الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محافظو أسوان.. وقضية النوبة

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 10 / 12
حقوق الانسان


من المهم أن تعمل المحافظات فى مصر على تسجيل تاريخها السياسى ومن أهم العناصر فى هذا التسجيل هو إعداد كتيب يدون فيه أسماء المحافظين الذين تولوا مقاليد الأمور فى المحافظة. وإذا تناولنا تاريخ المحافظين السابقين فى أسوان وعددهم 15 فإننا لا يمكن أن نغض الطرف عن أسرعهم فى ترك منصبه وعن أكثرهم استمرارا فى هذا المنصب، فاللواء محمد عثمان إسماعيل الذى تولى شئون المحافظة فى أوائل السبعينيات هو الذى قضى أقصر فترة فى تاريخ المحافظين السابقين حيث قضى شهرين فقط فى منصبه وهما إبريل ومايو 1971م. وإذا بحثنا عن أكثرهم جلوسا على مقعد المحافظ فإننا قد لا نجد سوى اللواء صلاح مصباح الذى يأتى ترتيبه رقم 13، فهو المحافظ الذى قضى أطول مدة (أكثر من ثمانى سنوات) فى رحاب محافظة أسوان حيث تقلد موقعه فى 23 أغسطس 1991م ليغادرها فى 31 أكتوبر 1999م. أما المحافظ الحالى مصطفى السيد فيعتبر المحافظ رقم 16 فى تاريخ محافظى أسوان. ليتنى أملك المعلومات الكافية عن انجازات المحافظين السابقين الذين لم أتشرف بمعرفتهم عن كثب خلال ولايتهم مما يضطرنى إلى الاكتفاء بالحديث عن المحافظ الحالى مصطفى السيد والذى امتدحه خبير جمال (من قيادات النوبة) فى لقاء جمال مبارك فى مجمع حفصة سلمان البدر بعنيبة يوم الاثنين 7 سبتمبر حيث قال إن اللواء مصطفى السيد يعتبر المحافظ رقم 16 فى تاريخ محافظى أسوان ولكنه أول محافظ يهتم بملف النوبة ويتخذ خطوات جادة نحو القضايا التى أصابها العطب والصدأ بفعل عوامل الزمن والإهمال.

وحتى لا يفهم كلامى بصورة خاطئة فإنه بات لزاما على أن أسجل أننى لم اطلب شيئا شخصيا من محافظ سابق ولن اطلب شيئا من محافظ حالى. ما دفعنى إلى الكتابة هو أن هذا الرجل يمثل طرازا فريدا من المحافظين، طراز لن يتكرر فى تاريخ أسوان. ومن أروع ما عرفت عن هذا الرجل أنه تخرج فى مدرسة العسكرية المصرية العريقة فى عام 1970م حيث تولى العديد من المناصب القيادية منها رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد الجيش الثانى الميدانى وشارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. لعل من أهم الدروس التى تعلمها الرجل فى هذه المدرسة هى الوفاء. وربما يعتقد القارئ أننى اكتب كلاما مرسلا أتسلل من خلاله إلى قلب الرجل وأهدف إلى زغزغة عواطفه و إبهاج سريرته وأن هذا الكلام لا علاقة له بالواقع وفى ظنى فإن القارئ معذور لأننا نعيش فى عصر لا صلة له بتلك المعانى الجميلة حيث ينسى المرء الذى يتقلد منصبا دنيويا زائلا أصدقاء الصبا. أما اللواء مصطفى السيد فإنه لم ينس زملاء وأصدقاء المدرسة وكان بعضهم من أبناء أسوان، ففور توليه أمور المحافظة لم يضع وقتا فى البحث عنهم ولم يهدأ له بال حتى وجدهم وسعد برؤيتهم وبات يأنس بهم ويأنسون به.

لعل القارئ وقعت عيناه على الكلمات التى سطرها عبد الله كمال فى مجلة روز اليوسف الصادرة فى 12 سبتمبر 2009م حيث قال إن مصطفى السيد بات يحظى بشعبية جارفة فى الشارع الأسوانى وهذه الشعبية مردها إلى تواجده الدائم بين المواطنين. لا شك أن مواطنى أسوان لن ينسون دور المحافظ خلال أحداث الشغب التى اندلعت فى الشارع الأسوانى بعد مقتل تاجر دواجن. لقد نجح فى أن يهدئ من روع الأهالى حين وعدهم بأن القانون سوف يأخذ مجراه وأن الجانى سوف يلقى الجزاء. كما أنه لعب دورا فى إخماد نار الفتنة بين قريتين متجاورتين (توماس وقسطل) فى نصر النوبة حيث نجح فى عقد لقاء المصالحة بين الطرفين فى 17 أغسطس 2009م.
ولا يمكن أن ننهى هذا المقال من دون أن نشير إلى أسلوبه الفريد فى الإدارة حيث يقرأ كل كلمة تكتب عن المحافظة التى يتولى شئونها ولا يتردد فى الاتصال برجال الصحافة لتصحيح بعض النقاط التى فى حاجة إلى ذلك. أذكر أننى كتبت مقالا " لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة" نشر فى جريدة روز اليوسف الصادرة فى 11 أغسطس 2008م حيث يتناول المقال تلك المزايدات التى تدور حول مطالب أهل النوبة ولم تمر سويعات قليلة على صدور الجريدة حتى تلقيت اتصالا هاتفيا من المحافظ الذى ظل بلا كلل أو ملل يناقشنى فى النقاط التى أبرزتها فى المقال. كما أنه لا يفوت فرصة اللفتات الحانية والمجاملات الرقيقة فى المناسبات المختلفة، وهى مجاملات قد لا تتعدى كلمات قليلة لكنها تكشف عن معدن الرجال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر