الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين من التخلف الى الرقى والتطور

عبدالله مشختى

2009 / 10 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


جمهورية الصين الشعبية الدولة الشرقية المتخلفة الى عقد ثمانينات القرن الماضى والمنغلقة على نفسها بعيد استقلالها عام 1949 بفضل النضال والثورة التين خاضهما شعبها بقيادة زعيمهم الاسطورى ماوتسى تونغ ضد نظام كاى تشيك والاحتلال اليابانى والغربى ، والتى امست الدولة الشيوعية الاكبر فى العالم بسكانها الذى قارب المليار تسمة انذاك واكبر دولة فى العالم سكانيا انذاك واليوم على الاطلاق .
كانت الصين دولة نامية ومتخلفة اقتصاديا وتعتمد على الزراعة بالدرجة الاولى، ما ان بدأ العقد الثامن من القرن الماضى استيقظت الصين من غفوتها الطويلة وبدأ بالاستنهاض وخرجت من قمقمها الضيق كعفريت هائج ،وما ان حل تسعينيات القرن الماضى وبفعل حركة الاصلاح الاقتصادى العالمى وانهيار المعسكر الاشتراكى وسيادة القطبية الاحادية الامريكية تقريبا . شعرت الصين بدورها العالمى الذى لابد من ام يؤديه فى الصراع الدولى الجديد الذى لم يدم طويلا احاديته القطبية بل برزت قوى اخرى تنافس امريكا وهيمنتها اقتصاديا كاليابان والاتحاد الاوربى وبعض دول جنوب شرق اسيا .
وضعت الحكومات الصينية ذو المفاهيم الاشتراكية الديمقراطية خططا وبرامج اقتصادية اكثر انفتاحا على العالم ن وسارت بخطا سريعة فى صعود السلم الاقتصادى الدولى ليحتل مركزا متقدما يليق بها كدولة عظمى .اليوم وقد مر ستون عاما على استقلالها اصبحت ثقلا اقتصاديا وعسكريا كبيرا اضافة لثقلها البشرى والسياسى .الصين اليوم غزت العديد من الاسواق العالمية بمنتجاتها الصناعية اضافة الى تصدير العديد من المحاصيل الغذائية الى مختلف دول العالم رغم ضخامة ماكنة استهلاكها البشرى والذى يربو اليوم على ال مليار و300 مليون من البشر،كما حققت نقلة نوعية فى التصنيع المدنى والعسكرى حتى ان خبراء الاقتصاد الامريكيين يتوقعون بان الصين ستصبح المنافس والمتحدى الاكبر للاقتصاد الامريكى بحلول العقد الثانى من القرن الحالى .
ان النهج الذى تسلكه الاوساط الحكومية الصينية هى مغايرة للسياسات الامريكية والغربية عامة ،من حيث رغبة وشهوة السطوة والسيطرة على الشعوب واستغلالها لمصالحها الوطنية الخاصة والتدخل فى شؤون الدول الاخرى النامية .بل تبنى علاقاتها مع هذه الدول على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وخاصة مع الشعوب والدول الفقيرة ذوى الامكانيات المحدودة من ناحية التطور العلمى والصناعى .وهى كما يظهر من سياق سياساتها مع الغير من هذه الدول انها لاتود ان تتدخل فى الشؤون الداخلية والسياسات الوطنية او القومية لتلك الدول ،انما توجه برامجها السياسية والاقتصادية من اجل الوصول الى الدرجات القصوى من البناء الاقتصادى كى تواجه السياسات والاقتصاد الغربى وجارتيها اليابان وروسيا .
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هل ان هذه السياسة والنهج الصينيين يمكن اعتبارها بان الصين ستأخذ دور الاتحاد السوفيتى سابقا والتى كانت توصف بمناصرة الشعوب والدول الضعيفة والنامية فى اسيا وافريقيا وغيرها ابان احتدام الصراع بين القطبين الكبيرين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الامريكية اثناء الحرب الباردة طوال القرن المنصرم ؟ ان الدلائل والقرائن وسلوك مسار العلاقات الصينية مع الدول الاخرى وخاصة الفقيرة تأخذ هذا المنحى مع فارق واحد واساسى ان هذه العلاقات لا تستند الى اقامة تحالفات واتفاقيات عسكرية مع الدول الاخرى ،بل ان الاولوية والمفاضلة تمنح للعلاقات الاقتصادية والصفقات التجارية والصناعية ،مع عدم التخلى عن الجانب السياسى فى القضايا الدولية او ذات الاهتمامات المشتركة مع هذه الدول و حرصها على احترام سيادة واستقلال تلك الدول واراداتها الوطنية .
على الحكومة الفيدرالية وخصوصا حكومة اقليم كردستان ان تولى العلاقات مع الصين اهميتها وان تولج الى باب الاستفادة العظمى من التكنولوجيا الصينية التى تعد ارخص من مثيلاتها الغربية ولمرونة التعامل التجارى والاقتصادى مع هذه الدولة التى ما تزال تتصف ببعض من الخصال الشرق الذى تستأنسه العديد من الشعوب الشرقية نظرا لتمازج وتقارب العديد من القيم الانسانية بينها وبين تلك الشعوب .وعليها ان تعمل على تدعيم هذه العلاقة وتستغلها للاستفادة من التجربة الصينية فى كافة مجالات الانتاج السلعى مثل الصناعة والزراعة ، فهى من ليست عملاقا من ناحية الانتاج الصناعى فقط بل تعتبر الصين من الدول العملاقة فى الانتاج الغذائى ايضا رغم كثافة سكانها التىتمثل نسبة خمس سكان العالم حسب الاحصائيات الدولية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دخل الاتحاد الأوروبي في مواجهة مع الجزائر؟ • فرانس 24 / F


.. الاتحاد الأوروبي يدين القيود الجزائرية المفروضة في حقه على ا




.. هانتر بايدن. ما صحة مزاعم تتهمه بالعنف والتحرش لجنسي؟ • فران


.. هل تقف مدريد وراء إطلاق الاتحاد الأوروبي إجراء بحق الجزائر؟




.. ما موقف الجزائر من إطلاق الاتحاد الأوروبي إجراء بحقها؟