الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شأن إنتخابات اليونسكو ... نجحت المبادئ و فشل -حسني-

عمرو البقلي

2009 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حسب التعريف الإسمي لتلك الوكالة و التي تتبع الأمم المتحدة تنظيميا و ماليا، فإنها منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة، و لعل صفحة تلك الوكالة علي شبكة الإنترنت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بإن ترشيح شخص كـ "حسني" لم يكن إلا إستغلالا لحالة الوهن و الضعف المزمن الذي أصبحت تعاني منة المنظمة الدولية الأم و بالتبعية وكالتها الفرعية.


إن البحث عن التعريف المختصر لليونيسكو و المذكور في موقعها الإلكتروني باللغة العربية يشهد بعدة أشياء أولها النفي بأن اليونيسكو لا ينحسر دورها في بناء قاعات الدراسة في البلدان المُخرّبة، أو في ترميم مواقع التراث العالمي، بل أن الهدف الذي حددتة الوكالة لنفسها هو بناء حصون السلام في عقول البشر عن طريق التربية و التعليم و الثقافة و الإتصال.


من السطور السابقة يتضح للجميع أن السيد "حسني" و من ساندوة لم يقرءوا شيئا عن تلك المنظمة و دورها فقط كحد أدني، لأن ما ظهر من ردود الفعل في الأوساط الإعلامية و الثقافية و السياسية المصرية لفشل "حسني" في الفوز بمنصب رئيس المنظمة الدولية، لا يدل سوي غياب عدة مفاهيم اساسية نصت عليها الوكالة في تعريفها لنفسها، فقيم التربية و التعليم و الثقافة و السلام و حتي عقول البشر سفطت صريعة امام تلك ردود الأفعال و التصريحات التي صدرت من الوزير الحالي و المرشح الخاسر و بعض من كانوا اكثر تعصبا من المرشح الخاسر ذاتة.


لن أمضي كثيرا في تاريخ الوزير الفنان "حسني" و ما أثير ضدة في كثير من الصحف المصرية عن تورطة في فضائح كتابة تقارير أمنية تجسسية علي المبعوثين المصريين أنذاك في فرنسا، حين كان أحد افراد الفريق الدبلوماسي المصري في سفارة مصر بباريس، و لن أمضي أكثر عن دورة في قضية الإرهاب الدولي التي تورط النظام المصري فيها بسوء الإدارة و التي تتعلق بإختطاف السفينة الإيطالية الشهيرة أكيني لاورو بواسطة جماعة أبو العباس الفلسطينية المنشقة عن منظمة التحرير و الممولة من نظام البعث العراقي، و التورط الشخصي لـ "حسني" ذاتة في الفضيحة حين كان مديرا لأكاديمية الفنون المصرية بروما، و لكن ابسط التحليلات السياسية تجعل الموقف الأمريكي و الثابت منذ أيام إدارة بوش و بقي حتي إدارة اوباما في رفض مساندة "حسني" مفهوما للغاية، فتورط النظام المصري في فضيحة "أكيني لاورو" وتر العلاقات المصرية الأمريكية أنذاك لدرجة جعلت الرئيس ريجان يخرج عن اللغة الدبلوماسية و يستخدم ألفاظا حادة تجاة الرئيس مبارك، فما بالك بالموقف الأمريكي تجاة "حسني" و هو متورط في الفضيحة بشكل مباشر، و بهذا اصبحت الدعوات التي اتهمت أوباما نفسة بالوقوف ضد "حسني" لأنة مسلم و عربي نوعا من أنواع التدليس و الهراء السياسي و العقلي، فمن يتخيل بأن أي إدارة أمريكية سوف تساند رجلا في أحد المحافل الدولية تورط في التغطية علي قاتلي مواطن أمريكي فبالتأكيد هو واهم و يبحث عن ساحة عراك مع الإدارة ربما لأسباب خفية لا نعلمها حتي الأن بسبب التكتم الذي تبع زيارة الرئيس مبارك إلي واشنطن و ربما لأسباب معلنة و هي العودة مجددا لسياسة الشحن و التعبئة الشعبية ضد كل ما هو غربي، و هذا ما ثبت لاحقا و جليا في تبعات فشل "حسني" في الحصول علي المنصب.


ابسط المعطيات المقروءة بعد فشل "حسني"، تؤكد ان حملة الكراهية حشد فيها الجميع بعضهم متبرعا و البعض الأخر مدافعا عن احد رجال النظام الذي خدمة في كل العصور، و ربما يكون مفهوما أن يتحرك ابناء النظام يدافعون عن واحد منهم و يبالغون إلي حد التزوير في تصوير الخسارة علي انها مؤامرة يهودية أمريكية، و لكن الغريب هو انسياق بعض من يدعون المعارضة و الإستقلال عن النظام في نفس الحملة، و لكن المراقب يلاحظ أن كل من أنبري للدفاع عن "حسني" و ساهم في ترسيخ النظرية المؤامراتية يجمعهم جيمعا فاصل واحد مشترك و هو العداء المعلن و الواضح للسامية، ولا أبالغ إطلاقا إن قلت بأن كل المدافعين عن "حسني"، سبق و تورطوا أو تورطت المؤسسات التي ينتمون إليها، في تصريحات أو بيانات أو مواقف معادية لليهود علي عمومهم و ليس حتي العداء لإسرائيل و التحفظ علي إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.


ليس غريبا بأن كل من وقف في خندق "حسني" هو عدو للسلام مع اسرائيل حتي بما فيهم مثقفي وزارة الثقافة و أبنائها، و علي الرغم من أن مثقفي السلطة و علي رأسهم "حسني" هم جزء من نظام يقيم علاقات شبهه كاملة مع اسرائيل علي كل المستويات الصناعية و الإقتصادية و السياسية بما فيها إقتسام النفوذ أحيانا في صراعات الشرق الأوسط، إلا انهم و في مواجهه كل من غرد خارج سربهم "الوطني" يستعملون كل أسلحة التخوين و تهمتي التطبيع و الصهينة، و لم تكن مصادفة أن يكون الحوار الصحفي الأول للمرشح "حسني" الخسار مع أحد صحفي الصمود و التصدي و المسجل ضمن قائمة أعداء السامية في العالم و المقرب من النظام الليبي و السوري و العامل بأحد القنوات الفضائية الممولة رسميا من النظام الليبي، و من يقرأ الحوار الصحفي و يتمعن في إجابات "حسني" يتأكد أن خسارتة للمنصب كانت واجبة و مؤكدة و بأن كل من صوت ضدة لم يحتاج إلي اي ضغط أو إقناع من قبل اي دولة او جماعة ضغط، بإختصار من صوت ضدة ببساطة إستطاع ان يقرأ المعطيات .. وزير في نظام استبدادي سلطوي، وزير ثقافة يقسم بحرق كتب و كأنة أحد كهنة العصور الوسطي، مخبر سابق متورط لاحقا في عملية إرهاب دولي.


لقد إعتقد من قاموا بدفع حسني إلي تلك المعركة الدولية بأنهم يستطيعوا أن يخدعوا العالم بترميم معبد يهودي و إستضافة مايسترو اسرائيلي من أنصار السلام و تقديم بعض الإعتذارات الواهية عن تصريحات فاشية، و تخيلوا لوهلة بأن الوهن الراهن الذي تعانية المؤسسة الدولية بالإضافة إلي ثغرات القانون الدولي ستمنحهم الفرصة لإيصال رجل إلي رأس وكالة دولية، مكانة الطبيعي في اي نظام ديموقراطي هو قفص الإتهام، فلما كان الفشل بإنتظارهم لم يستطيعوا سوي الصراخ و العويل و تعليق الفشل علي نظرية المؤامرة و السامية القاتلة التي اصبحت المشهد الدرامي الدائم في قصص الفشل العربية.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح