الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات التمهيدية وإعادة ترميم البيت الصدري !

احمد حبيب السماوي

2009 / 10 / 11
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


فاجأ التيار الصدري القوى السياسية العراقية بشتى تنوعاتها بخطوة جيدة تمثلت في قيامه بتنظيم انتخابات تمهيدية تسبق الانتخابات التشريعية وكما أعلن عنها المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري الشيخ صلاح ألعبيدي ، وهي الخطوة التي تعتبر من غير أدنى شك جديدة وديمقراطية وبمثابة إعادة لأعمار أركان البيت الصدري أو ربما اقرب ما تكون إلى محاولة لعلاج التقرحات التي أصابت جسده نتيجة للسياسات الخاطئة التي ارتكبها بعض المحسوبين عليه فضلا عن آليات عمل غير مجدية وغير ناضجة تم تبنيها في سياق المرحلة السابقة .
إن الحقيقة الواضحة للعيان تكمن في أن الغالبية العظمى من قياديي التيار ومرشحيه في الفترة الماضية لم يقدموا ما يرضي ويلبي طموحات القاعدة الجماهيرية للتيار الصدري إن لم يكن البعض منهم قد تنكر للتيار أصلا بعد أن أوصلته قواعده الشعبية إلى مناصب لم يكن يحلم بها . هذه القاعدة الشعبية التي جلها من الفقراء ومن الطبقة الوسطى مازالوا يتذكرون كلمات المولى المقدس السيد محمد صادق الصدر رحمه الله عن الحرية والاستعباد والإنصاف والطغيان ...تلك الكلمات التي ظهرت في زمن تمنى الناس أن تكون رقابهم كرقاب البعير حتى لا تخرج الكلمات منهم وتطير بها تلك الرقاب وليس كما أرادها الإمام علي عليه السلام بان تكون رقبته كرقبة البعير حتى يمحص الكلام الذي يقوله قبل أن يسمعه الناس.
لهذه الانتخابات التمهيدية أهمية عظيمة من ناحية أولى ومغزى كبير من ناحية ثانية ..
فمن ناحية أهميتها نرى أنها وعلى الرغم من حداثتها على الساحة العراقية فإنها نظام انتخابي معروف ومطبق في دول ذات ديمقراطيات عريقة ومن شانها أن تكون بمثابة غربال للمرشحين بشكل دقيق للتفريق بين الطالح والصالح وبهذا تكون القاعدة الجماهيرية هي التي تساهم في صنع المرشحين وهنا سوف يكون للمشاركين من أبناء التيار الصدري التركيز على المرشحين وإمكانية المفاضلة بينهم لاختيار من يجدونه قادرا لتمثيلهم ولخوض معركة الانتخابية القادمة .
أما بالنسبة إلى مغزاها فانه يتجسد في أن الفائزين بهذه الانتخابات سوف يرشحهم التيار للانتخابات البرلمانية في كانون الثاني المقبل وبذلك لا يمكن حينها لأحد أن يتجرأ بالقول بان التيار الصدري قد قدم أسماء بناء على معطيات الانتماء الحزبي ومعايير العلاقات الشخصية كما تفعل ذلك اغلب الأحزاب السياسية .. وذلك لان المرشحين الذين سوف يقدمهم التيار للانتخابات القادمة سيكونون هم من رشحتهم القواعد الشعبية للتيار الصدري وليس احد أخر سواهم .
وكنا نرغب ، في الواقع، أن يتم الإعلان عن هذه الانتخابات التمهيدية بشكل مبكر وليس في التاريخ الذي أعلن عنه لكي تعطى اكبر وقت ومساحة ممكنة للمرشحين لتقديم وتعريف أنفسهم للجماهير . وعامل الوقت هنا من الأهمية بمكان بحيث قد يؤدي إلى نتائج سلبية حيث أن الناخب لو لم يتسنى له الوقت الكافي للتعرف على المرشحين الجدد فبالتالي سينتخب الأسماء والقيادات السابقة والمعروفة لديه على الرغم من عطائها القليل أو المعدوم أصلا وذلك تطبيقا للمثل القائل " الي تعرفه أحسن من المتعرفه " وبهذا تكون هذه الانتخابات قد فقدت أهميتها منذ البداية .
ورغم أني لست من أتباع التيار الصدري تنظيما مع حبي واعتزازي للشهيد الثاني فسوف أكون من المشاركين بهذه الانتخابات في يوم 16 من الشهر الجاري والذي سيكون بمثابة عرسا حقيقيا لأبناء التيار الفرحين بهذه الخطوة الفريدة والجديدة في فضاء السياسة العراقية الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التيار الصدري الاكثر جهلا
سامر عنكاوي ( 2009 / 10 / 11 - 14:05 )
اي ديمقراطية واي اعمار والتيار الصدري ينتظر المهدي ويعمل على اسلمة المجتمع واقامة دولة الاستبداد الثانية, اخي احمد حبيب التيار الصدري هو الحلقة الاكثر جهلا ورعونة على الساحة العراقية, تيار يقوده من استكثر فيه كلمة جاهل والانصاف حق, تيار يحرم الرياضة والموسيقى والغناء والفرح والحب والابتسام, ويحرم كل مظاهر العرس والاحتفال الا الجماع, تيار يلاحق الحلاقين والخبازين ومحلات الزينة والديكور والفيديو والاشرطة السينمائية والصوتية, ويقتل المثقفين والعلماء والادباء والفنانين لانهم خارج دائرة الجهل, باختصار التيار الصدري هو تيار الهم والغم والحزن والسواد والقبر والظلام والموت, تيار لا تتمناه حتى لاعداءك من الاسرائيلين والامريكان والمستغلين, التيار الصدري سيف الله المستبد المسلط على رقاب الناس الطيبين الحقيقيين.


2 - الا ترى التقييم
سامر عنكاوي ( 2009 / 10 / 11 - 14:14 )
سيد احمد حبيب السماوي الا ترى التقييم في ذيل مقالك المقتضب وعلى شكل املاءات لا يقبلها الطفل لتقدر قيمة موقفك من التيار الصدري بالنسبة للشعب العراقي التواق للحياة وللنور, اتريد عودة الصراع الطائفي ودماء شعبك تسيل على الارصفة والشوارع واشلائهم تتطاير فوق اعمدة الكهرباء المنطفئة واسطح المنازل, اتريد عودة للاستبداد الصدامي على يد الصدريين الذين يركضون في الشوارع حاملين القاذفات لارعاب الاطفال والنساء, ارجوا ان تراجع موقفك بدراسة موضوعية ميدانية للواقع العراقي المزري.


3 - انها خيبة حقا
علي جعفر الخفاجي ( 2009 / 10 / 12 - 10:28 )
من المؤسف وانها خيبة حقا ان تقرأ لمثقف عراقي هكذا رأي بحق عصابة عاثت فسادا بارضنا وثقافتنا وجرما وقتلا بحق العراقيين الابرياء فكيف تناسى مافعله مجرمي الصدر من جرائم وتخريب لعراقنا وناسه الطيبين كنت اتمنى ان اقرا للاستاذ احمد موضوعا اكثر انصافا وادق رؤية بحق هؤلاء القتله واكثر احتراما لمشاعر ذوي ضحايا من قضوا نحبهم على ايدي اتباع هذا التيار المجر م

اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة