الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسين سعيد : أنا وبعدي الطوفان

طارق الحارس

2009 / 10 / 9
عالم الرياضة


مبررات حسين سعيد لتدويل أزمة انتخابات اتحاد كرة القدم كما جاءت في آخر لقاء أجري معه عبر قناة فضائية ثلاثة : أولهما : الاجتماع الذي عقده الدكتور علي الدباغ رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد الكرة مع رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام بالعاصمة القطرية الدوحة ، إذ عد سعيد هذا الاجتماع تدخلا حكوميا في عمل الاتحاد ، أما ثانيهما : الرسالة التي بعثها أحمد راضي النائب في البرلمان العراقي الى الاتحاد الدولي والتي طلب فيها تأجيل انتخابات اتحاد الكرة الى ما بعد الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة جديدة ، إذ عد سعيد هذه الرسالة بمثابة الدليل القاطع على تدخل الحكومة العراقية الحالية بانتخابات اتحاد الكرة ، أما ثالثهما : قانون رقم 16 الصادر في العام 1986 الخاص بانتخابات الاتحادات الرياضية الذي اعتمدته اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد الكرة .
قبل الدخول في مناقشة مبررات حسين سعيد لتدويل الأزمة لابد لنا من تسليط الضوء على قضية مهمة هي : أن سعيد بدأ يشعر بجدية وقوة الأطراف المعارضة ، لذا عاد الى سلاحه القديم وهو التهديد بوقف نشاط كرة القدم بالعراق من خلال صديقي العهد المظلم ( بن همام ) رئيس الاتحاد الآسيوي ، و( جوزيف بلاتر ) رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وذلك بعد استنفذ حجة التمديد مرة أخرى ، لاسيما في ظل الضغوطات المنطقية التي صرح بها رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبية العراقية بعد التمديد الثاني .
الآن دعونا نناقش التبريرات . فيما يخص التبرير الأول وهو الاجتماع الذي عقده الدكتور علي الدباغ بالدوحة مع بن همام فهو ليس تدخلا حكوميا ، إذ أن الدباغ في هذا الاجتماع لم يمثل الحكومة قطعا لأنه اجتمع مع ( بن همام ) بصفته رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد كرة القدم الذي تمت تسميته خلال اجتماع رسمي عقد في بغداد بين رئيس اللجنة الأولمبية العراقية والنائب الأول لرئيس الاتحاد الكروي وعدد من أعضاء الاتحاد وقد تم اختيار الدباغ بصفته الشخصية ، فضلا عن نزاهته وحياديته التي أوضحتها انتخابات الاتحادات الرياضية والمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية التي أقيمت تحت اشرافه .
السؤال الآن هو : أين التدخل الحكومي في هذا الاجتماع مادام الدباغ اجتمع مع ( بن همام ) بصفته رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات اتحاد الكرة ، والأهم من هذا السؤال هو : لماذا لم يعترض سعيد على هذا الاجتماع ولم يعده تدخلا حكوميا في حينه ( الاجتماع عقد قبل أكثر من شهر ) ؟ .
أما التبرير الثاني والذي يخص رسالة أحمد راضي النائب في البرلمان العراقي الى الاتحاد الدولي لكرة القدم وقبل أن ندخل في مناقشتها بودنا أن نضع السؤال التالي : ما هو موقف حسين سعيد في حالة أن رسالة النائب راضي كانت معاكسة لأجندته ، نعني أنها طالبت الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتدخل لاجراء انتخابات الاتحاد في العاصمة بغداد ، وأن التمديدين اللذين حصل عليهما سعيد غير شرعيين كون الحجج التي طرحها على الاتحاد الدولي غير حقيقية ، وأن هذا الاتحاد يدار من خارج العراق بسبب تواجد رئيس الاتحاد العراقي الدائم في العاصمة الأردنية عمان وهو الأمر الذي لا يخدم الكرة العراقية ، وأن هذا الاتحاد تخبط في عمله الاداري والفني كثيرا خلال السنوات الماضية وقد ساهم هذا التخبط في تدهور الكرة العراقية ، وأن اللجنة الأولمبية العراقية ليس لها علم بكيفية صرف الأموال التي يحصل عليها هذا الاتحاد ؟
من المؤكد أن سعيد سيعتبر هذه الرسالة تدخلا حكوميا أو برلمانيا في عمل الاتحاد ، لكنه استند اليها في تبريراته كونها جاءت مطابقة لأجندته .
أما رأينا في هذه الرسالة فأننا نعدها خطأ فاضحا للسيد النائب كونه تجاوز صلاحية موقعه ، إذ أن النائب البرلماني لا يحق له مخاطبة أية جهة خارجية الا بعد موافقة البرلمان العراقي وهو الأمر الذي لم يفعله راضي ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأن الجميع يعرف دوافع النائب المثمثلة في الجانبين الشخصي والسياسي ، إذ أن راضي سبق له الاعلان عن ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد وهو الأمر الذي لا يمكن حصوله في الوقت الحاضر كونه من أعضاء البرلمان وفقا للمادة 49 من قانون مجلس النواب التي تؤكد على أنه لايحق لعضو البرلمان الجمع بين منصبين ، لذا فانه يحاول تأجيل انتخابات اتحاد الكرة الى ما بعد الانتخابات البرلمانية ليتسنى له ترشيح نفسه لانتخابات الاتحاد ، أما عن الجانب السياسي فالجميع يعرف موقفه المضاد للحكومة العراقية الحالية وما رسالته الا محاولة لتشويه صورة هذه الحكومة .
أما التبرير الثالث الذي يتعلق بقانون رقم 16 الصادر في العام 1986 الخاص بانتخابات الاتحادات الرياضية والذي نعتقد أنه القشة التي كسرت ظهر البعير لأن سعيد يعلم جيدا أن اعتماد هذا القانون لانتخابات الاتحاد سيحرق العديد من أوراقه التي خطط لها خلال المدة الماضية وأهمها اعتماد 43 فريقا في الدوري الممتاز .
احتراق أوراق سعيد الانتخابية جعله يتخبط يمينا وشمالا وما عودته الى صديقي ( العهد المظلم ) بن همام وجوزيف بلاتر والتهديد بوقف نشاط كرة القدم بالعراق الا الدليل القاطع على هذا التخبط .
نحن نجزم أن لسان حال حسين سعيد يردد هذه الأيام : أنا وليكن بعدي الطوفان .
أما نحن فنقول : أن ثقتنا عالية باللجنة التي تشرف على انتخابات اتحاد الكرة ونحن على يقين أنها ستخرج الكرة العراقية من هذه الأزمة ولن يحدث الطوفان الذي ينشده حسين سعيد وأعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم لأننا في عهد العراق الجديد ، عهد البناء والاعمار الذي حان موعده بعد القضاء على ارهاب النظام السابق وذيوله .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على بايرن م


.. ريال مدريد يتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوز مثير عل




.. 08-05-2024)- ماذا يقول أسطورة رياضة المحركات اللبنانية روجيه


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | صحيفة ليكيب تقسو على مبابي قبل خر




.. باريس سان جيرمان يخرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا