الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المستقبل

هادي الخزاعي

2004 / 5 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أزدحمت قاعة المؤتمرات في بغداد يوم 28/5/2004 بالمئات من الشخصيات العراقية، ممثلة للفسيفساء العراقي, السياسي والأجتماعي والثقافي والديني والعرقي، تلبية لدعوة المجلس العراقي للسلم والديمقراطية. أزدحام القاعة اللافت هذا جاء بعد النجاح الذي حققه الأجتماع الأول الذي دعى له المجلس قبل أيام خلت في مدينة أربيل ، والذي حضر أفتتاحه بالأضافة الى العديد من الشخصيات العراقية الهامة يتقدمهم الفقيد الشهيد رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم، المبعوث الأممي السيد الأبراهيمي ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان .
مما يفرح في هذه الفعالية الوطنية بكل المقاييس، أن الداعي الى تنظيمها والأشراف عليها هو المجلس العراقي للسلم والديمقراطية، هذا المجلس الذي يملك من التجربة والعراقة في المعرفة والأحساس بالشأن الوطني العراقي ما يؤهله وبأمتياز للم شمل العراقيين في بودقة واحدة لبناء وطنهم الذي خربته الرغبات غير المشروعة في التسيد وفرض الأرادوية المطلقة، سواء من قبل جهات عراقية مشكوك في وطنيتها أو من قبل الأجانب، وأي كانوا، عربا أو أعاجم ( غير العرب),فما حك جلدك مثل ظفرك.
أن هذا المؤتمر يضع جميع العراقيين أمام مسؤوليتهم وضميرهم العراقي في العمل على أنهاء الأحتلال وعودة السيادة الوطنية للعراق أرضا وشعبا بعيدا عن اي خيار آخر يثلم هذا الطموح العراقي المشروع، الذي لاشك من أنه سوف يقوى ويتعزز بممارسة الديمقراطية كسلوك وممارسة يومية لكل من يتولى أمر العراق ، لاسيما أذا كان هذا التولي متأتيا من صناديق الأنتخاب، والأمر يسري بكل المقاييس على من أستثنته تلك الصناديق. ولكي نؤكد أن الديمقراطية ليست لعبة، كما يجهد البعض ويجتهد لتثبيت هذه التسمية الممجوجة، علينا أحترام ما نتفق عليه، وتحويلها، اي الديمقراطية، الى فعل يومي له مستحقاته التي تشمل جميع العراقيين، بعيدا عن أي أستثناء يمكن يتوهمه البعض.
تاتي أهمية هذا المؤتمر في الوقت الذي بدا به العد التنازلي للموعد الذي ستجري فيه مراسم تسليم السلطة والسيادة الى العراقيين من قبل سلطات الأحتلال، التي فشلت كثيرا في أدارة الدولة العراقية خلال فترة توليها أمر احتلال العراق بقرار دولي، بل وصل الأمر الى حدود الفوضى واللا قانون، التي سمحت للقتلة والمجرمين المحترفين والسلفيين والسياسيين الفاشلين، من أن يصطادوا في الماء العكر الذي خلفه نظام الطاغية صدام, وفوضى الأحتلال.
يمكن اعتبار هذه الفعالية الوطنية من أنجح الأنشطة التي جرت منذ سقوط النظام البائد، والتي أن استمرت الى آخر مشوارها فانها تكون أول المؤسسات المدنية العراقية التي تعالج الوجع العراقي الذي يسببه أعداء
العراق للعراق والعراقيين.
ومن المفارقات التي لها مدلولاتها العميقة، هي أن أجهزة الأعلام العربية ، الرسمية وغير الرسمية ، التي لا تغفل حتى عن أسخف الأخبارالتي تشيع
التوتر والأرتباك بين العراقيين، فتوردها في نشراتها الأخبارية بل تكررها مرات عديدة في اليوم الواحد، قد أغفلت وعتمت على هذا المؤتمر حتى في
العناوين التي تترى في أسفل شاشات التلفزة. والمفارقة الأكثر غرابة، هوغياب البعض ، ممن بحت أصواتهم وهم يتصارخون في فيض الفضائيات العربية والأعجمية التي تسعى لوضع العصا في عجلة العراق القادم، مدعين حرصهم على العراق، أما كان الأجدر بهم أن يكونا في لجة هذا المؤتمر، للدفاع عن سيادة العراق ووحدته التي يتباكون عليها وهم آمنين في مكامنهم الدافئة الوثيرة.
أين هؤلاء المدعين والنواحين بلا طائل والعراق بلا ابواب، يدخله القاصي والداني بلا اية تفاصيل تعرقل الدخول أليه، فالدخول الى الأراضي العراقية بات سهلا الى حدود الدقائق القليلة، سهولة، يتمى هؤلاء النواحين ولوجزء
منها، عند أقترابهم من حدود أي دولة عربية اخرى، حتى لو كانت تلك الدولة حاضنة لهؤلاء المدعين والنواحين.
بوركت جهود المجلس العراقي للسلم والديمقراطية، الذي وضع النقاط على الحروف، وفتح الباب على مصراعيه للعراقيين الذين يشكل هاجسهم بوحدة العراق وسلامة سيادته هما يوميا رغم كل الصعوبات، وتبارك من كرس مثلنا الشعبي " قوم التعاونت، ما ذلت." كسلوك وممارسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا