الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً

اديب طالب

2009 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لأن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال قائماً، وينتظر حتى يصبح وشيكاً وشرعياً أمام دول العالم وشعوبه، مبررات معقولة من نوع: الترتيبات الدولية المناسبة أولاً، وتحايل طهران على أي عقوبات ستفرض عليها ثانياً، وتكرار عصيانها لقرارات مجلس الأمن وبالذات قرار منع انتشار الأسلحة النووية ثالثاً. لذلك كله، وافق قادة الحرس الثوري والرئيس نجاد منهم، على تخصيب اليورانيوم خارج إيران (روسيا وأميركا وفرنسا) ومن ثم استيراده واستخدامه كطاقة نووية سلمية في توليد الكهرباء وغيره. ووافقوا أيضاً على قيام الوكالة الدولية النووية بتفتيش منشأة "قم" النووية في الرابع والعشرين من تشرين أوكتوبر الجاري، بعد الإعلان عن وجودها إيرانياً، اثر اكتشافها من قبل "الموساد" والمخابرات الأميركية والألمانية والفرنسية.
كانت إيران تعتبر مجرد الحديث عن تخصيب اليورانيوم خارج إيران مهزلة دولية، تطيح بمفهوم السيادة الوطنية الى حاويات القمامة، إلا أن إدراكها المتأخر لجدية الضربة العسكرية، أجبرها على ذاك القبول.
قد يقال إن الأمر لن يتعدى القبول المؤقت، وإنه "تكتيكي"، ولا أكثر من انحناء بسيط أمام العاصفة. إلا أن هذا الذي "يقال" يصبح كلاماً فارغاً أمام ضربة جوية جاهزة للمنشآت النووية، هذا ان لم يكن القادم حرباً صاعقة، أميركية بحربة إسرائيلية، تؤدي للاستسلام التام، بعد أن عاندت إيران كل اشكال الاحتواء التي قدمت لها من الشيطان الأميركي الأكبر.
وقد يقال أيضاً إن إيران تستجر الآخرين لحرب معها كتصدير خارجي لأزماتها الداخلية السياسية والاقتصادية والعقائدية، وكهروب للأمام من تلك الأزمات. ان أبسط عقلاء السياسة الإيرانيين، يعرفون أن الحرب القادمة، قد تلغي الأزمات الداخلية كلها وقد لا تلغيها وقد تعقدها، إلا أنها وبشكل مؤكد وبدون "قد"، ستلغي النظام القائم بقضّه وقضيضه.
ويعرف أبسط عقلاء السياسة في إيران أن هذه الحرب لن تشبه حرب تموز أو حرب غزة، حين "انتصر" اللبنانيون والفلسطينيون على دولة العدوان الإسرائيلي. وليس سهلاً أو ممكناً أن يخسر "الشيطان الأكبر" أمام "آلهة" الخير الإيرانيين. ولأن "الآلهة" الإيرانيين يعرفون ذلك، وافقوا وفجأة ودون مقدمات على التخصيب الخارجي وعلى التفتيش الدولي لمنشأة "قم".
ظن البعض أن الرئيس أوباما "الرومانسي" الذي تراجع أمام المجرم نتنياهو، عن مقولة ايقاف الاستيطان الإسرائيلي الاستعماري شرق الخط الأخضر، سيتراجع أمام الرئيس نجاد والمرشد خامنئي عن مقولة الذرة الإيرانية وعن تخصيب اليورانيوم كمدخل لها.
أولاً، لم يتراجع أوباما أمام العدواني اليهودي بيبي. الرئيس الأميركي وضع بداية التطبيع العربي مع دولة العدوان الإسرائيلي قبالة تجميد بيبي للاستيطان ولسنة على الأكثر.
ولكنه اكتشف أن غول التطبيع مرعب جداً للعرب العاربة والمستعربة، المعتدلة والممانعة، شعوباً وحكاماً، رغم "توقهم" للسلام ورغم حبهم لسمرته الغامقة سمرة أوباما وبحكم هذا الاكتشاف سقطت معادلة بدء التطبيع ببدء وقف الاستيطان بسقوط نصفها.
ثانياً، الذرة الإيرانية، إذا كانت تهدد ولا نقول تزيل إسرائيل وفق الادعاء اليهودي، فإنها تهدد الأمن الأوروبي والمصالح الأميركية، وتضعف إسرائيل كركيزة استراتيجية لتحقيق تلك المصالح.
ثالثاً، بدأ أوباما بإبداء رغبته بحوار مع طهران حاملاً عصا العقوبات خلف ظهره، وبإبداء أن صبره قريب من النفاذ، وبأن الخيار العسكري لم يزل واحداً من الخيارات لإزالة خطر الذرة الإيرانية. أمام جدية كل تلك البدايات، لم يجد القادة الإيرانيون إلا القبول بالتخصيب الخارجي والتفتيش الاجباري.
إذاً، لم يتراجع أوباما وانما تراجع خامنئي ونجاد، وما عدا ذلك صخب غوغائي صالح للاستهلاك لكل الذين صوتوا في الانتخابات الإيرانية الرئاسية، ولكل من والاهم من عرب وعجم ومسلمين ولاتينيين.
ثمة بحث عنوانه "أي الطرق تؤدي الى إيران" أعده مركز (سابان) التابع لمعهد الفكر الأميركي (بروكينغز) مؤخراً، وقد قام به ستة من الاستراتجيين الأميركيين كنت بولاك، دانييل بايمن، مارتن انديك، سوزان مالوني، مايكل اهائلون وبروس ريدل -. ومن أهم ما ورد في البحث هو خيارات العمل العسكري، ويعزز من هذا الخيار غياب الضمانات لنجاح العمل الديبلوماسي وارتباطه بشكل أساسي بعدم استجابة طهران وتعاونها. ويدخل الزمن كعامل أساسي في الخيار العسكري إذ أن وصول إيران لصناعة السلاح النووي من شأنه أن يجعل من توجيه ضربة عسكرية لها أمراً في غاية الصعوبة. وقد أكدت وكالات الأنباء أن القادة الإيرانيين قد "قتلوا" هذا البحث دراسة قبل قبولهم التخصيب الخارجي والتفتيش الجدي لمنشآتهم النووية. وقد قرأوا جيداً ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" حول وثيقة سرية تمتلكها الوكالة الذرية تفيد ان إيران حصلت "على المعرفة الكافية التي تمكّنها من تصميم وصنع قنبلة ذرية قابلة للاستخدام".
ان قرار أميركا بنقل قوتها العسكرية من العراق الى أفغانستان، له مؤشر يدل على أن وصول إيران الى الذرة أهم من بقاء القوة في العراق، حيث يوفر ذاك الانتقال قدرة أميركية أكثر فاعلية في حصار إيران عسكرياً وذلك عبر الاستفادة الأمثل من القواعد الأميركية العسكرية في طاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان. هذا القرار لم يغب عن ذهن نجاد وخامنئي رغم انشغالهما بقمع المعارضين.
نحن لسنا مع ضربة عسكرية لإيران، ولكننا مع ألا تتدخل إيران في شؤوننا العربية، وعندنا ما يكفينا من عدوانية إسرائيل المستمرة علينا، ونحن أدرى بشؤونا من الإيرانيين، فأهل مكة أدرى بشعابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اوباما والديمقراطين ليس مؤهلين للضربة العسكرية
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 10 / 10 - 13:34 )
انا اعتقد ان الرئيس اوباما والحزب الديمقراطي غير مؤهلين لاي عمل عسكري ضد مجانين طهران ولهذا طهران تعرف ذلك جيدا ولذا فهي ماضية في مغامراتها العسكرية والنووية والتدخل في شؤن دول المنطقة وهي تجول وتصول في المنطقة كالشقي المستهتر.معممي طهران يعرفون الديمقراطين يعشقون المفاوضات والكلام الفاضي لقضاء فترات رئاستهم وترحيل هذه المشاكل الى الجمهوريين عندما يستلمون الادارة بعدهم وهم يعرفون جيدا انهم غير مؤهلين لحل هذه المشاكل الستراتيجية الا الجمهوريين والخامنئي وعصاباته تعرف ان تهديدات اوباما تهديدات فاشوشية لاقيمة لها ولكنهم يعرفون لو كان التهديدات من الجمهوريين فانها ستكون تهديدات جدية وسينفذ الجمهوريين مايقولون, بعثي سوريا وملالي طهران يضحكون على ادارة اوباما وعلى الاوربيون ويراوغون وينتزعون ما يستطيعون انتزاعه منهم وهم ماضون في مغامراتهم واستهتارهم بالمنطقة . انا مقتنع ان اوباما والاوربيون والاسرائيلين لم يقوموا باي ضربة عسكرية ويبقى الوضع مشدود وعلى حاله لسنوات الى حين مجئ الجمهوريين للسلطة وحسم الموقف عسكريا واسقاط ملالي طهران ومن ثم يصبح سقوط عصابات البعث في سوريا قاب قوسين وتتخلص المنطقة من شرورهم كما تخلصنا من الطاغية المقبور صدام وعصاباته

اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و