الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد القائد كمال ناصر

علي شكشك

2009 / 10 / 9
الادب والفن


"أنا من هناك من الجزائر"
علي شكشك

شاعر على حد الوطن

أنا من هناك من الجزائر أحلام ثائرة وثائر
أنا ملء ثورتها لهيبٌ هادرٌ وجراح هادر
أنا حبة من رملها القدسي أحيا في المخاطر
شدت إلى صدري المنى وشددت في درب المخاطر
قلب عصامي وروح صامد وجموح شاعر
النار بين جوانحي دمع حقود في المحاجر

مثله مثل المرحلة, لم يتوقف عن الشوق, ولم يهدأ, لم يكف عن الفعل والأمل والنضال, كما لم يتوقف عن الصدق والورد والشهادة, حمل جرح أمته ووجدها بلا حدود ولا تكلف, انتمى كما ينتمي الأريج للورد, والأرض والأنبياء, وحمل فيه الإنسان والحبر والشعر والنثر والحلم,
للحق انتسب, أينما انتسب الحق, ولوطنه أينما امتد, ولشعبه من أقصى الشرق إلى الغرب,
غنى للميلاد وللحرية, والمخيم, للثورة والحنين إلى الأطفال, ولم ينتم إلا لأمته,
مأساة هذا الجيل مأساتي وجراحه الثكلى جراحاتي
أنا بعض ما ينساب من دمه وكأنه من بعض آهاتي
قدران في درب المنى اعتنقا هيهات ينفصلان هيهاتِ

وبين أمِّه وأمَّته كان كما يجب أن يكون الإنسان:


أمّاه يا ظلّي ومرآتي أمّاه يا أغلى صديقاتي
إني أحسّ الكون يصخب لي ضاقت ملاعبه بغاياتي

هكذا تحسّ كمال ناصر, وقد حمل حلماً وهمّاً وأملاً وهدفاً أكبر ربما من أن يتسع له العمر, ولذا لم يهدأ لحظة, ولم يكذب ولم يجامل, فالمدى لايتسع لهذا الفراغ,

فترفقي أماه واصطبري سأظل أعدو خلف زلاتي
أنا ثائرٌ روحي تطاردني ضاعت على دربي سماواتي
سألمها في قبضتي وطناً فوجودها كلّ احتياجاتي

إنَّ الحق الفلسطيني – حسب إحسان عباس – وهو السلم الأعلى في سلم القيم, قد جعل كل قيمة أخرى دينية أو أيديولوجية أو سلوكية أو غير ذلك, صفة نسبية مرهونةً بمدى علاقتها بذلك النموذج الكبير,

وقد استضاء كمال بكل بؤرة ضوء واستلهم كل نبض شهيد, ومن مسيحيته الفلسطينية غنى:

يا نبي العرب أقبل الثائرون
وأطلَّ اللهب واستفاق البنون
شعبنا قد وثب من حنايا القرون
هادراً بالغضب في رحاب المنون
يا نبي الهدى وحامي الديار ورسول السماء للأحرارِ
هو ذا شعبك الأبي أفاقت بين عينيه شهوة الانتصارِ
يا نبي الصحراء هذي بلادي خفقت بين كبوتي وادّكاري

وقد كان شعره ديوانه يُغْني عن الترجمة له وعن تعريفه,

يا أميركا بأرضنا شائك المجد والأوان
قد تعهدت بيننا فكرةً خانها البيان
فارحلي عن وجودنا واحذري ثورة الزمان

وهو لا ينتمي إلى الغرب رغم مسيحيته:

لست مني يا غرب فاحمل صليبك راعفاً بالماء واتبع ربيبك
لست منّي فانزع شعار صلاتي حسبي العمر قد حملت ذنوبك

لكنه ينتمي لفلسطين, ولكل أمّته, للحرية, للإنسان, لنبي الهدى, وللمسيح رسول السلام, يشكو له:

قلت من أنت قال: ابن مريم جئت أرثي لشاعر يتألم
فيم تشكو وأنت كالفجر ملهم وعلى بسمة السنا تترنم
في نشيد يهيم إثر نشيد

يا رسول السلام هذي الجزائر كل شبر بها على الضيم ثائر
شرقت بالدماء فيها الضمائر واستفاقت على الضحايا تكابر
في رياءٍ وخسة وجمود

وفرنسا لا تسل من فرنسا بؤرة للضلال شعبا وجنسا
كيف أنسى تاريخها كيف أنسى في بلادي كيف أضحى وأمسى
ذكريات البطش والتهديد

لم يكن كمال إلا محاولة لاكتمال المعنى والعدل والإنسان في الفترة المتاحة المقدرة من عمر الإنسان, ولم يكن يدري أن إيقاع موسيقاه وقافيته هدفٌ لتدبيرٍ وتخطيط, يجعل أيهود باراك يتخفى في زي امرأة على رأس مجموعة إرهابية تتسلل إلى بيروت باحثةً عن سلمه الموسيقي لتشرخه بنشاز الرصاص, ولكنه وقد أعلن دوماً انه لن يستريح والشعب دامٍ جريح, وقد كان يعرف الدرب حين غنى للمناضلة جميلة بوحيرد:
السجن والقيود يا جميلة حكاية في دربنا طويلة
حكايةٌ تموج بالأماني والمهج الصامدة النبيلة
حكايةٌ يعزفها حمانا منذ قديم العمر في الطفولة
يوم مشت في صدره المآسي والأمم الغريبة الدخيلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية