الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهيكل

علي شكشك

2009 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


ارتباطٌ أراده الله, بين السماء والأرض, بين الروح والعالم, بين العلم, النورِ, كلامِ الله, قرآنِه من جهةٍ والإنسان, بين القدسِ البوابة إلى الأفق الأعلى, سدرة المنتهى, والإنسان,
إنه شوقُ الإنسان النهائي للكمال والقدسية والمعرفة, التكفير عن الخطيئة, والسموّ إلى مكانته التي خلقه الله لها وأودعه أشواقه إليها, وأثقله ببشريته التي أخرجته منها أوّلَ مرة, أوَّلَ مرةٍ كلَّ مرة, إذ كلُّ خطيئةٍ خروجٌ عن العهد الأوّل, "ألست بربكم قالوا بلى", "ولقد عهدنا إلى آدم من قبلُ فنسي ولم نجدْ له عزما",
فكانت ليلة القدر, منّة الله ورحمته, لتكريم الإنسان وإجابته على أسئلة الصدور, ووصله بمن نفخ فيه من روحه, "إنا أنزلناه في ليلة القدر", فما معنى كلِّ الحياة إن لم نفهمها ونفهمنا, إن مررنا عليها صما وبكما وعميانا, فكان التقاؤها بما يعتلج في صدر الإنسان "خير من ألف شهر", حيث النور الذي أكرم اللهُ به الإنسانَ والذي نزل فيها هو ما يجعلُ الحياة حياةً والغامضَ مبينا, والمظلِمَ منيرا, والفانيَ متصلاً بخالق الموت والحياة, والقلِقَ مطمئنّاً, والمقطوعَ متصلاً, والمنقطعَ واصلاً وموصولا, والقطيعةَ صلاةً, والجهلَ عرفاناً وتسبيحا,
وهكذا قدرُ القدس, بوابةُ الصلة, وليس بدون مغزى أنَّ الصلاة فُرِضت في معجزةِ إسرائها والمعراج, كأنها المعنى المكاني للمقصود الرباني, أنْ يتصلَ الإنسان ببارئه, ويصلّي له, ولم يكن بلا مغزى أيضاً أنَّ اسمَها القدسُ, وأنَّ الله بارك حولها,
وقد أخبرَنا اللهُ سبحانه أنّه بارك حولها, "المسجد الأقصى الذي باركنا حوله", فكيف فيه, ربما لتعجز أبصارُنا عن إدراكِ السرّ, فكانت المكانَ والزمانَ وأشياءَ أخرى معا, وكان أنْ توارت المتعارَفاتُ فيها ليكونَ الإسراءُ والمعراجُ, ويكونَ إمامةُ المصطفى الخاتمُ لجميعِ المصطفين الأنبياء الأخيار, برهةٌ ومكانٌ أكبرُ من البرهةِ والمكان, والله أكبر,
"ولما صلى يسوعُ قال: لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمةً عظيمة, لأنه أعاد الزمن الذي يلزمُ أن يمرَّ في هذه الليلة إذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله وقد سمعتُ صوته"{برنابا84}, "وقد نلتُ نعمةً ورحمةً من الله لأراه"{97},
فكان قدرها أنها كذلك, للإنسان هدى وكتبا وبركة وقبلةً وأنبياء, إبراهيم ومن ذريته, "لا ينالُ عهدي الظالمون", وإسحاق ويعقوب, وداوود وسليمان وزكريا ويحيى,
أرسل الله سبحانه رسلَه مبشرين ومنذرين, وكان أنْ أعلمَ الرسل بالرسول الخاتم "لتُؤمِنُنّ به", وجعل النبوّة في بني إسرائيل, فما رعوها حق رعايتها, "مثلُ الذين حُمِّلوا التوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحملُ أسفارا", "كلما جاءكم رسولٌ بما لا تشتهي أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون", فما كانوا أهلاً لحمل النور الذي أراد به الله خير البشر وخلاصَهم, كلِّ البشر, وافتروا على الله كذبا, وأرادوه إلهاً لهم وحدهم, يتعالون به على الناس, "نحن أبناءُ الله وأحباؤه", وضلّوا وأضلّوا, ولُعِنوا على لسان أنبيائهم, فجاء ابنُ مريم آيةً مبشرة بملكوت الله الأبدي وبرسوله الخاتم, فما كان منهم إلا أن كذبوه استكباراً أن لا يكونَ هذا الخاتمُ منهم, حتى تآمروا عليه, فحقّت كلمةُ ربك بالاستبدال, "وإن تتولَّوا يستبدلْ قوماً غيرَكم", تحقيقاً لنبوءات الأنبياء السابقين,
فكان نهايةُ دور بني إسرائيل في حمل الرسالة, وكان إنهاءُ العهد, ... وكان دمارُ "الهيكل" علامةً على هذه النهاية وعلى نبذهم من الأرض المقدسة, "لقد فسدت كل نبوة حتى أنه لا يُطلب اليوم شيءٌ لأن الله أمر به بل ينظر الناسُ إذا كان الفقهاءُ يقومون به والفريسيون يحفظونه كأنَّ الله على ضلالٍ والبشرُ لا يضلون فويلٌ لهذا الجيل الكافر لأنهم سيحملون تبعةَ دم كلّ نبي وكلّ صدّيق مع دم زكريا بن برخيا الذي قتلوه بين الهيكل والمذبح, أيّ نبيٍّ لم يضطهدوه؟, أيّ صدّيقٍ تركوه يموتُ حتفَ أنفه؟, لم يكادوا يتركوا واحدا, وهم يطلبون الآن أن يقتلوني, يفاخرون بأنهم أبناءُ إبراهيم, وأنَّ لهم الهيكلَ الجميلَ ملكاً, لعمر الله أنّهم أولادُ الشيطان فلذلك ينفذون إرادته, ولذلك سيتهدمُ الهيكلُ مع المدينة المقدسة تهدُّماً لا يبقى معه حجرٌ على حجر من الهيكل.{المسيح}"
"وبينما كنتُ أصلّي وأعترفُ بخطيئتي وخطيئة شعبي إسرائيل ... إذا بالرجل جبريل الذي رأيته في الرؤيا في البدءِ ... وأتى وتكلّم معي وقال: يا دانيال إني خرجتُ الآن لأعلمك فتفهم, عند بدء تضرعاتك خرجت كلمة, وأتيتُ أنا لأخبرك بها, لأنك رجلٌ عزيزٌ على الله, فتبيَّنْ الكلمةَ وافهمْ الرؤيا: إنّ سبعين أسبوعاً قد حُدِّذَت على شعبك وعلى مدينة قدسِك, لإفناء المعصية وإزالةِ الخطيئة والتكفيرِ عن الإثم والإتيان بالسرِّ ألأبديّ وختمِ الرؤيا والنبوة ومسح قدوس القدوسين ... إلى النهاية يكون ما قضي ... وفي جناحِ الهيكل تكون شناعةُ الخراب",
هكذا بنبوءة المسيح ودانيال يكون نهاية بني إسرائيل والاستبدال, فلا هيكلَ ولا أرض إذ "كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون", ولا ميعاد, ولا حائط, بأمرِ الله, وتوقيع الأنبياء من دانيال إلى المسيح,
"اعلموا أنّ خرابها قد اقترب, فمن كان يومئذٍ في اليهودية فليهرب إلى الجبال ومن كان في وسط المدينة فليخرج منها, ومن كان في الحقول فلا يدخلها, لأنّ هذه أيامُ نقمة يتمُّ فيها جميعُ ما كتب",
هكذا كان قرارُ تدمير الهيكلِ, كان من الله ختماً لنهاية دورِ بني إسرائيل, والتوقيع الأخير لنفيهم من الأرض المقدسة,
لا هيكل ولا أرض ولا ميعاد لهم, ولا حائط ولا قدس ولا جدار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعالوا الى كلمة سواء
نادر عبدالله صابر ( 2009 / 10 / 12 - 21:50 )
عمت مساءا ايها الكاتب واتمنى عليك ان ترفق بعقولنا التي لا تستسيغ ما تكتبه الا اذا كان ما تكتبه موجه من معتنقي الفكر الطالباني الحماسي القاعدي , انني ولدت مثلك مسلما وقد قرات جيدا في التاريخ ومنه استنبطت ان هيكلهم اقدم كثيرا من مسجدنا الاقصى الغامض الذي زراه نبيا على براقه الهلامي في ذات حلم ليلة , اتمنى عليك سيدي ان تصغي لما يقوله ضميرك لا ما يقوله القران ومحمد ,,,,, ان اخر هدم كان لهيكل اليهود كان على يد تيتوس الروماني ومن قبله هدمه نبوخذ نصر الذي سبى اليهود الى بابل بعدما قضى على دولتهم !!!! هل بأستطاعتك نكران ذلك ؟؟؟ التاريخ يخبرنا ان تلك البلاد كانت لهم وكان حائط المبكى الذي يزورونه تكرارا ويبكون عنده متعهدين ببناء الهيكل ثانية , هل هذا التاريخ مزورا سيدي الكاتب ؟؟؟؟ ما ذنب اليهود ( وهم الاقدم في فلسطين والقران هو خير شاهد والقران لم يذكر الفلسطينيين بكلمة واحدة وكان جل ما يذكره هو اليهود ) ما ذنبهم اذا لم يجد محمد مكانا يربط به براقه الاسطوري الا في اطلال وخرائب الهيكل بجانب المبكى ؟؟؟؟ لماذا على اليهود ان يدفعو ثمن رحلة محمد الخرافية وان تصبح اثارهم نسيا منسيا ؟؟؟ أليس هذا ظلم بحق طائفة يفترض ان تكون الاقرب الينا ؟؟؟؟سيدي الكاتب رفقا بعقولنا لان الذين يقراوون هنا ليسوا بجهلة ك


2 - الاسراء والمعراج اسطورة خرافية
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 10 / 13 - 10:31 )
اثبتت البحوث والدراسات الحيادية والواقعية ومن المصادر الاسلامية الموثقة ان المسجد الاقصى كان في الجزيرة العربية ابان فترة محمد وفي منطقة اسمها الجعرانة وتقع مابين مكة والمدينة المنورة وكان فيها مسجدين احدهم اسمه المسجد الادنى والاخر المسجد الاقصى وهو المسجد الذي كان يتردد عليه محمد لاداء الصلاة والتعبد ومن هناك تم اسراء محمد الى السماء واللقاء برب العالمين حسب رواية القران . اما المسجد الاقصى في القدس فلم يكن له وجود ايام محمد وانما كان مكان خرب من بقايا معبد روماني هدمه نبوخذ نصر عندما سبا اليهود. اما اصل اسطورة الاسراء والمعراج فهي اسطورة اخذها محمد من الديانة الزرادشتية وهي ديانة فارسية سبقت الديانة الاسلامية بأكثر من الف سنة وتستطيع ان تطلع على هذه الاسطورة في كتب الديانة الزرادشتية وفقط محمد غير فيها اشياء بسيطة والا هي نفس الاسطورة.
التي وردت في الديانة الزرادشتية ولا زال اتباع هذه الديانة لهم وجود في ايران ويمكن لك ان تتاكد من ذلك



3 - إلى المعلقين السابقين
ali shakshak ( 2009 / 10 / 13 - 15:23 )
هل أصبح الهيكل المزعوم حقيقة ثابتة وراسخة عندكما في الوقت الذي لا يتفق اليهود على مكانه’ وهل أصبح المسجد الأقصى وهماً خرافياً وهو الثابت الراسخ في التاريخ والحديث والسنة وجدرانه قائمة وصخرته شامخة وقامت حوله حضارات شامخة وأحاديث يقينية , وهل تؤمنون بالتوراة وثيقةً رغم أنها أيضاً فكر ديني وتكفرون بالقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وهل تجهل أن القدس بناها العرب اليبوسيون قبل مرور العبرانيين, إن كنت تؤمن بروايات التوراة فالأجدر بك أن تؤمن بروايات الإسلام من وحي قرآني وحديث شريف, مع الفارق بينهما في سلامة السند وصحة المتن, أما إذا كنت لا تؤمن بالفكر الديني كله فلا يبقى معنى لمناصرتك فريقا على حساب الآخر, وإذ كان أحد ينكر الإسراء والمعراج فهذا يعنيه هو, حتى ولو آمن بنزول مائدة من السماء وتكليم الله موسي, تكليما, فلا يجوز أن تنكر منهجاً غيبياً لدى فريق وتعتنقه لدى فريق آخر, وفي نفس الوقت تمارس الإرهاب على الكاتب بالإشارة إلى طالبان, في الوقت الذى تلبس فيه لباس العلمانية تتبنى الأساطير التوراتية التي تكلم عنها الفيلسوف روجه غارودي, وفي الوقت الذي تمارس فيها الحركة الصهيونية أبشع أشكال الفكر الظلامي الغيبي الأسطوري فإنها تجد من بين صفوف العلمانيين المتنورين من ينافح عنها


4 - الى الكاتب
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 10 / 13 - 17:24 )
صحيح ان الشعوب في سوريا ولبنان وفلسطين وقسم من الاردن هم فينيقين وكنعانين وعبرانيين وليس عرب واما العراق فكانت تقطنه اقوام من الآرامين و الاشورين وقليل من العبرانين واقوام قديمة اخرى اما العرب فموطنهم الاصلي الجزيرة العربية واليمن واما شمال افريقيا فكانت الاقوام البربرية او مايطلقون عليهم بالقبالين او الامازيغ اما مصر فيقطنها الاقباط والسودانين افارقة وفي العراق كانت الاديان المتعايشة هي المسيحية ودليلي على ذلك بقايا الاشوريين والكلدان والسريان وكذلك الديانة اليهودية والمجوسية والديانة الصابئية وهم من الاقوام الآرامية؛ فعند اجتياح الغزو البربري الاسلامي للعراق كانت هذه الديانة تسيطر هذه الديانة على جنوب العراق ولازالت في العراق ونسميهم بالمندائيين وكان هناك الديانة المجوسية ايضا والديانة الأيزيدية ولازالت هناك مناطق ومدن وقرى حاصة بهم بالعراق وهذه الاقوام بنت حضارات يشهد لها مثل البابلية والاشورية والاكدية والسومرية ولكن كان دخول الغزات المسلمين العرب الى العراق كان كارثة على العراق لازلنا ندفع ثمنها مثل بقية الشعوب التي فرض عليها الاسلام واللغة العربية والثقافة البدوية الصحراوية التي تتسم بالعنف فرضا بالسيف .هذا هو منطق التاريخ ياشيخ وليس خطب سياسية جوفاء وخطب حماسية رنانة


5 - لك يا صديقي الغاضب ... رد على التعليق السابق
ali shakshak ( 2009 / 10 / 13 - 19:56 )
إن محاولة دراسة التاريخ بطريقةٍ موجهة يخرج بها عن منهجها وهدفها العلمي, ولا أرى في حديثك يا سيدي إلا كيل السباب والاتهامات وصب الحقد مما يعكس موقفاً سيكولوجياً رافضا مسبقاً وأصلاً لمنطق الحوار المتمدين الذي يكتب على منبره, بدلاً من أن يناقش بطريقة علمية استدلالية ومنهجية يحيلنا فيها على مراجع رصينة ويتبع فيها طرائق منطقية ويستند على أسس أكاديمية, وبالتالي يخرج عن إمكانية حوارٍ راقٍ يليق بباحث عن الحقيقة أو روحٍ صافية تترفعُ عن التصيد وليّ أعناق الحقائق والبناء على الميول وبتر النصوص, ذلك أنّه من السهل إلقاء الكلام على عواهنه واعتماد منهج التهويش شبه العلمي وإلقاء الأحكام الكلية بلا هدى ولا سلطان منير, ويصعب مناقشة منطق من هذا النوع, فالأصول العربية لفلسطين يحسمها بجرة مزاج, لكن الأهمّ هو أننا نتكلم عن الإسلام كدين مفتوح بمجرد الشهادة لكافة الأعراق والألوان بدون تمييز, الدين الذي أسس للمنهج التجريبي الذي بدوره مهد للإنسان بناء حضارته العلمية, كنت أتمنى لو عاش الكاتب في عصر اضطهاد نيوتن ونظرياته العلمية في أوروبا, أو لوعاش في ظلّ بغداد العباسية التي كانت بالإسلام حاضرة الدنيا وخزان علمها ومكتباتها, دون أن أتمنى عليه أن يتكلم بروح ملائمة عن النبي محمد على الأقل ليكون على مستوى هذا المنب

اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا