الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية من آلماضي آلقريب -آلحكاية آلأولى

محمد حيدر قاسم

2009 / 10 / 10
الادب والفن


لي حكاية من آلماضي آلقريب عن قرية رائعة آلجمال بطبيعتها آلأخاذه ، ضيقة بمساحة بيوتها ومواردها ، واسعة بطيبة ساكنيها ، كل يكن للجميع بحبه ومودته ، يقاسمون آلسعادة وآلأحزان ، صعب آلتميز بين آلأخوة وآلجيران ، وكأنهم جميعا أحفاد لرجل طيب ، وحيد لأم ملائكي ، ولد بعد مخاض عسير لينشر آلحب في هذه آلبقعة دون سواها .
بعض أبنائهم قد إجتازوا حدود آلقرية وتسلحوا بسلاح آلعلم وآلمعرفة ، ذاعت حسن صيتهم وحتى عند سكان آلقرى وآلمدن آلمجاورة لتفانيهم بعملهم وإخلاصهم في إداء واجباتهم . وقد جازف نفر منهم بتخطى حاجز آلمحرمات في آلبلد وأقتحموا عالم آلسياسة بحثا عن حياة أفضل لأهلهم وللوطن .
وأما ألعم توفيق واللذي حرمه آلله من نعمة آلنسل ، يعيش لوحده في منزل قديم قد توارثه عن أجداده ، يستند على عكازته الخشبية في تنقلاته ، يقال بأنه ومنذ أمد بعيد قد تعرض وزوجته لحادث آليم ، ترمل وأصيب على أثره بعاهة مستديمة . آلجميع يكنون له بالإحترام لدماثة خلقه وحكمته وحلاوة آحاديثه وحبه لهم . تراه في معظم آلأحيان عند أثر باقي لطاحونة مهجورة ومحاطا بشباب آلقرية ، وكعادته جالسا على فرشة صغيرة مطرزة بخيوط حمراء قاتمه ، يسرد لهم حكايات عن بلدان وشعوب قد صادفوه عندما كان مجندا في آلجيش آلعثماني أبان آلحرب آلعالمية آلأولى .
كان آلمصدر آلوحيد لمعلومات شباب آلقرية عن آلعالم آلخارجي ، فكل يبادره بما يخطر بباله عن أسئلة وينال بما يرضى بها من إجوبة وافية ربما عارية من آلصحة ولكنها مقنعة بنظرهم .
يسرد أحيانا وبهمس لبعض آلمتزوجين من آلرجال عن جزء من مغامراته آلعاطفية آلسابقة ونصائحه لهم ، يستشيرونه عن قضايا تخص حياتهم آلزوجية فلهم دوما حل لمعضلاتهم .
وفي صباح يوم خريفي فوجئ آلجميع ببلاغ حكومي بهدم آلقرية وبناء مصنع سجاد يدوي على أراضها علما بوجود آراض زراعية شاسعة تحوم بالقرية وتعجز آلأبصارمن تحديد حدودها ، وتكفي لبناء مائة مصنع ضخم بدلا من مصنع واحد مزعوم .
ولم تمكث إلا فترة وجيزة وعشرات آلجرافات آلحكومية قد قدمت آلى آلقرية ، آلسكان قد هاجروا ديارهم وتفرقوا إلى شتات ، لم يخطر ببال آحدهم بالسؤال عن العم توفيق أو مصاحبته معهم لأنشغالهم بمآسيهم .
وبعد أن هدأت آلنفوس وركن كل في مستقر ، صادف وإلتقى عدد من آلشباب ببعضهم وتفقدوا آلعم توفيق ، لاأحد منهم عارف بمصيره ، قرروا آلبحث عنه بدأ بقريتهم ، فلم يجدوا ديارهم إلا إطلالا وألعم توفيق راقد على سرير رث وتحت سقف منزله وممعنا بأبصاره إلى آلسماء ويديه مملوءة بالتراب وكأنه يشتكي من أهل آلأرض إلى آلسماء .
أود أن أزودكم بمعلومات عني فيرجى نشرها مع مقالاتي وكتاباتي آلمنشورة على صفحات جريدتكم آلموقرة .

.... ..... ....
إسمي آلكامل : محمد حيدر قاسم
من مواليد مدينة خانقين - آلعراق
دكتوراه في آلطب
متخصص في آلأمراض آلباطنية
متخصص في أمراض آلشيخوخة
أعمل بعنوان طبيب إستشاري في إحدى مستشفيات إستوكهولم بالسويد
لي مقالات طبية وسياسية وأدبية باللغات آلعربية وآلدانماركية وآلسويدية وآلإنكليزية











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل