الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحفيو الحواسم

عمران العبيدي

2009 / 10 / 9
الصحافة والاعلام


بعد نيسان 2003 وماتعرضت له ممتلكات الدولة العراقية من نهب وسلب على ايدي البعض الذي يعاني خللا بنيويا في منظومته الخلقية انتشرت مفردة (الحواسم) واصبحت مصطلحا شائعا يعبر عن الاستيلاء غير الشرعي على الاشياء، فبرزت لدينا بيوت حواسم وقطع اراض سكنية حواسم واشياء كثيرة لاتحصى ولاتعد ممن تنطبق عليها صفة الحواسم.
واذا كان البعض استطاع تبرير ماسلف تحت يافطة حب الانتقام من النظام السابق أو تعويضا عن حالة العوز التي عانى منها العراقيون طيلة فترة العقود الثلاث المنصرمة ما ادى الى استشراء روح الانتقام ومحاولات التعويض (رغم عدم قناعتنا بذلك) فكيف يمكن ان نبرر ظهور انماط جديدة ومستحدثة من الحواسم؟
أن الخطر الكبير والذي يهدد المجتمع العراقي وبشكل مخيف هو انتقال الحوسمة وتطورها من حالتها المعروفة الى شكل جديد اصاب اولا المجال العلمي، فالارقام التي تتحدث عن الشهادات المزورة وعلى مراتب كبيرة ومستويات عليا تشير الى ذلك التهديد الحقيقي والكبير الذي بأمكانه ان يسلط علينا اشخاص من قليلي المعرفة ومن فاقدي الضمير والامانة، ذلك الذي استوجب ان تقوم مفوضية النزاهة الى نشر اسماء الاشخاص من اصحاب الشهادات الحواسم بغية تعريتهم وفضحهم.
يبدو ان الحوسمة مثل اي فايروس قادرة على التطور وبمرور الزمن تتمكن من ان تصيب انماط اخرى من الحياة كان المفترض بها ان تكون بعيدة عن التأثر والاصابة به ،اليوم ينتقل الداء الى عالم الصحافة والصحفيين، السلطة الرابعة التي نتوسم فيها خيرا لكشف الحقيقة فأذا بنا نشاهد ونقرأ مقالات صحفية تعتمد على الحواسم، فتتم قرصنة بعض المقالات لتنشربأسماء غير اسماء كتابها الحقيقيين.
الصدفة والحظ العاثر لبعض صحفيي الحواسم تجعلهم يقعون في المطب وتكتشف حقيقتهم، فالصدفة وحدها قادتني لاطلع على صحيفة (المراقب العراقي) العدد/21 وبتاريخ 3/10/2009 واذا بي ارى الكاتب (امجد كاظم) والذي لم اقرأ له من قبل في واحدة من مطبوعاتنا العراقية قد (سرق) زاويتي الاسبوعية (نافذة الاسبوع) والتي نشرت يوم الخميس 1/10/2009 في صحيفة الاتحاد البغدادية وتحت عنوان (رحلة البحث عن الائتلافات) وقام بنشرها في الصحيفة المذكورة وتحت زاوية (بموضوعية) ويبدو انه بذل جهدا كبيرا !!!، حينما غير العنوان ليصبح اسم العمود (صعوبات المرحلة القادمة)، فأية موضوعية تلك التي يتحدث عنها الكاتب وهو يسرق جهد الاخرين.
أن تواجد اشخاص من امثال هذا الكاتب بيننا يسيء الى مهنة الصحافة مثلما يسيء الى الصحيفة التي يعمل بها.
ان كتاب الحواسم عليهم ان يعرفوا انهم سيسقطون عاجلا أم اجلا وما عليهم سوى ان يندبوا حظهم العاثر على هذا السقوط السريع والمشين وعليهم ان يبحثوا عن مجال للحوسمة غير مجال الصحافة.
ان هذه النماذج لايكمن خطرها فقط في عمليات الحوسمة هذه، بل تكمن خطورة اصحابها بأنهم من الممكن ان يجلسوا بيننا وينظروا وأن يسوقوا انفسهم كتابا وصحفيين ومثقفين وينتحلوا صفات القادة المجتمعيين لأنهم على استعداد لفعل اي شيء ماداموا قد استطاعوا ان يصيبوا الصحافة بفايروس الحوسمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير