الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالحة وطنيه بعيدا عن الكتاب و المثقفين

هشام عقراوي

2004 / 5 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عندما قام ماو تسي تونغ بما أسماه بالثورة الثقافية سخر كل الطاقات الثقافية و الاعلامية لذلك الغرض وإشترك فيها لا بل أجبر الجميع على المشاركة في تلك الحملة الوطنية فزج فيها المعلم و الكاتب الى الفلاح و العامل. هذه الثورة حققت البعض من أهدافها نظرا لمشاركة جميع فئات الشعب الصيني فيها ولكنها فشلت ولم تستطع تحقيق الاهداف التي بدأت من أجلها لأنها لم تكن حرة و كانت مفروضة من السياسيين والحكام والحزب.
في العراق و بعد سقوط صدام حاولت بعض الاحزاب و القوى العراقية وسلطة الائتلاف و مجلس الحكم، البدأ بعملية سميت بالمصالحة و المصارحة الوطنية. وشكلت لهذا الغرض أدارة و هيئه خاصة ومسؤولين و صرفت أموال و حددت وظائف. وعقدت لحد الان إجتماعان موسعان في أربيل لهذا الغرض وأخر مشابه لهما في بغداد . شاركت فيها العديد من الاحزاب السياسية و ممثلي المنظمات و بعض الكتاب و المثقفين والذين أغلبهم محسوبون على الاحزاب السياسية أو هم من أصدقاء الاحزاب و المنظمات والحكام الجدد.
هذه الاجتماعات حللت للحزبيين ومن لف لفهم وحصلوا على حصة الاسد من المقاعد وحرمت على الكثيرين من العراقيين وبالاخص الفئة المثقفة من الشعب العراقي في داخل الوطن و خارجه.
لا ندري هؤلاء عن أية مصالحة أو مصارحة و طنية يتكلمون في الوقت الذي لم يشارك في إجتماعات هيئتهم و مؤتمراتهم سوى قلة قليلة من الاشخاص و غالبيتهم من منتسبي الاحزاب و الاطراف السياسية. مع إحترامي لكل المخلصين الذين شاركوا بروح وطنية خالصة في هذين المؤتمرين اللذان عقدا في أربيل.
أن المصالحة الوطنية و الوئام الوطني و التلاحم الاخوي ونبذ الاحقاد الطائفية و القومية و سيادة روح التسامح، لا يمكن أن يتتحقق في العراق دون مشاركة الادباء و المثقفين و الكتاب و الصحفيين العراقيين المستقلين منهم و الحزبيين والعائشين منهم في داخل الوطن و في خارجه و كذلك مشاركة جميع أفراد الشعب على أختلاف أفكارهم و مبادءهم ولا يجوز حكر وحصر مثل هذه العملية الحساسة على فئة معينة دون أخرى، إذا أراد لها النجاح. أما أذا كانت العملية مجرد حملة أعلامية فارغة من أي مضمون فهذا بحث اخر. ولا أعتقد بأن الشعب العراقي ينقصة دجال أخر أو دجالون من العملة الاجنبية الملطى بالدجل المحلي العراقي.
إن الكتاب و المثقفين هم الذين يشكلون منبع الفكر و التغيير في كل المجتمعات وفي أعتقادي فأن بعض الاحزاب السياسية و كتابها أيضا هم من مشاركون في صنع التفرقة و الاحقاد بين أفراد الشعب العراقي فكيف سيستطيعون محو و إزالة تلك الاحقاد دون مشاركة الكتاب الوطنيين و المخلصين لروح التكاتف والتعاطف والتسامح بين أبناء الشعب.
أن أستبعاد المثقفين و الكتاب عن عملية المصالحة هي كأبعاد الروح من الجسد وأية عملية مصالحة وطنية بعيدا عن الكتاب ستكون ميته و عقيمه.
قد يكون التحزب الضيق الافق مفيدا لبعض الاشخاص و الفئات لبعض الوقت و لكنه سم قاتل لأية عملية مصالحة وطنية وسوف لن تكون سوى رقصا على ذقون الابرياء من أبناء الشعب العراقي وفشل هذه العملية ستكون لها أثارا سيئة على نفوس الشعب ويطقئ بصيص الامل في اصلاح نفوس وعقول الذين افسدتهم الفكر الصدامي بكل ابعادة وأشكاله. لذا يجب ان تغير لجنة المصالحة الوطنية هذه من سياساتها التحزبية الضيقة وتفتح الابواب على مصراعيها أمام مشاركة الكتاب والمثقفين و الادباء في هذه العملية. فعملية المصالحة الوطنية والمشاركة في مؤتمراتها هي ليست منصب لرئيس للوزراء أو وزير أو حتي مدير عام كي يتصارع هؤلاء عليه و يحتكرونه وهو ليس منصبا سياسيا بحتا كي يدخل في الموازنات الحزبية. فالقومي المتطرف و الطائفي الحاقد و المذهبي المتزمت والصدامي القاتل لا يستطيع التصالح لا مع ذاتة و لا مع غيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة