الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تقاسموها بيناتهم
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
2009 / 10 / 8
كتابات ساخرة
حكايات أبي زاهد
يمر العراق هذه الأيام بمنعطف خطير على ضوئه تترتب أمور مستقبلية كبيرة،والتغيير حمل في طياته السلبيات والحسنات فكان الأكثرية يعتقدون أن هذا التغيير سيسهم ببناء الدولة الوطنية وستنحسر الدكتاتورية لتحل محلها دولة المؤسسات ولكن القوى السياسية التي صاحبت التغيير الجديد كانت لها حساباتها السياسية في أنتاج دكتاتورية جديدة تختلف عن دكتاتورية البعث ورسالته الخالدة لتتبنى التوجه الديني بما يحمل في طياته من اختلافات تاريخية متجذرة في الوجدان الشعبي،ولا تحتاج إلا من يزيل الصدأ عنها لتظهر جديدة فاعلة،وكان ما كان من حرب أهلية خسر فيها العراق أعداد كبيرة من الشهداء والمعوقين والجرحى والمهجرين،وظهر للناس عقم التوجهات الجديدة ،وبدء العد العكسي للطائفية بعد أن ثبت عقمها وفشلها ولكن الأطراف التي ذاقت حلاوة السلطة واستمرأت الامتيازات الخيالية لن تستسلم بسهولة فحاولت ارتداء ألبسة جديدة من الوطنية المهلهلة التي لا تصمد أمام الواقع الحقيقي لتوجهاتها وأهدافها غير المعلنة،واستعذبت هذه القوائم اللفظ الوطني فجعلته لازمة لتكتلاتها وائتلافاتها متصورين أن الوطنية جلباب يرتديه الإنسان وينزعه أنا شاء.
أمام هذا الفيض من الوطنيات يحار الناخب العراقي في الاختيار فأينما أتجه فثمة أدعاآت من الوطنية وأينما ولى فثمة شعارات تطلقها هذه الجهة أو تلك تفصح عن توجهها الوطني وسعيها لبناء دولة المؤسسات،فكان أن تقاسم دعاة الطائفية البذلة الوطنية بتمزيقها الى قطع أخذ كل منهم قطعة منها فمنهم من أخفى يديه الملطخة بدماء العراقيين من خلال أعمال القتل والتفجير،ومنهم من أخفى وجهه الكالح بما وضع عليه من مساحيق تزول لزخة مطر،ومنهم من ستر أرجله التي تحج لهذا البلد أو ذاك لالتماس العون أو إعلان الولاء ..ومنهم ومنهم،في الوقت الذي غابت الوطنية الحقيقية في هذا الكم الهائل من الوطنيات حتى تعذر الفرز بين هذا وذاك خصوصا للمرضى بعمى الألوان وما أكثرهم هذه الأيام.
ضحك سوادي الناطور وقال (هاي القسمة تذكرني بقسمة أهلنه لمن شد السيد هادي المكوطر على فرسه وتنخه بأهله وعمامه وشدت وياه الزلم وهجموا على معسكر الإنكليز وخلولك طشارهم واهليه وقتلوا منهم أكثر من ثلث مية أنكريزي وأسروا من الإنكليز والسيخ أكثر من مية واحد فهوسوا ربع سيد هادي(ثلثين الجنة الهادينه وثلث الكاكه أحمد وأكراده) والمقصود به أحمد الحفيد الذي شارك في الثورة، فرد عليه مهوال السماوة(أشويه شويه البربوتي) وكان رئيس السماوة الشيخ بربوتي،فرد عليه مهوال الرميثة (مسطاح الجنة اللوفينه) يقصد الحاج لوفي كبير الرميثة ،ورد عليه واحد محروق كلبه لمن شاف الجماعة تقاسموها بيناتهم وما خلوا لحد متر(جا وين اكَعد يا رب هادي) عاد ولا أحنه إذا كل هاي الوادم النعرفهه ونعرف أصلها وفصلها صارت وطنيين جا الوطنيين الصدك وين يصيرون،أكول أحسن الهم يطولون اللحاية ويصيرون طائفيين ،لأن أهل الطائفية صارو وطنيين ..!!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - العزيز أبا زاهد
مارسيل فيليب / أبو فادي
(
2009 / 10 / 8 - 13:30
)
أكيد بالمستقبل القريب ، راح أتصير خبصه ، حيث سيظهر واضحاً لكل أنسان عراقي أن حساب الحكام غير حساب المحكومين .
