الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضحك على الذقون

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 10 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


عجيب أمور غريب قضية ،كلمة مأثورة لا تزال تحتفظ بالقها لأنها لا زالت صالحة للتعبير عن الواقع الراهن في العراق البلد الحافل بالأعاجيب والغرائب التي لا تخطر على بال،فقد عد النائب عن الائتلاف العراقي عباس البياتي زيادة عدد النواب في الدورة البرلمانية المقبلة أمر غير مبرر ويثقل ميزانية الدولة.
وقال في تصريح صحفي لمراسل (وكالة أنباء الإعلام العراقي/واع) إن زيادة عدد النواب في الدورة البرلمانية المقبلة أمر غير مبرر لأنه سيعمل على استنزاف ميزانية الدولة، مشيرا الى إن إضافة ميزانية 35 نائبا تساوي ميزانية محافظة كاملة.
وأضاف إن العدد الحالي للنواب والبالغ 275 نائبا هو العدد المناسب سيما إن التركيبة السكانية لم تسجل زيادات كبيرة على عدد السكان، مؤكدا عدم وجود إحصاء سكاني دقيق لإثبات هذه الزيادة. وتضم مسودة قانون الانتخابات المعروضة على البرلمان بندا يشير الى زيادة النواب في البرلمان الى 310 نائبا وحسب الزيادة السكانية التي قدرت بـ 3% حيث يحدد الدستور العراقي نائبا لكل 100 ألف عراقي.
وقد كشف لنا التصريح حجم المأساة التي أحاقت بالعراقيين،فإذا كان ما يتقاضاه 35 نائبا يعادل ميزانية محافظة كاملة،فان ما يتقاضاه مجلس النواب الحالي يعادل ميزانية ثمانية محافظات،ولو أعدنا حساب الأمور ب(حساب العرب) لوجدنا أن النواب الكرام يحصلون على أموال أضافية ربما تزيد أضعافا مضاعفة على رواتبهم ومخصصاتهم من خلال الامتيازات الممنوحة لهم في تمشية المقاولات ومساعدة الشركات في الحصول على امتيازات وما يحصلون عليه بطريق أو آخر باستغلال سلطتهم ألانهائية في مساعدة المواطنين من ذوي المكانة الخاصة على تحقيق ما يريدون تحقيقه من خلال دعمهم المباشر له حتى أصبح للكثير من السادة ممثلي الشعب شركاتهم واستثماراتهم الداخلية والخارجية وأعادوا الى أذهان العراقيين البؤساء ما كان عليه قادة النظام السابق من مشاركة للآخرين في نواحي الحياة المختلفة ودخولهم شركاء مع التجار والمستوردين والمقاولين وأصحاب الأعمال المختلفة دون المشاركة برأس المال بل تكون لهم حصصهم من خلال مساعدتهم في التحايل على القانون وتجاوز العقبات والحصول على ما يريدون من خلال النفوذ الكبير لهم،وهو ما يعرفه العراقيون عن مشاركة أركان النظام السابق وتابعيهم في جميع الإعمال حتى قيل إن المبرور المغفور المشهور خير الله طلفاح كان يتقدم للمشاركة في المقاولات وعندما لا يجرؤا احدهم على منافسته يكون الأحق بالعطاء لترسوا عليه المقاولة ويبيعها لأحد المقاولين لقاء مبلغ كبير من المال،ولغيره من متنفذي النظام السابق حكايات وحكايات يتداولها العراقيون وهي معروفة للجميع ،وأن ما يمارسه المتنفذون سابقا يمارسه القادة الذادة حاليا أي أن العراقيين استبدلوا(حسن ب حسوني) ولم يحدث أي تغيير ولا زالت المحسوبية والمنسوبية والسلطة المتنفذة ذاتها لم تتبدل واستفادت من خبرات السابقين وما تمتلك من خبرات لتكون أشد منهم في الشفط واللفط.
وبحساب بسيط فأن رواتب السادة النواب وما يحصلون عليه من أموال بطرق مشروعة أو غير مشروعة يعادل ميزانية 30 محافظة أو أكثر وأن ما يصرف للبناء والأعمار لا يكون شيئا أمام ما يحصل عليه ممثلي الشعب من أموال يستطيعون من خلالها الهيمنة على الاقتصاد العراقي وبذلك تتحقق العدالة الاجتماعية بشكلها الإنساني عندما تتحول أموال العراقيين الى جيوب سادته الجدد ويصبحون السادة والعراقيين عبيدا وخولا لنواب العهد الجديد وأسياد العهد السابق الذين سرقوا المليارات خلال فترة حكمهم المقيت .
وكنت أتوقع من الأستاذ البياتي وهو المناضل وأبن الشعب والمؤمن بالإسلام الحنيف دين العدالة والإنسانية أن يدعوا الى إلغاء رواتب النواب الضخمة والتقليل من امتيازاتهم ،وتلاعبهم بالمال العام،ويطالب بالمساواة ليتساوى ألأغنياء والفقراء ويطبق مقولة أمامه علي أبن أبي طالب (والله ما رأيت ملكا موفور إلا الى جانبه حق مضاع) فكم من حق مضاع في عراقنا العظيم والتقارير العالمية تشير الى أن ما يملكه المسئولون العراقيون خارج العراق مئات المليارات ،وما يملكونه في الداخل أعظم ولا زال الحبل على الجرار فالسنوات القادمة ستشهد فيضا من المال الموفور إذا تهيأ لسادته أن يهيمنوا عليه من جديد ،وإذا لم يتوفر له الحاكم النزيه والقائد المخلص والمسئول الشريف فسوف يتحول الى مأوى للفقراء والجياع .
وأخيرا أود أن أقول للسيد البياتي"خاف شفتنه سود ،تره أحنه مو هنود،ونقره الممحي والمكشوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اكتشاف متأخر جدا
زامل عبد الرحمن ( 2009 / 10 / 10 - 12:29 )
عزيزي ابو زاهد
ان حديثك واكتشافك لمسألة الضحك على الذقون متاخر جدا لان لان الضحك الحقيقي على الذقون ابتدا منذ 9 / 4 / 2003 وخطط له قبل ذلك بكثير . وانت بنفسك تمارس الضحك على الذقون بمقالك هذا فانت لا تدافع عن موضوع زيادة اعضاء البرلمان بنفس وطني مخلص او مصلحة عامة بقدر ماهي محاولة خائبة عسى ان تساعد تلك الزيادة في عدد اعضاء البرلمان من احتمال حصول رفاقك من شيوعيي الاحتلال على على احد تلك الكراسي للتغطية على اخفاقاتكم السابقة لأنه ( جماعتك ضيعوا المشيتين ) لا هم شيوعيين حقيقين وحافظوا على ثوابتهم ومبادئهم ولم يحصلوا على المواقع والامتيازات التي يطمحون اليها حتى يعلنوا عمالتهم صراحة للمحتل
وهكذا تبقى انت يا ابو زاهد بوقا رنانا لشيوعيي الاحتلال لانك قابض الثمن مقدما حالك حال الاعلان المدفوع الثمن
مع تقديري


2 - ليس هكذا
عبد الكريم البدري ( 2009 / 10 / 10 - 19:37 )
الى المتداخل في رقم (1)
المشكلة بالأساس يا سيد -زامل- تكمن في عدم النمو النفسي للأنسان . وليس للجسم او العقل او لنقل كليهما المسؤولان عن التكامل. فالتناسق او النمو هما الذين يتدخلان في تشكيل سلوك هذا الكائن. والذي ينقصه هذا التوافق, فانه ينحرف عن السلوك السوي وبالتالي تصبح امكاناته الجسمية والعقلية عرضة لأساءة استعمالها. ان صاحب المقال يناقش مشكلة واحدة من المشاكل التي تحدث على ارض الواقع . على عكس ما تردده انت من بلبلة فكرية مردها الى كونك ترفض الواقع وما جرى ويجري عليه من احداث, تتطوربسرعة الى حدود الكارثة مما تشكل تحديا خطيرا علينا جميعا. ولم يطفو او يراد له ان يطفو من حل وهذا معناه اننا لم نعد نعيش في سلام ولا نعمل ونتعاون مع بعضنا لابل نحن سائرون في تخبط تام طالما بقي الحل مجهولا. انك تطالبنا كمثقفين الى الأنكفاء والتقوقع والأعتزال تصريحا او تلميحا . واذا كنت مجردا من كل هذا الحقد على الحزب الشيوعي العراقي , أيمكنك الهرب من هذا الواقع الذي يعيشه العراق؟ واذا استمرفي رأي تجاهلك لهذه الحقيقة, ازداد تخبطك وشعورك بالنقص واليأس. ولا ادري هل هو ناتج عن جهل ام تجاهل, تتهرب من مواجهة الحقيقة وتلجأ هذا التبرير المخجل فتخلق كبش فداء ( وهو يلتقي مع اهداف امريكا في محاربة الشيوعية) تحم


3 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 11 - 03:04 )


الأخ زامل عبد الرحمن
ملعون كل من يضحك على ذقن صاحبه أو يتلاعب بالألفاظ لإثبات وجهة نظره أو يندفع بتعصب أعمى لمهاجمة الآخر أنا لست مدافعا عن زيادة أو نقص وإنما عرضت صورة لمأساوية ما يجري في العراق،وان تصورك أن دفاعي هو لفوز (أصحابي)فأنت على وهم كبير فالزيادة لا تصب بمصلحة هؤلاء وإنما تصب في مصالح الآخرين،واني مع احترامي لرأيك الكريم لا أسياد لي فانا سيدي العراق والعراق وحده ومن يتصور غير ذلك فهو أفاق ولك أن ترجع لما أكتب فلم أكن مجاملا أو مهللا لهذا أو ذاك أما مسألة الدفاع عن الشيوعية وحزبها فسأبقى أدافع وأدافع لأن الحزب حزبنا وليس ملكا لهذا أو ذاك وإذا اختلفنا اليوم فسنتفق غدا وعلينا أن لا نهاجم لغرض التهديم بل لبناء ما تهدم وترميم البيت الشيوعي بدلا من تهديمه وهو ما يخدم الآخرين،أما جماعتي فهم على كل حال ورغم بعض الإخفاقات يبقون أفضل الموجودين وأحسن من المغادرين ممن اتخذوا مواقف عدائية لا تهدف لبناء الحزب بل لتحطيمه خدمة لأغراضهم أو مصالح أخرى انساقوا لتأييدها عن علم أو سذاجة ،وإلا أين من تقول عنهم شيوعيين حقيقيين وأين عملهم على الأرض العراقية وكم أمريكيا قتلوا منذ احتلال بلدهم لحد الآن .
الأخ عبد الكريم البدري
ما تطرقت إليه هو الواقع بكل تجلياته وهؤلاء يفسرون الو

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر