الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن عباس – اعتذار عن -انحدار أخلاقي -!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2009 / 10 / 8
القضية الفلسطينية


تكشف "معركة غولدستون" الفلسطينية، عن الهشاشة المتوقعة لمرحلة ما بعد التوقيع – المأمول إتمامه - على اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ترعاه الحكومة المصرية، في الأسبوع الأخير من أكتوبر الجاري, لإعادة اللحمة للفلسطينيين.
والمتأمل في تفاصيل معركة غولدستون، يلمح أن الصراع على السلطة هو عنصر بارز يقف وراء الحملة الكبيرة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المتهم بأنه وقف وراء طلب تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، الذي يتهم قيادات كل من إسرائيل وحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى بارتكاب جرائم حرب قد ترقى لجرائم ضد الإنسانية.
وفي جانب واحد, اصطف العدوان اللدودان، القيادي في حركة فتح, محمد دحلان، وحركة حماس, في معركة تستهدف محمود عباس.
ووفقا لتقارير صحفية، فقد ساهم دحلان في مساعدة إسرائيل على إقناع عباس بطلب تأجيل التصويت على تقرير غولدستون.
وكانت حركة حماس قد هاجمت تقرير غولدستون، بعد صدوره مباشرة، بحجة المساواة بين المجرم (إسرائيل) والضحية (الشعب الفلسطيني وقيادة حركة حماس.
فما تفسير تبدل المواقف، لدى كل من دحلان وحركة حماس، تجاه تقرير غولدستون, وما تفسير اصطفاف كل من دحلان وحماس في خندق واحد لمهاجمة محمود عباس؟
تأتي معركة غولدستون الفلسطينية قبل أيام من توقيع الاتفاق المرتقب بين حركتي حماس وفتح التي يقودها محمود عباس. سيمهد هذا الاتفاق إذا تم - ونحن نأمل أن يتم – إلى تشكيل جديد لقيادة فلسطينية، يطمح كل من دحلان وحركة حماس إلى تسجيل حضور قوي فيها, سيكون على حساب حضور عباس الذي ينافسه كل من دحلان وحركة حماس على قيادة الشعب الفلسطيني.
لا نذهب إلى أن هناك تنسيقا حصل بين دحلان وحركة حماس لإضعاف موقف عباس، من خلال نقده على موافقته على تأجيل التصويت على تقرير غولدستون. فالصراع على السلطة، نقطة تتقاطع فيها أجندتا حركة حماس ودحلان، لكنه لا يجمع الأجندتين معا في قناة واحدة. لا أظن أن لعبة السياسة قد تسمح لكل من حركة حماس ودحلان بالتوحد. والمسافة الفاصلة بين أجندني الطرفين، أبعد بما لا يقارن بين أجندة عباس وأجندة حركة حماس.
قد تحمل الأيام القادمة اتفاقا بين حركتي حماس وفتح بقيادة عباس على إنهاء الانقسام الفلسطيني والعودة لتوحيد الصف. لكن معركة غولدستون تشير بجلاء إلى أن الاتفاق المرتقب قد لا يعدو كونه مدخلا لصراع جديد بين القوتين الكبيرتين، حماس وفتح, على السيطرة على القرار الفلسطيني, إلى جانب صراع داخلي في حركة فتح على قيادة السلطة، التي يطمح دحلان إليها.
وقد تكون معركة غولدستون، معركة تنافسية مبكرة في إطار السيطرة على مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير عبر بوابة الانتخابات القادمة التي ستكون جزءا هاما من اتفاق المصالحة المتوقع في الأيام القادمة بين حركتي فتح وحماس.
والمنافسة مشروعة. لكن الشكل الذي تأخذه حملة الهجوم, التي وصلت للتخوين والدعوة لإلقاء عباس في مزبلة التاريخ, ليس لائقا.
لا أدافع عن عباس. أنا على نقيض موقفه منذ ورط الشعب الفلسطيني في اتفاق أوسلو, وأنا لا أؤيد موقفه من تقرير غولدستون, رغم أن موقفه الأخير لا يمنع من محاولة تفهمه.. أنا لا أوافق على الانحدار الأخلاقي الذي يصمنا كلنا بالعار.. خاصة وأن هذا الانحدار, مذيلا بتوقيع "أساتذة جامعات ومثقفين" من غزة, كما يحمل ذلك ملصقات لا تليق بشعب مناضل، نعتقد أن نضاله يجب أن يرفع الراية الأخلاقية.
أحرى بأساتذة جامعاتنا ومثقفينا، وأجمل لهم ولنا جميعا، أن يتحلوا بالروية والأخلاقية وعدم الاندفاع العاطفي، ونحن أمام وضعية حرجة، لن نخرج منها بغير منهج العقل المحب..
واسمحوا لي أيها الأساتذة الجامعيون والمثقفون الغزيون أن أعتذر باسمكم لشهدائنا ولتاريخنا ولمستقبلنا, عن الاندفاع العاطفي وعن التخوين والدعوة لإلقاء هذا أو ذاك في مزبلة التاريخ.. دعونا نتوجه للجميع بالدعوة الحارة للعمل معا لمواجهة بؤسنا, الذي لا شك أننا نساهم فيه.. موقف عباس من تقرير غولدستون, يحتاج لوقفة طاهرة عاقلة جريئة صادقة.. لكن هذه الوقفة لا بد وأن تمتد لتسع الحالة الفلسطينية كلها..
فلسطين – غزة – بيت لاهيا في 8/10/2009
• الكاتب مفكر فلسطيني ومؤسس دعوة النورانية.
• جوال رقم 9412414 59 00972
• بريد إليكتروني [email protected]
• موقع إليكتروني http://www.alnorani.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و