الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناقد.. والايديولوجية

محمد نوار

2009 / 10 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لا يزال البعض من نقادنا عندما يتناول نصاً ادبياً بالنقد وسواء كان هذا النص قصيدة او قصة او رواية يتحدث عنه من خلال ايدلوجية يراها هو داخل النص، وهذه اشكالية كبيرة خاصة وان النقدالادبي اليوم قطع اشواطاً كبيرة لما طرأت عليه من علوم اللغة في النحو والصرف والدلالة ومباحث الاسلوب واشكاليتها الاجرائية وحيث ان النص الابداعي ليس في الرسالة التي يحملها مثلما يقول رولان بارث وانما هي في الادوات الفنية التي استخدمت في صياغة النص واجب الناقد بعد ذلك ان يذهب الى هذه الادوات ويحللها ويرى الى اي مدى استطاع الكاتب ان ينجح في توظيفها على اعتبار ان النص الادبي هو بنية لغوية مغلقة واما الناقد الذي يتناول النص وفق ايديولوجية يراها هو يجعل من هذا النص احادي القراءة وبالتالي يتعامل مع معنى او فكرة هي موجودة اصلاً وهذا يتنافى مع الابداع والحداثة الادبية التي يعبر عنها بانها رؤيا وهذه الاخيرة هي قفزة خارج المفاهيم القائمة وهي تغيير في نظام الاشياء وفي نظام النظر اليها فالادب الجديد او النص الجديد هو ادوات جديدة والا الموضوع واحد فالحب والخيانة والوفاء مثلا ً هي ذاتها في ادب الامس وادب اليوم لكن اداة الصياغة حقيقة هي التي تغيرت وهي التي جعلت منه ادباً جديداً لذلك من الخطأ ان يجعل الموضوع سواء كان ذا مضمون ايديولوجي او غيره قياس او معيار في منهجية النقد والا ماموضوع او مضمون قصيدة يكتبها شاعر مثل ابو نؤاس اذا نحن جردناها من ضيغ التعبير الجمالية التي وظفها فالشاعر او الروائي هو حر في اختيار موضوعه سياسي كان او غير سياسي وليس على الناقد ان يجعل هذا معيار في نجاح النص او فشله انما نجاح العمل الروائي اوغير الروائي يتوقف على مدى قدرة المؤلف في توظيف هذه الصياغة الفنية في صناعة العمل ومن ثم يتناول الناقد هذه الصياغة ليحلل النص من خلال البنى الصغرى والبنى العليا. وبالاساس اضافة الى ذلك الناقد هو قارئ اول للنص يكشف عن الصياغة الفنية الى قارئ ثان هو المتلقي اي يقرا ما لايستطيع قراءته القارئ الثاني او المتلقي ولكن عندما يقول الناقد ان هذه الرواية تتكون من خمسة عشر فصلاً وان الفصل الاول يتحدث عن كذا والفصل الثاني وهكذا وان العمل الروائي موضوعة ايديولوجي فاشل في فن الرواية.. ماذا اضاف هذا الناقد او القارئ الاول الى القارئ الثاني او المتلقي، من المؤكد انه لم يضف شيء وان المنهجية النقدية ليست بهذه البساطة وانما على من يتصدى لها ان يكون ملماً بعلوم النقد والى ما صار عليه اليوم لان على ضوئه نحن نكتشف القيم الجمالية لنصوص مبدعينا.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة