الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس تدير معركتها ضد عباس عبر فضائية الجزير

خليل سميرات

2009 / 10 / 9
القضية الفلسطينية


جرياً على عادتها في اصطيادها لأخطاء وخطايا السلطة الفلسطينية وتضخيمها إلى مستوى (الخيانة العظمى) فقد أعلنت فضائية الجزيرة حالات الاستنفار في مختلف أقسامها بعد دقائق معدودة من بثها خبر موافقة مندوب السلطة في الأمم المتحدة على تأجيل البحث في تقرير جولدستون الذي يدير البحث في الذي يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين اثناء عدوانها على غزة في الصيف الماضي، ولأهمية الحدث على المستويين (التكتيكي و الاستراتجي) لم تكتفي الجزيرة بنشر الخبر و التعليقات عليه تباعً في وجهاتها الإخبارية بل أجرت لقاءات مع خصوم عباس من قادة تنظيمات فلسطينية و محللين سياسيين وغيرهم من المصنفين على فسطاط الممانعة فاستمعنا على التوالي إلى آراء مشعل وشلح وهنية والقرضاوي في هذا الحدث الجلل وفهمنا من تصريحاتهم النارية أن تأجيل البت في تقرير البت في تقرير جولدستون يرقى إلى مستوى الخيانة الوطنية وبأن انعكاساته على القضية الفلسطينية لا تقل خطورةً عن طرد مليون فلسطيني عن أرضهم سنة 48 ولا عن حرق الأقصى ي سنة 69 ولا عن حرب حزيران سنة 67 إلى آخر معزوفة التخوين التي يجيد العزف عليها المرابطين في مواقع الممانعة
واستنادا إلى هذه الحيثيات فقد أصبح، حسب ما أكد ياسر الزعاترة، في برنامج الاتجاه المعاكس، عباس و سلطته يشكلون عبئً على النضال الوطني مما يستدعي الإطاحة بها لحلال سلطة مؤهلة وقادرة على إدارة دفة المقاومة بالمستوى والكفاءة القتالية التي تؤدي إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
كغيري من المتابعين للنشارات الإخبارية لقناة الجزيرة ولبرامجها السياسية لست من المتحمسين لعباس ولا لبرنامجه لتحرير الأراضي المحتلة عبر مسلسل لا ينتهي من المفاوضات كما أنني لا اختلف مع رموز الممانعة بأن تأجيل البت في تقرير جولدستون خطأً وحتى خطيئة ما كان ينبغي أن يحدث.
بالمقابل لست أيضا متحمساً لهذه الزوبعة الإعلامية التي تثيرها الجزيرة "كلما اقترفت السلطة الفلسطينية" لأن الغرض السياسي منها بات مكشوفاً ولا يخرج عن نطاق الإطاحة بالسلطة الفلسطينية لاستبدالها بسلة حمساوية وإذا صح ذلك لا شيء يقنع المتابعين الفضائية بقدرة حماس على توسيع إمارتها الإسلامية بحيث شمل قطاع غزة و الضفة الغربية وترسيخ أركانها إلا إذا أثبتت قدرة على كنس الاحتلال من كافة الأرضي المحتلة وتوفير الغذاء والعمل لأربعة ملايين فلسطيني.
فهل تملك حماس الإمكانيات المدنية و العسكرية لانجاز مشروع إمارتها الإسلامية؟ مثل ما يملك قادتها حناجر قوية لإطلاق الخطب النارية ضد عباس وأمريكا و إسرائيل في حدود معلومتانا فإن قدرتها على الصعيدين العسكري و المادي محدودة ولا احسب أنها في مواجهة التفوق الساحق للعدو الصهيوني لن تتطلق رصاصة واحدة ضده بل ستنتهج نهجاً لا يختلف عن نهج السلطة الفلسطينية في التعاطي معه وستطبقه تحت غطاء أنه مجرد هدنة لأجل غير مسمى أو (إتفاقية موادعة).










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست