الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس حتي الرمق الاخير

يحيي رباح

2009 / 10 / 8
القضية الفلسطينية


الهجوم الإسرائيلي التهويدي ضد القدس انتقل من أسوارها الخارجية إلى البوابات الداخلية المفضية للحرم القدسي ، وانتقل من باحات المسجد الأقصى المحيطة به ، حيث يصلي الناس حين يكون الاحتشاد كبيرا إلى أبواب المسجد نفسه ، أي انه لم يبق سوى أن يدخل الإسرائيليون اليهود الصهاينة إلى داخل المسجد نفسه، والتكتيك المتبع لذلك هو تحويل هذه الهجمات إلى فعل يومي في الصباح والمساء ، وهذا التكتيك مخطط له مسبقا، وقد سبق استخدامه ضد الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ، الذي تم تقسيمه في نهاية المطاف بين المسلمين واليهود كأمر واقع ، وهذا هو الهدف النهائي للتكتيك الإسرائيلي .

في مواجهة ذلك!

لا يملك الفلسطينيون سوى جهودهم الذاتية ، وهي جهود بطولية ولاشك ، ولكنها ضعيفة في نهاية المطاف ، لان إسرائيل هي المتحكمة في كل الوجود الفلسطيني داخل فلسطين، سواء في القدس نفسها ، أو الضفة الغربية وقطاع غزة ، أو حتى في الوجود الفلسطيني داخل الخط الأخضر ، وإزاء ذلك ، فإن الجهد الفلسطيني مهما كانت بطولته يحتاج إلى دعم كبير ، وضغط كبير وصدمة كبيرة في الإيقاع السائد ، وهذا الدعم مفترض أن يأتي من الأمة العربية ، ومن الأمة الإسلامية ، فهل العرب في هذا الوارد؟؟ وهل المسلمون في هذا الوارد ؟؟
الوقائع التي بين أيدينا حتى الآن تشير إلى أن العرب والمسلمين في هذا الوارد ، سواء كان السب هو الضعف ، أو مرض الخلافات المستشري، أو الخنوع المطلق للإرادة الأمريكية ، أو أي أسباب أخرى .

فمثلا ...لا قمة عربية قريبة من اجل القدس ، لماذا ، لان لا أحد يريد أن يتورط في التزامات لايريدها أو لا يقدر عليها أو تعرضه لغضب الأقوياء .

وعندما سئل أمين عام الجامعة العربية عن موقف العرب من القدس ، قال للمذيع الذي يسأله " اسألوهم "، قال ذلك بعصبية واضحة .

وأعتقد أن الحال ليس أفضل على الصعيد الإسلامي ، فالقدس عند العرب مجرد شعار والقدس عند المسلمين مجرد شعار، ومعروف أن الشعارات تستخدم ضد الفلسطينيين ، أو ضد العرب والمسلمين بعضهم البعض ، ولكن حين تصل الأمور إلى المستوى الجدي والالتزام الحقيقي ، فان الشعارات تتهاوى ، والصرخات تصمت ، والمزايدات تخرس ، وتبقى القدس وحيدة ، ليس لها سوى أهلها وشعبها الذي تحت الاحتلال ، وربها الذي يحميها ، ولكن دون فعل من العرب والمسلمين .

ولهذا السبب..طالبت في مقالات سابقة من الفلسطينيين أن يتصرفوا على أساس أن الأمة العربية وان الأمة الإسلامية هما في الوقت الراهن مجرد فرضيات ليست متحققة غفي الواقع، هناك أمل أن تتحقق ولكن ليس الآن ، وعلى الفلسطينيين في الوطن والشتات أن يبحثوا عن بدائل ، وأن يصمموا استراتيجيات جديدة وليس الاستمرار في الكلام المكرر الذي لا يفيد على الإطلاق .
نواجه هجوما يوميا وهذا الهجوم اليومي الإسرائيلي حشد له كل العناصر اللازمة ، المال، والرأي العام العالمي ، والقوة العسكرية والخطط الإستراتيجية ،

فهل نظل نصرخ:الحقونا ياعرب..الحقونا يامسلمين ، وقد ناديت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ، إذ أقصى ما يمكن أن يفعله العرب والمسلمين هو أن يلعبوا دور المعارضة ، المعارضة بالكلمات والخطب الرنانة والشعارات التافهة .

لابد من رؤيا جديدة وإستراتيجية جديدة، واليات جديدة ، لان لعبة كل يوم التي تلعبها معنا إسرائيل مستمرة نحو هدفها ، و استكمال تهويد القدس واقتسام المسجد الأقصى ،ربما لن يؤدي ذلك إذا حدث إلى مجرد انعقاد قمة عربية أو إسلامية ويا للمهزلة .

أيها الفلسطينيون ، ليس لكم سوى أنفسكم ، فارحموا أنفسكم ، وأنقذوا أنفسكم من أن تكونوا أدوات مستوعبة في سبابات الآخرين .

انظروا إلى أنفسكم ، قبل أن يصل الطوفان.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسلمه
يوسف حنا بطرس ( 2009 / 10 / 8 - 17:08 )
يبو لي ان الكاتب يحيى لم يقرأالتاريخ وهو كما البسطاء من العامه الذين تحركم اصابع الشيوخ بمجرد ان يمس الاسلام من قريب او بعيد فهو لم يقرا كتاب تاريخ القدس لعارف العارف لكي يطلع على تاريخ القدس ومتى بني المسجد الاقصى ولماذا هل بني لصلاه المسلمين ام لغايه اخرى في نفس عبد الملك بن مروان بعد الثوره التي قام بها الزبير في مكه للاستلاء على الخلافه ولتجيه الانظار لخلافته ..لقد ولى زمن الارهاب واصبح العالم يتكلم بدون قطع الرقاب ..الحريه هي اثمن شى للانسان وخاصه حريه المعتقد ..بني المسجد الاقصى على انقاض هيكل سليمان وتدل الشواهد والتاريخ على ذلك اما المسجد الاقصى المزعوم فهو في الجزيره العربيه في الجعرانه وليس في اورشليم مدينه الملك العظيم داود لست من محبي اليهود ولا مدافع عنهم ولكن الامانه تتطلب الوضوح في الامر ..ارجو من الكاتب ان يقرا لكي يستحق ان يكون امينا واكاديميا ويقول الحق ...
شكرا للحوار المتمدن


2 - إلى الأستاذ يوسف حنّا بطرس
ali shakshak ( 2009 / 10 / 9 - 03:25 )
بدايةً لك الحق أن تؤمن بما تشاء, ولكن أن تعرض ما تريد في مناخ الاستهانة بالكاتب فهذا يخرج بالتعليق عن روح الحوار المتمدن وعن روح المنهج العلمي.وهل تعني أن يقبل الشعب الفلسطيني باغتصاب أرضه ووطنه. وكيف ببساطة تقر بأن الشواهد والتاريخ يدل على أن المسجد الأقصى قد بني على أنقاض الهيكل في الوقت الذي لا يدّعي اليهود الصاينة أنفسهم أن هناك شواهد ودلائل على ذلك بل هم مختلفون حول مكانه ولو كان هناك شبه شاهد واحد علميٍّ لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهم الذين يحفرون منذ عقود. وقد عجزوا في عام تسعة وعشرين من القرن الماضي في الإتيان بدليل واحد على ملكيتهم لحائط البراق أمام اللجنة الدولية التي جاءت لتحقق في أحداث تلك السنة حول الحائط بينما تقدم المسلمون بوثائقهم وقد مُدّت الفترة اللازمة لتقدييم الأدلة ولم يتقدموا بأي شاهد أو دليل فأقرت اللجنة بملكية المسلمين للحائط في ما سمي بالكتاب الأبيض ولذا فإن سلاحهم هو الاغتصاب والتزوير وترديد الكذب إلى الدرجة التي قد يصدقهم البعض وما زال الكذاب يكذب حتى يصدق نفسه.ثم إن المسيح عليه السلام قد بشر بنهاية بني إسرائيل ودمار الهيكل وبشر بالمخلص الجديد.ثم كيف تدعي أن المسجد ليس للصلاة وقد قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أّن صلاة فيه بخمسمائة صلاة. وهل تظن ان

اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل