الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اي دولة

هاني العقاد

2009 / 10 / 8
القضية الفلسطينية


من الواضح أن جهود الرئيس أوباما الرامية إلى إقناع الطرف الإسرائيلي بوقف بناء المستوطنات قد تعثرت, مما يعرقل البدء بمفاوضات حقيقية تعالج كافة المسائل العالقة, ولعل لغة التحدي تجلت اليوم عندما عقب نتنياهو على خطاب الرئيس أوباما في الأمم المتحدة قائلا أن حكومته لن تعود إلى حدود العام 1967 كما تجلت في تصريحه لصحيفة هآرتس الأسبوع الماضي "أن كافة حكومات إسرائيل رفضت
موضوع الانسحاب إلى حدود حزيران 67 و بالتالي فان حكومته الحالية لن تعود إليها ضمن أي تفاهمات", وهذا يعني أنه لا سيادة للدولة الفلسطينية المتخيلة, كما أن اشتراط الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل واعتراف الدول العربية والإسلامية بصفتها تلك لهو شكل من أشكال السادية واقرب إلى لغة الحرب منه إلى السلام وهو نوع من ممارسة لغة القوة والهيمنة والتعالي, أما السلام من وجهة نظره فهو مجرد تفاهمات مع الفلسطينيين منبتة عن أصول الصراع وبلا مرجعية,


وقد أعلن الرئيس أبو مازن "أن حكومة نتنياهو الحالية هي مشكلة ولا أرضية للتفاوض معها", وهذه حقيقة هامة, فقد تكشفت نية إسرائيل الحقيقية تجاه السلام, رغم أن إدارة الرئيس أوباما مازلت تؤمن أن الاستيطان هو أهم عقبة أمام السلام في المنطقة , وبالتالي يجب أن بتوقف نهائيا, رغم أن الدولة التي يتحدث عنها الأمريكان مختلفة بعض الشيء عن الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها الإسرائيليون ومختلفة تماما عما يطمح إليه الفلسطينيون, حيث يحرم التصور الإسرائيلي الدولة من قدسها وسيادتها ومعابرها, إضافة إلى رفض الجانب الإسرائيلي الانسحاب إلى حدود67,


يعتقد الساسة الإسرائيليين و بعض من المحللين المحسوبين على القوي الغربية و إسرائيل أن السلام يمكن أن يتحقق بمجرد إقامة دولة فلسطينية بلا حدود و بلا عودة للاجئين والنازحين إلى ديارهم وقراهم ومدنهم التي طردوا منها, ويعتقدون أن الصراع يمكن أن ينتهي إذا ما توفرت مجرد فرصة العيش للفلسطينيين, دون أن يدركوا أهمية وجوهرية القضايا المطروحة, والتي بدونها لن يكون سلام في العالم, إذ لا سلام بدون القدس وعودة اللاجئين.

الحقيقية التي يجب أن تتعامل الإدارة الأمريكية مع معطياتها أن الحكومة الحالية في إسرائيل هي حكومة مشكلة, لا تريد سلاماً, وعلى هذا فإن الإدارة الأمريكية مطالبة بلعب دور أكثر صرامة مع حكومة إسرائيل و إقناعها أن السلام لن يتحقق إلا على قاعدة بحث كافة القضايا الأساسية واعتبارها أساس تحقق السلام والقبول بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة بشأنها, أما إذا ما لجأت الإدارة الأمريكية إلى حل وسط لتتفاوض على أسس إنهاء الصراع باعتبار أن بعضاً من هذه الأسس ستحتاج إلى مراحل زمنيه أخرى لوضع حلول لها كالحدود والقدس واللاجئين فسيستمر الصراع وسيتخذ أشكالا أخرى تهدد معها الأمن والسلم, وهذا هو أس الاختبار الحقيقي لنوايا السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي


.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا




.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات


.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة




.. بعد استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.. توقعات ببداية س