الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية الكتاب العراقي

حسين رشيد

2009 / 10 / 8
الادب والفن



بين آونة وأخرى تثار مشكلات الكتاب العراقي وما يعانيه من حيف وإجحاف بالوصول الى القارئ المحلي والعربي و حتى على مستوى العالم اجمع ، حيث باتت مشكلة مستعصية الحلول والمعالجة . فالأديب العراقي يمضي وقتا طويلا وصعبا ويبذل جهدا لا يستهان به ، في سبيل انهاء مجموعته الشعرية او القصصية او الرواية او كتابه النقدي في مجالات الادب والفن الاخرى ، لينتهى به المطاف اما مخطوطة مركونة على الرف او مطبوعة داخليا بشكل سيء ومرمية في المخازن غذاء للفئران او تطبع في دول اخرى ، حيث تصل بشكل محدود الى القارئ المحلي .

لقد اصبح سوق الكتاب في العراق رائجا بما يطبع في سوريا ولبنان ومصر و بعض دول الخليج التي اخذت تؤسس لصناعة الكتاب وترويجه بشكل حضاري يصل الى ابعد الحدود الدنيا ،الا في العراق فقد عادت الامور الى ابعد من نقطة الصفر رغم التحولات السياسية والاجتماعية والانفتاح على الاخرين .

ان الحركة الادبية في العراق تعيش الان مرحلة الفوران والانتعاش خصوصا في اجواء الحرية لكن اذا ما بقي حال الكتاب والمولف هكذا , فلا يمكن ان نصل بها الى ما نطمح اليه من تقدم وازدهار وبناء ثقافة ادبية فنية فكرية تساعد في بناء مجتمع متحضر.

واذا ما تم طرح المسالة بشكل او باخر امام المتخصصين من المؤلفين واصحاب المطابع ودور النشر فان اصابع الاتهام ستصوب نحو المؤلف ، حيث يعلل الامر بعدة اسباب منها ان الكتاب ضعيف والكاتب لا يتمتع بثقافة وحرفة كتابية تسهل انصهار النص امام القارئ وهذا السبب نلمسه بشكل جدي في بعض الاصدارات الاخيرة وخاصة التي تطبع في دور نشر سورية حيث اصبحت تجارة جيدة فنطالع يوميا عشرات العناوين والاصدارات التي تطبع دور النشر السورية المتعددة الاسماء لكننا لم نقرأ او نسمع يوما ان احد هذه الكتب العراقية قد نفذ في احد المعارض التي تشارك بها الدار او فاز بجائزة او مسابقة ادبية ، اضافة الى استعجال الناشر في تسلق سلم الشهرة ، وغروره باعتبار كتابه الاول والاجدر والافضل في المطبوعات الاخيرة اما اذا تناوله احد نقادنا ( الحسب الطلب ) فتلك هي الطامة ، كما ان البحث عن سرعة الربح عند الاخرين من المؤلفين ساهمت بشكل او باخر في موت الكتاب العراقي وعلى سبيل الذكر ما حدث في شارع المتنبي قبل اسابيع حين كنت اتصفح احد الكتب المعروضة للبيع واذا بشاعر يسأل البائع كم نسخة بعت من الديوان رد عليه البائع ان نسخك على حالها ، ما كان امام شاعرنا الا الامتعاض والسير غاضبا. وحين استطلعت الديوان كما وصفه الشاعر لم يكن سوى مجموعة من القصائد العامودية بطباعة رديئة وغلاف لا يجذب القارئ بشكل او باخر وعلى هذه الشاكلة الكثير من الكتب المعروضة في شارع المتنبي .

لكن لانثير هذا المشكلة ونحبث في اسبابها في محاولة لوضع الحلول والمعالجة ، هل هي مشكلة الناشر ، ام مشكلة النتاج العراقي ، ام مشكلة الطباعة ، ام التوزيع ، او عدم مساعدة الحكومة ، او صدود الناس عن القراءة محليا ، وصدود القراء في الدول الاخرى عن النتاج العراقي؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أصبعك على الجرح
رياض الأسدي ( 2009 / 10 / 10 - 13:56 )
ما كتبته يا اخي حقيقي جدا ومهم. لكن الحلول غير مؤاتية المسألة لا تتعلق بالنشر بل بقضية الثقافة برمتها، فقد أستشرى الانحطاط في جميع مفاصل الحياة في العراق وما نال الثقافة والكتاب ليس بالشيء القليل ماذا نعمل؟ هل يحلّ السياسيون قضايا الثقافة؟ كلا طبعا.. علينا يا اخي ان نتضامن وهذا أقل ما نفعله فهل نستطيع؟؟
شكرا لألتفاتتك

اخر الافلام

.. الفنانة ماري سليمان تؤدي أغنية -في عينك بدور- على مسرح The S


.. مسرحية -شو يا قشطة- تصور واقع مؤلم لظاهرة التحرش في لبنان |




.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م