ولأن خريطة تحالفات الجماعة القديمة – الجديدة ستخلق عداوات .. والصراع هالمرة ماراح أيصير - ديمغراطي لأبو موزه .. يعني احتمال أيكون بيه كسر عظم - .. حيث المجلس الرباعي والخماسي والمجلس التنفيذي و 3 + 1 – 4 ، وحتى التوافق الوطني الي جان مدوخينا بيه .. كلها راحت ( بوله بشط ) .
كسر بجمع ، خلنا ننتظر حتى تتوضح مسألة قانون الأنتخابات والأحزاب ، حيث كل التحالفات القائمة حالياً ، لازالت تتميز بنفس الطعم والرائحه .. والسباق على رئاسة الوزراء ( مخليهم يوكفون سرى على بوابة الوطنية والديمغراطية ) .
لكن البعض لا زال متمسك برأي - لازم تتشكل الحكومة عبر نظام التوافق الإجباري بين المكونات الأساسية ( لشعبنا الأبي ) .. يعني يريدون تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس نفس المحاصصة القديمة .
وحكمة اليوم تقول ( إن بعض القول فن .. فاجعلوا الإصغاء فناً ) ...!
2 - وجهة نظر
عبد الكريم البدري
(
2009 / 10 / 8 - 18:09
)
في المحورالأول من المقال. أخالفك الرأي فيه حيث ان كنت تعتقد ان مثل هذه القوى السياسية تمتلك حساباتها الخاصة بها بمعزل عن توجيهات لابل شروط الآدارة الآمريكية صاحبة القرار النهائي فان الأمرليس كذلك وكن متأكدا من هذا.حيث لايمكن بأي حال من الأحوال خروجهم عن طاعتهم ابدا.وانك لتعلم يقينا ما كنا نتثقف به منذ الخمسينات من القرن الماضي حول ماهيّة الأهداف الأمريكية وعدم وقوفها او التقاؤها مع طموحات اي شعب من الشعوب. وثم اذكرك بمشروع -دالاس- و-لريجنسكي- وقوس ألأزمات التي تمتد من المغرب الى باكستان ان كنت على اطلاع وكيف خلقت هذه الأدارة قوى دينية لتقوم بهذا ألأداء لتنفيذ هذه المشاريع. وشكرا
3 - تعليق على مساهمة سابقه
Samir Mahmoud
(
2009 / 10 / 9 - 03:39
)
عزيزي الأستاذ محمد علي محيي الدين،
لم استطع ارسال هذه التحيه لكم المتعلقه بقصيدتك المعبره والرائعه
~ همهمات صاخبة ~
لتقصير مني حيث تأخرت في الارسال واقفل باب التعليق لذلك ارجو قبولها هنا،
اتمنى لك الموفقيه مع جزيل شكري لترحيبك بمساهمتي المتواضعه، نعم اخي العزيز اؤيدك فيما ذهبت اليه حول الامل رغم الصعاب وهو رأي ذكرني بمقوله لكاتب قديم لا اتذكر اسمه تقول
~ ما اضيق العيش لولا فسحة الامل ~
فتحية لك ولعطائك الثرّ الوطني الشريف وللأخوه في هيئة الحوار المتمدن كل التقدير والاحترام لتوفير هذه المساهمات البنائه
4 - سلاما ابا زاهد
عمر عبد الرحمن الكبيسي
(
2009 / 10 / 9 - 19:47
)
مساء الخير استاذي العزيز هل تعلم ان العراقيين الاصلاء لايعرفون الغش والفساد ابدا ولاكن الاحزاب الدينيه هي صاحبة الفضل في هذا المجال ولا احب ان اطيل عليكم هل سمعتم ذات يوم ان شيوعيا عراقيا اتهم بالفساد؟؟؟؟؟؟؟؟؟اطلب الجواب من اي عراقي شريف ان يرد وشكرا
5 - رد
محمد علي محيي الدين
(
2009 / 10 / 10 - 03:01
)
الأخ العزيز أبو فادي
التحية والثناء
ما تطرقت أليه أمر واقعي وستكون الأيام المقبلة حافلة بالمفاجئات وقد تحدث تطورات دراما كية وتتحول الصراعات من أل الهيمنة والفوز الى صدامات مسلحة بين الأطراف النافذة في العملية السياسية ولا أعتقد أن هناك أمل في تغيير الواقع العراقي بسبب الهيمنة المقرفة للأحزاب الإسلامية ومحاولاتها بسط النفوذ بالطرق المشروعة وغير المشروعة وفي ظل القوانين التي تفصلها على مقاساتها وسيطرتها على جميع المسارب بما لها من نفوذ في مؤسسات الدولة.
الأخ العزيز بد الكريم البدري
لا أعتقد أن هناك تقاطعا بين وجهات نظر هؤلاء والقوى الخارجية المهيمنة على القرار السياسي في العراق ولا يوجد تقاطع بين هذه القوى والإمبريالية أو القوى الرجعية لأن هذه القوى ذاتها كانت ولا زالت مطايا لتنفيذ السياسات الغربية ولها ارتباطاتها المعروفة ومواقفها المطابقة لمواقف الغرب والاستعمار ولعل مواقفها المعروفة عبر تاريخ العراق السياسي خير دليل على انغمارها في المستنقع الامبريالي وكان لمواقفها المعلنة تأثيرها في إسقاط الأنظمة الوطنية في العراق ولا تلد الحية إلا الحية ،ونظرتنا لن تتغير نحو هؤلاء والقوى الخارجية التي تدعمها لأننا تربينا على المبدأ الوطني الثابت الذي لا يتغير بأن أمريك
6 - رد
محمد علي محيي الدين
(
2009 / 10 / 10 - 03:16
)
الأخ عمر الكبيسي
ما تطرقت اليه أمر واقع لا يمكن نكرانه أو التغاضي عنه ولكن للأسف لم نجد لذلك صدى في صناديق الأنتخاب وأن الشعب العراقي بأجمعه يقر هذه الحقيقةولكنها لم تترجم الى واقع مؤثر ولا أدري أين الخلل
7 - رد
محمد علي محيي الدين
(
2009 / 10 / 10 - 04:50
)
الأخ العزيز أبو فادي
التحية والثناء
ما تطرقت أليه أمر واقعي وستكون الأيام المقبلة حافلة بالمفاجئات وقد تحدث تطورات دراما كية وتتحول الصراعات من أل الهيمنة والفوز الى صدامات مسلحة بين الأطراف النافذة في العملية السياسية ولا أعتقد أن هناك أمل في تغيير الواقع العراقي بسبب الهيمنة المقرفة للأحزاب الإسلامية ومحاولاتها بسط النفوذ بالطرق المشروعة وغير المشروعة وفي ظل القوانين التي تفصلها على مقاساتها وسيطرتها على جميع المسارب بما لها من نفوذ في مؤسسات الدولة.
الأخ العزيز بد الكريم البدري
لا أعتقد أن هناك تقاطعا بين وجهات نظر هؤلاء والقوى الخارجية المهيمنة على القرار السياسي في العراق ولا يوجد تقاطع بين هذه القوى والإمبريالية أو القوى الرجعية لأن هذه القوى ذاتها كانت ولا زالت مطايا لتنفيذ السياسات الغربية ولها ارتباطاتها المعروفة ومواقفها المطابقة لمواقف الغرب والاستعمار ولعل مواقفها المعروفة عبر تاريخ العراق السياسي خير دليل على انغمارها في المستنقع الامبريالي وكان لمواقفها المعلنة تأثيرها في إسقاط الأنظمة الوطنية في العراق ولا تلد الحية إلا الحية ،ونظرتنا لن تتغير نحو هؤلاء والقوى الخارجية التي تدعمها لأننا تربينا على المبدأ الوطني الثابت الذي لا يتغير بأن أمريك
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى