الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية الجديدة

فضيلة يوسف

2009 / 10 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الليبرالية الجديدة "هي مجموعة من السياسات الاقتصادية التي انتشرت على نطاق واسع خلال السنوات ال 25 الماضية ، وبالرغم من أنه نادرا ما تسمع هذه الكلمة في الولايات المتحدة ، فيمكنك أن ترى بوضوح الآثار المترتبة عليها هنا في امريكا اللاتينية "الأغنياء يزدادون ثراء و الفقراء يزدادون فقرا".

يمكن أن تشير "الليبرالية" إلى الأفكار السياسية ، والاقتصادية ، أو حتى الأفكار الدينية.وينظر الى الليبرالية السياسية في الولايات المتحدة انها وضعت استراتيجية لمنع الصراع الاجتماعي. وتقدم إلى الفقراء والشغيلة كفكر تقدمي مقارنة مع الفكر المحافظ أو اليميني. الليبرالية الاقتصادية مختلفة. الساسة المحافظين الذين يقولون انهم يكرهون الليبرالية السياسية ليس لديهم مشكلة حقيقية مع الليبرالية الاقتصادية ، بما في ذلك الليبراليون الجدد.
الليبرالية الجديدة تعني أننا نتحدث عن نوع جديد من الليبرالية. فما هوالنوع القديم من الليبرالية؟أصبحت المدرسة الليبرالية في الاقتصاد مشهورة في أوروبا عندما نشر آدم سميث ، وهو خبير اقتصادي اسكتلندي كتابا في العام 1776 دعاه" ثروة الأمم". وقددعا هو وأخرين إلى إلغاء التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية. وأن لا يكون هناك قيود على التصنيع ، وحواجز أمام التجارة ، وان تلغى التعريفات الجمركية ، وقال : التجارة الحرة هي أفضل وسيلة لتطويراقتصاد البلاد. وكانت هذه الأفكار "الليبرالية" بالمعنى المقصود. هذا التطبيق من الفردية تشجع الرأسماليين على تحقيق ارباح طائلة وفقا لرغبتهم.

سادت الليبرالية الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال اعوام 1800 وفي وقت مبكر من 1900. ثم قاد الكساد العظيم في 1930 خبيرااقتصاديا يدعى جون ماينارد كينز الى نظرية مفادها ان الليبرالية تشكل أفضل سياسة للرأسمالية. وقال أن العمالة الكاملة ، أمر ضروري لنمو الرأسمالية وان هذا يتم اذا تدخلت الحكومات والبنوك لزيادة فرص العمل. كان لهذه الأفكار تأثير كبير على الرئيس روزفلت في الصفقة الجديدةالتي حسنت ظروف الحياة للكثير من الناس. وأصبح مقبولا على نطاق واسع الاعتقاد بأن الحكومة تقدم الخير للناس.

ولكن الأزمة الرأسمالية على مدى السنوات ال 25 الماضية ، وتقلص معدلات الربح ،كانت مصدر إلهام لصفوة الشركات لإحياء الليبرالية الاقتصادية. وهذا سبب ظهور الليبراليةالجديدة والآن ومع العولمة السريعة للاقتصاد الرأسمالي ، نشهد امتداد الليبرالية الجديدة على نطاق عالمي.

التعريف المميز لهذه العملية جاء من احد المشاركين في لقاء ضد الليبرالية الجديدةعام 1996 عندما قال :"ما يريده اليمين الان هو جعل العالم مركز تسوق كبير "مول" يباع فيه الهنود هنا والنساء هناك " وربما كان عليه اضافة والمهاجرين والعمال والاطفال وحتى بلد كامل مثل المكسيك.

النقاط الرئيسة لليبرالية الجديدة :

1-دورالسوق: تحرير المؤسسات الخاصة من القيودالتي تفرضها الحكومة (الدولة) بصرف النظر عن مدى الضرر الاجتماعي الناتج عن ذلك. وزيادة الانفتاح على التجارة والاستثمار الدوليين ، كما هو الحال في نافتا. تخفيض الأجور بنسبة عالية ومنع تفعيل نقابات العاملين للقضاء على حقوق العمال التي اكتسبوها على مدى سنوات عديدة من النضال. رفع الرقابة على الأسعار. الكل في الكل ، الحرية التامة لحركة رأس المال والسلع والخدمات. ولإقناعنا ان هذا امر جيد بالنسبة لنا يقولون " السوق غير المنظم هو أفضل وسيلة لزيادة النمو الاقتصادي "،" والذي سيأتي في نهاية المطاف بالفائدة للجميع" .

2-قطع النفقات العامة عن عدة قطاعات من الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والرعاية الصحية. تقليل شبكات الأمان بالنسبة للفقراء بل صيانة الطرق والجسور والامدادات أيضاً. في سبيل الحد من دور الحكومة مرة أخرى. وبطبيعة الحال ، فإنهم لا يعارضون الدعم الحكومي والمزايا الضريبية للشركات.

3-رفع القيود :اختزال دورالحكومة في الحد من كل ما يمكن ان يقلل الأرباح ، بما في ذلك انظمة السلامة العامة اثناءالعمل .

4-الخصخصة. بيع الشركات المملوكة للدولة والسلع والخدمات للمستثمرين من القطاع الخاص. وهذا يشمل المصارف ، والصناعات الرئيسية والسكك الحديدية والطرق السريعة والكهرباء والمدارس والمستشفيات وحتى المياه الصالحة للشرب. وتبرير ذلك الحصول على أكبر قدر من الكفاءة والخصخصة بصورة رئيسة كان لها تأثير في تركيز الثروة في أيدي قلة من الناس ، وجعل الجمهور يدفع أكثر لتلبية احتياجاته الاساسية.

5-إلغاء مفهوم "الصالح العام" واستبداله بعبارة "المسؤولية الفردية". والضغط على أشد الناس فقرا في المجتمع من أجل إيجاد حلول لنقص الرعاية الصحية والتعليم والضمان الاجتماعي ثم توجيه اللوم لهم ، إذا ما فشلوا بأنهم "كسالى".

تم فرض الليبرالية الجديدة في جميع أنحاء العالم ، من جانب المؤسسات المالية القوية ، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأمريكي للتنمية. ويظهر ذلك في أمريكا اللاتينية. المثال الأول لليبرالية الجديدة في العمل جاء في تشيلي (مع الشكر للاقتصادي ميلتون فريدمان من جامعة شيكاغو) ، بعد انقلاب دعمته المخابرات المركزية الأمريكية ضد نظام الليندي المنتخب شعبيا عام 1973. وهناك بلدان أخرى تلت ذلك ، ومن أسوأ الآثار في المكسيك حيث انخفضت الأجور من 40 إلى 50 ٪ في السنة الأولى من نافتا في حين أن تكاليف المعيشة ارتفعت بنسبة 80 ٪. وفشلت أكثر من 20،000 من الشركات الصغيرة والمتوسطة ، وأكثر من 1،000 من الشركات المملوكة للدولة تمت خصخصتها. وكما قال أحد الباحثين ، "الليبرالية الجديدة تعني الاستعمار الجديد لأمريكا اللاتينية".

في الولايات المتحدة دمّرت الليبرالية الجديدة برامج الرعاية الاجتماعية ؛ الاعتداء على حقوق العمال (بما في ذلك جميع العمال المهاجرين) ؛ وعلى البرامج الاجتماعية. "عقد" الجمهوريين في امريكا: الليبرالية الجديدة النقية.يعمل مؤيدي الجمهوريين جاهدين لمنع حماية الأطفال والشباب والنساء وحتى الكوكب ذاته . ويحاولون خداعنا للقبول بالليبرالية الجديدة بالقول "سوف تحّل الحكومة عن ظهورنا". المستفيدين من الليبرالية الجديدة هم أقلية من الناس في العالم. اماالأغلبية الساحقة فلن تجلب لها الليبرالية الجديدة الا مزيدا من المعاناةأكثر من قبل : معاناة دون مكاسب صغيرة ، وبشق الأنفس على مدى السنوات ال 60 الماضية ، معاناة لا نهاية لها.
مترجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني


.. ما الأثر الذي سيتركه غياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزي




.. جو بايدن يواجه احتجاجات من خريجي كلية مورهاوس في أمريكا


.. رجل سياسة ودين وقضاء.. تعرف على الرئيس الإيراني الراحل إبراه




.. ”السائق نزل وحضني“.. رد فعل مصريين مع فلسطيني من غزة يستقل ح