الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد المتصبب عرقاً في حفلة عراة الألمان

محمد أبو هزاع هواش

2009 / 10 / 11
حقوق الانسان


حضرت البارحة فيلم "عقدة بادر ماينهوف" الذي يعرض حالياً بنجاح في دور عرض حول العالم وخرجت بإنطباعي المعتاد وهو أنه كلما كان هناك فيلم أو حدث عن التطرف والعنف سوف نرى الإسلام ممثلاً بعربي عرقان عنيف يطل علينا ليفسد الحفلة كالمعتاد. بالطبع سوف يقول الفيلم بأن العربي/المسلم هو المسؤول الغير مباشر عن العنف.

يفتتح الفيلم في شاطئ العراة حيث يلعب أطفال الثورة عراة مع أهلهم في فترة الثورة الجنسية في عام 1967 التي حرص الفيلم على تصويرها بدقة وتفصيل لأهميتها كواقع موازي لواقع الثورة السياسية التي كان يعيشها أبطال الفيلم. لاأدري من قال لمخرجي ومنتجي الفيلم أن تصوير أطفال عراة هو فن وليس جريمة ولكن لنتجاوز هذه النقطة من أجل الحرية التعبيرية ونتكلم عن مشاهد العري المتناثرة هنا وهناك التي تملأ الفيلم. بالطبع، معظم مشاهد التعري التي نتكلم عنها هنا هي لنساء والتركيز على عري النساء مهم هنا لأنه سوف يصبح قضية عندما يأتي العرب/المسلمون/ إلى الحفلة.

لنتذكر هنا أن النساء في هذه المنظمة هم من نظروا للعنف وخصوصاً أولريكة ماينهوف وغودرن إنسلين. كلمات ومنشورات ماينهوف وإينسلين هما فكر هذه المنظمة الذي سيبقى ملازماً لإسمها. إطلاق إسم بادر-ماينهوف لايعني قلة أهمية الأعضاء الآخرين الذين لم يكونوا يعرفوا إسم منظمتهم إلا RAF. أطلقت الحكومة الألمانية إسم بادر-ماينهوف على هذا الجيل من تلك المنظمة حيث ستقوم أجيال أخرى لاحقة بتبني العنف حتى التسعينات.

العنف في هذا الفيلم جيد في تنفيذه والأحداث التاريخية لتلك الفترة الدامية في حياة ألمانيا قدمت خلفية تاريخية لفهم الأحداث. لكن هذا بالطبع لم يمنع من "هفوات مقصودة" هنا وهناك. فمثلاً بعدما يظهر العرب في الفيلم نرى بادر-ماينهوف ومعهم سلاح ومتفجرات بشكل كبير وهنا أغفل كاتبوا هذا الفيلم عن أو من دون قصد لحقيقة تدخل السوفييت وحلفائهم في الطبخة. لانرى في الفيلم أي مسؤول شرقي/إشتراكي وبالطبع ترك العرب في الفيلم ليكونوا مزودي المتفجرات والقنابل.

يأتي العرب إلى الفيلم عندما يقوم أندرياس بادر ومعه نساء شلته أولريكة ماينهوف وغودرون إنسلين وأخرون بالذهاب للتدريب مع أحد المنظمات الفلسطينية في الأردن. لم يصور هذا المشهد في الأردن بل على الأغلب في أحد بلدان شمال أفريقيا. بالطبع صوت الآذان هو الصوت الوحيد المسموع في خلفية كل الآحاديث. يأتي المدرب ويعرفونا عليه بأن إسمه هو أحمد. بالطبع كان العرق يتصبب منه. وبالطبع أطلق أول أوامره بفصل الرجال عن النساء.

لم يطع أندرياس بادر وفي هذه النقطة أصبحت شخصيته في الفيلم كالولد الشقي المدلل حيث أصبح لايطيع الأوامر ويبقى معظم الوقت على سطح بناية خصصت له مع نساء الحركة. في مشهد سوريالي في الفيلم نرى الرفيقة أولريكة عارية على السطح ومعها الرفيقة غودرن والرفاق الآخرون بينما يركض رهط من العربان يلهثون وينقطون شبقاً ورغبة باللحم الأبيض والشعر الأشقر.

بالطبع كان بادر قد صرح بأن الثورة الجنسية هي جزء من ثورتهم ككل.

إنه من المضحك تصوير وإختزال المنظمات الفلسطينية إلى بضعة متكلمين بالفرنسية وإختصار الموزاييك اللونية والدينية الفلسطينية إلى لون واحد وإلى صوت آذان واحد. ربما أدرك ذلك المنتج وفي لقاء أخر بين بادر-ماينهوف والفلسطينيون نرى على الجدار علم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي ينتهي الفيلم عندما لم تنفع محاولة الجبهة الشعبية تحرير السجين بادر من خلال عملية إختطاف طائرة إلى الصومال.

قصة مشربكة ولكن شيقة وماأفسدها لي هو العربي العرقان العنيف الذي لايريد أن ينبسط ولاأن يدع البشر تنبسط.

لن أطيل كي لاأفسد متعة مشاهدة هذا الفيلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب
رعد الحافظ ( 2009 / 10 / 12 - 02:14 )
أبا هزاع..أراك تنقد الفلم المذكور كما يفعل الناقد المتخصص , فهل أنتَ كذلك؟
أقصد طريقتكَ جيدة ومحترفة
تفهمت إنزعاجك من إظهار المسلم بصورة الأرهابي المتعرق المزعج , لكن الواقع المعاش حولنا للأسف هكذا
أكثر من نصف إرهاب العالم ,,اليوم..بأكملهِ يأتي من المسلمين
منظمة بادر ماينهوف اليسارية الأرهابية منذ 1970 لحد 1991 قتلت بضعاً وثلاثين ضحية خلال 21 سنة ..بينما أنت تعرف أرقام ضحايا بن لادن مثلاً
الجزء الجنسي في أفلام الغرب علامة مسجلة لا تخلو منها حتى أفلام الرعب والحرب والارهاب والخيال العلمي..أنت تعرف تفكير المنتج طبعاً
نقدي الوحيد لكَ هو إستخدامكَ صيغة الجمع بقولك كتاب ومخرجين الفلم
الحقيقة جميعهم ..شخص واحد إسمه :ستيفان آوست,مُخرج وكاتب الفلم
مع أني لست من محبي السينما وأذهب إليها مجبراً أحياناً مع إبني الصغير
لكنكَ شوقتني لمشاهدة هذا الفلم...وتباً للإرهاب بكل أنواعهِ وشكراً لك


2 - رد إلى السيد رعد الحافظ
أبو هزاع ( 2009 / 10 / 12 - 13:48 )
تحية. ماتكلمت عنه هو عن ربط العنف بالعربان والمسلمين في الفيلم وحيث أن تلك النقطة لم تقنعني بمصداقيتها أبداً. كانت منظمة بادر-ماينهوف لينينية- ماركسية حسب تعريفهم لأنفسهم وقد قرروا إستخدام العنف ضد الدولة الألمانية وبالطبع سوف يبحثون عن مصادر للسلاح. ماهو دور السوفييت في تزوديد بادر ماينهوف بالسلاح؟ لماذا لم نرى ذلك؟ أما عن ربط ذلك العنف بما يجري في العالم حاليا وعن دور العرب والمسلمين فأقول بأن العرب حاليا سمعتهم سيئة ولهذا فتطبيلة أخرى، أو ردح ألماني، لن يفيد الموقف.

بن لادن وبادر ماينهوف جماعات تبنت العنف عليه اللعنة. لكن العقلية هي نفسها لأن من يتخذ العنف طريقاً فلاتفرق إذا كان عدد الضحايا شخصين أو عدة آلاف.

أما عن الجزء الذي سمته حضرتك بالجنسي فهو بالطبع مجحف للمرأة لأنه ينمطها كسلعة. المرأة في هذا الفيلم ذات ضلع في العنف مثلها مثل الرجل، ويصورها الفيلم وهي جنب الرجل في النضال. فما رأيك ياسيدي الكريم بأن هذا الفيلم وهذا الكاتب لم يقدم أية إمرأة عربية في ساحة النضال. تذكر أن العملية التي أتت في نهاية الفيلم والتي تم خطف طائرة لوفتهانزا إلي اليمن ومن ثم إلى الصومال شاركت سهيلة أندراوس سايح في العملية فهاهو نموذج إمرأة ثائرة في ذلك العصر لديك ياسيدي الكري

اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: