأنها تفرق بين الأرامل طبقاً لتلقي البعض منهن المساعدة من ذويهن وأن كانت قد فقدت حقاً الزوج ؟ كما كنت أتمنى على السيد الخبير القانوني(طارق حرب) الذي حل ضيفاًعلى برنامج مهم أن يجنب نفسه إقناع الأرملة الي رفضت المبلغ الزهيد بقبوله والتوجه بالسؤال لمسؤولة المنظمة النسوية والتي بانت أقراطها من خلف حجابها مع إبتسامة السعادة مقابل تعاسة وسوداوية الملابس والمستقبل لأرملة مهضومة ٍ يكاد المرء يسمع صوتها لمرضها وقد دفعت حتى هذه اللحظة رشاوي تعادل ما سوف تحصل عليه من شبكة الحماية الأجتماعية أو دائرة التعويضات والتي تدعي مسؤولتها الأدارية والتنفيذية انها انجزت قدراًكبيرا من أعمال الدعم للأرملة:أين تذهب أموال الدول المانحة؟ ولماذا لا تتوفر التقارير المالية وكشوفات الصرف؟ وكذلك كان على المختص في لجنة تقصي الحقائق(على حميد)أن يسأل من هو المسؤول عن تدني واقع المرأة وفرض الحجاب عليها سيما وإن جميع من إستضافهن البرنامج كُنَ من المحجبات المعوزات والمحتاجات اللآئي أًجبرن على مراجعة هذا الشيخ أو هذا الحاج أو هذا المرجع الديني أو ذاك ولابد أن تدفع ضريبة الـ(تحجب)كما لايفوتني أن أثني على الباحث والمتخصص الأستاذ(ضياء الجصاني) الذي إقترب من حقيقة مروعة تلامس غيرة وشرف العراقي وإلتزام المثقف عبر توجهه بالسؤال: هل نملك فعلاً أو هل توجد لدينا منظمات مجتمع مدني؟؟ أتمنى على الحزب الشيوعي العراقي ومن يعمل ضمن التيار الديمقراطي أو الإتجاه العلماني بأخذ زمام المبادرة والدفاع عن حقوق الملايين من الأرامل عبر دعوتهن وتنظيمهن في مسيرات سلمية ضد إستغلالهن ومن أجل ضمان حقوقهن. كما أن المطالبة بتعديل ما ورد في الدستور والتعليمات ليس بالأمر العسير فمصطلح الأرامل يشمل أيضاً الرجال ولدينا بفضل سلاح ميلشيات هذا المعمم وذاك وهذا الحزب الديني وذاك آلآف الأرامل من الرجال بسبب إغتيال الزوجة , وحقيقة الأمر أننا وفي هذا الوقت بالذات لانحتاج الى تبليط شارع ولا إلى بناء جامع أو حسينية أو حتى مستشفى بل نحن نحتاج إلى من يصون شرف المرأة العراقية بعد أن ترملت لأننا أمام سفلة تسرق قوت الشعب بحجة الإعمار الذي لانحتاجه بقدر حاجتنا لصيانة عرضنا المتمثل بالمرأة العراقية التي يتصيدها القادة الجدد ؟؟؟!!!
الهوامش

*برنامج (لجنة تقصي الحقائق) BBC السويد رشيد كَرمـــة 8 أكتوبر 2009











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجتمع مدني
neda aljewari ( 2009 / 10 / 8 - 09:01 )
تحية وبعد ( ويقولون شر البلية ما يضحك ) في أول عام لتأسيس منظمات المجتمع المدني ساهمت بعض الدول القريبة و البعيدة الصديقة والمتعاونة مع الوضع الجديد في العراق ومن هذه المساهمات علاج الأطفال الذين تعرضوا وأصيبوا من جراء القصف الأمريكي أو التفجيرات ومن هذه الدول مصر فأرسلت الى احدى هذه المنظمات مساهمتها بعلاج عشرة أطفال في مستشفياتها فما كان من مبادرة رئيس هذه المنظمة الا اختيار عشرة أطفال من أقاربه والفضيحة عندما تم فحصهم وقس على ذلك

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال