الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد وانتقاد كله تجريح للذات

مسعود عكو

2004 / 5 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تنويه:
مقالتي هذه ليست دفاعاً عن أحد ولا هي تهجم على أخر كل ما في الأمر هي زيادة عدد المقالات التي تنشر عبر الإنترنيت وتسيء إلى شخصيات ثقافية كوردية بالدرجة الأولى وإلى الثقافة والأدب الكوردي بدرجة أخرى ورأيت من واجبي التنويه إلى هذا الأمر لعل وعسى أكون أنا مع غيري صورة جميلة من النقد الأدبي البناء الذي نفتقر إليه بل ينقصنا النقد البناء البعيد عن التجريح ونعت الذات بصفات لا أخلاقية ولا منطقية فقط هي تشويه سمعة أو خلق إشاعة غرضها الوحيد زيادة الشتات الكوردي وخروجه إلى أزقة وشوارع المدن.

في أكثر من مقالة نشرت على صفحاتنا الكوردية الإلكترونية المشكورة جهودها والتي رأيناها بلسم يداوي جراح المثقف والكاتب والشاعر ...الخ وبوساطتها خرج من ظلم العتمة إلى نور الوجود عبر صفحاتها المتنوعة والتي صارت المنبر الحر الوحيد لكتابة ما تشاء عن إي موضوع تشاء في تلك المقالات يلاحظ المتابع لها كثرة الردود على الباحث الكوردي المعروف إبراهيم محمود حول حلقاته المتسلسلة والتي نشرها عبر موقع عفرين نيت والتي تناول بصورة نقدية جديدة لشخصيات كوردية ثقافية معروفة على الساحة الأدبية وأسمى تلك الحلقات بوعي الذات الكوردية.

رغم أني لا أتفق على كل ما جاء في الرؤية النقدية للباحث إبراهيم محمود ولكني في نفس الوقت لا أتفق مع الردود التي هوجم بها إبراهيم من قبل كتاب تلك المقالات لأن الردود عليه لم تتناول الأعمال الأدبية التي صنعها بإبداع إبراهيم وافتقر إلى النقد الموضوعي بعكس ما تناوله إبراهيم من نقد العمل الأدبي لكل الشخصيات التي تناولها في دراسته النقدية واتخذ سياقاً نقدياً جميلاً مليء بالموضوعية.

قد يكون الاختلاف مع إبراهيم على الرؤية النقدية والتقنية النقدية والصورة النقدية التي تناولها في موضوعاته المتنوعة لكن لا يجوز أن تناول خصوصيات شخصية – حسب رأي – أراها خطوط حمراء لا يحق لأحد أن يتجاوزها مهما كانت صفته الأدبية ولا يحق له أو لغيره من إثارة تلك المواضيع التي قد تخلق ما نحن بغنى عنه ولكن الأجدر بنا أن نتسم بصورة سمحة وصدر رحب لمن يتناول موضوعاتنا الأدبية بعين نقدية التي نفتقر إلى متخصصين نقديين فيها نحن بحاجة إلة رؤية نقدية حقيقية لكي نستطيع التطور والرقي بالعمل الأدبي الكوردي بكل أشكاله المتنوعة ليرقى إلى درجات الآداب الإنسانية والعالمية الأخرى.

لماذا لا نقبل النقد الأدبي البناء والحقيقي للمواضيع التي تناولناها؟ لماذا يظن الواحد منا بأن لا مثيل له في الوجود؟ هل وصلت كتاباتنا إلى درجة لا نقد عليها؟ هل وصل كتابنا ومثقفونا إلى المواقع التي وصل إليها الكثير من الكتاب العالميين من أمثال غابرييل غارسيا ماركيز, نجيب محفوظ, ارنست همنغواي, رسول حمزاتوف...الخ ؟ برأي يلزمنا الكثير حتى نصير كتلميذ من تلامذة هؤلاء .

إذاً لماذا الواحد منا يرى نفسه سيداً وهو ليس سوى عبداً من الرعية؟ لماذا يرى نفسه ساشيماً وهو ليس سوى فرداً من القبيلة؟ لماذا يرى نفسه كاتباً عظيماً وهو ليس سوى محاولاً يكرر المحاولات حتى يتعود على الكتابة ومن ثم يقدم عملاً أدبياً قد يتقبله الشارع الأدبي أو لا ؟ إذاً ألسنا بحاجة إلى رؤية نقدية للذات الكوردية للعقلية الكوردية للشخصية الكوردية للفكر الكوردي وما قام به إبراهيم ليس إلا وضع حجر الأساس لبناء مشروعات مشابهة ومتقدمة ومتطورة أكثر من العمل الذي قدمه هو ونضع النقاط على الحروف لفتح حوار نقدي بين أي شخصيات أدبية بشرط يكون التناول الأدبي الذي يحويه هذا الحوار نقدياً بناءاً لا يجرح أحد ولا يصفه بصفات لا تليق بكتابنا المحترمين ونهجر تلك التفاهات اللاأخلاقية التي تجول في أزقة مديتنا وعلى طاولات الحانات والتي وصل الحد بأحد أن يصف بعض المثقفين بالعمالة ويلوي لسانه بنعوت تليق به فقط لأن من وصفهم بالعمالة هم أحسن وأفضل منه و من أمثاله وليست له القدرة الإبداعية لكي ينتقد أعمال مجموعة من المثقفين ونشاطاتهم الملفتة للنظر خاصة في أحداث قامشلو في حين كان هو يتسكع في الشوارع ويحتسي ما طاب له من المي والخمر بل ويرى نفسه عملاقاً وهو ليس سوى قزم صغير.

نحن بحاجة ماسة إلى رؤية نقدية جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الذي ينشر هنا وهناك وما كانت محاولة إبراهيم محمود إلا واحدة من هذه المحاولات وعلينا تشجيعه للمضي قدماً في تصحيح أخطاء نقدية قد يكون قد أرتكبها في تناولها للشخصيات الأدبية الكوردية ولا يكفي فقط أن أدين هذه المحاولات وأنتقدها انتقاداً جارحاً بعيداً كل البعد عن مبتغاها الأصلي وهي لا تمت إلى النقد بصلة بل كلها شتائم تصل في بعض الأحيان إلى درجة الرذالة وهذا معيب بين الأدباء والكتاب سيكون لي الفخر لو تناول إبراهيم محمود أو غيره أعمالي القليلة المتواضعة برؤية نقدية حقيقية لكي أستطيع من خلال تلك النواقص التي سيجدها أن أتلافى الوقوع في تلك السلبيات بالتأكيد سيكون العمل الأدبي ناقصاً ولا ولن يصل إلى درجة الكمال لأن الكمال لله وحده عز وجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على