الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمفونيّة مريم العذراء

رياض الحبيّب

2009 / 10 / 12
الادب والفن


هـَبيني القصيدة يا مريمُ *** مضى زمنٌ وأنا أحلـُمُ

بأنْ أكتبَ اليومَ ما جاز لي *** وفخـْرُ الملاك هو النـّـَعَـمُ

نـَعَمْ قلتُ أنّي سأكتبها *** إذا أوعز السيّدُ المُلهِمُ

فليس سواكِ بمُستأهلٍ *** فـَدَتـْكِ القصيدة ُ والقلمُ

شهيدُ النبوّات يسبقني *** قروناً تجيءُ وتنصرمُ

ثمانية ٌ هِيَ في عُرْفِهِ *** سريعاً تمرّ وتـُستـَقدَمُ

وأيّامُ آحاز شاهدة ٌ *** وسابعُ أصْحاحِهِ مَعلـَمُ

ويا نِعْمَ ما قال مِنْ آيةٍ *** بها يُبتدى وبها يُختـَمُ

وكمْ منْ نبيٍّ حَذا حَذوَهُ *** وليس مِنَ القتل ما يَعصِمُ

أشِعياءُ مات على أملٍ *** لهُ الإنسُ صلّوا لهُ رنـّموا

سيحيا ولا ريبَ في خالق *** بهِ الحَيّ والمَيْتُ لا يُظلـَمُ

تنبّأ لكنـّهُ مُؤمِنٌ *** بأنّ النبوّة تـَستـَحْكـِمُ

بعذراءَ تحبَلُ بالمُـرتجى *** وعِمّانـُئـِيلُ هو القـَيّمُ

وجاء الملاكُ وفي قلبـِهِ *** سلامٌ وفي قولِهِ الأقوَمُ

فمِنْ قبْلِهِ اٌمتلأتْ نعمة ً *** وفي بَطـْنِها سَكـَنَ المُنعِمُ

هِيَ المصطفاة بلا دَنـَسٍ *** ولا ورثتْ ما جنى آدمُ

لأنّ اٌبنها طاهرٌ مِثـْـلها *** بذا يُتقِنُ الفهمَ مَنْ يَفهـَمُ

تجسّدَ مِنْ صُلبها كائِناً *** نقيّاً هنيئاً لمَنْ يعلمُ

ليشغـَلَ كرسيّ داودَ في *** يَهُوْذا وأورَشـَلِيمُ دَمُ

بأطفالها أمسِِ واليومَ لا *** يُكـَفّ النزيفُ بما يُؤلِمُ

على بيت لحْمَ سَمَتْ نجمة ٌ *** تضوءُ بها الشمسُ والأنجُمُ

يُقاسي المجوسُ خـُطىً نحْوها *** من الشرق أمّـُوا ولمْ يَوهَموا

تحارُ الملوكُ وتختصِمُ *** صروحُ الممالكِ تنهدمُ

يعـِزّ أمانٌ على أهلِهِ *** ويَغنـَمُ ذاك الذي يَسْـلـَمُ

وقد خان مملكة ً وعْـيُها *** بمُنـْـتـَظـَرٍ هُوَ ذا يَقـْدُمُ

بمقدمِهِ اٌنقسمتْ وغـوَتْ *** وتأريخها بات ينقسمُ

يُحاميهِ بارّ لهُ كـَأبٍ *** ويَستبعـِدُ الشّـكّ مَنْ يَرجُمُ

سعى لخطيبتِهِ واٌبنها *** بمِصْرَ لتنقضيَ الإزَمُ

فمِنْ مِصْرَ يُدعى اٌبنُ ربّ السّما *** وربّ الورى المَلِكُ الأعظمُ

سلاماً من القلب يا مريمُ *** عليكِ وقلبيَ يضطرمُ

بنار المحبّة منْ أصْـلِها *** فإنّ المحبّة لا تـُكتـَمُ

هي الكلماتُ مُخـَبّأة ٌ *** يقصّرُ لو ضمّها مُعْجَمُ

بكِ المُعجـِزاتُ اٌبتدتْ أوّلَاً *** بـِقانا الجليل سرى البَلسَمُ

ليصحوَ مَنْ غـَطّ في سَكـَرٍ *** وينجوَ مَنْ شـَحْمُهُ وَرَمُ

ويُبصِرَ أعمى البصيرة في *** زمانٍ مضى والفضا مُعْـتـِمُ

ويُلقيَ عُكـّازهُ مُقعَدٌ *** وينطقَ بالنـّعْمة الأبكمُ

أما أنتنـَتْ جُـثـّة ٌ في الثــّرى *** لـَعَازَرُ قامَ كما النـّوّمُ

وأيّ اٌفتخارٍ لمُفتخـِرٍ *** بغـَير الصّليب الذي يَصِمُ

وأيّ فداءٍ بدون دمٍ … وأيّ خـلاصٍ لمَنْ يندَمُ

لقد جادَ ربّ العبادِ بهِ *** بشخصٍ هو الأطهَرُ الأكرمُ

لأنّ الأنامَ بأقداسهمْ *** خطاة ٌ جميعاً بما قدّموا

فلا يُفتدى أحدٌ بسوى *** مثيلٍ لهُ إنـّما التوأمُ

من النـّفـْس والروح والعقل بلْ *** يَفي بالعلامة مَنْ يبصُمُ

فـبان الطريقُ وحان الهُدى *** وكان المسيح الذي يَخدِمُ

ومنْ شاءَ أنْ يُصطفى سيّداً *** يكـُنْ خادماً حولهُ خـَدَمُ

وكمْ خدمة أسدِيَتْ دونما *** مُقابلها وَهْو لا يلزمُ

مُبارَكـَة ٌ أنتِ يا مريمُ *** مُطوّبَة ُ الجيل والنـّغـَمُ

شفيعتـُهُ البـِكـْرُ مهما نما *** ومهما تجاهَلَ مُستـَلئِمُ

أجَبْتِ الحوائجَ من سائلٍ *** ولو لمْ يَسَلـْكِ ولو يَكظِمُ

ونجّيتِهِ مِنْ عيون العِدى *** وساح الوغى والرّدى مُفحِمُ

فصاغ لكِ الشـِّعْرَ لمْ يُلقِهِ *** أقلّ من الشّأن ما ينظِمُ

تغارُ الحبيبة لو عَلِمَتْ *** مِنِ اٌمرأةٍ رَاحَ يستـَـلـْهـِمُ

وأمّا عليكِ فلا إنـّما *** تمنـّتْ مع النـّظـْم لو يَرسُمُ

بصورتـِكِ اٌمتلأ البيتُ مِنْ *** ضياءٍ ومنْ دُونِها يُظلِمُ

وفي يدِكِ الطـِّفـْـلُ مَنْ ذا يرى *** ولا يتبارَكُ بلْ يَنـْعَمُ

بما بَذلَ الإبنُ من أجْـلِهِ *** فطـُرّاً تـُسَبـّحُهُ الأمَمُ

مُجاهِدة ٌ أنتِ يا مريمُ *** مكابدة ُ الحُزن لا تسأمُ

بحُريّةٍ قلتِ يوماً بلى *** أنا أمَة الرّبّ والمَوسِمُ

وحُريّة المرأة اٌستـُهدِفتْ *** ومِنْ جنسِكِ اليومَ مَنْ تـُعدَمُ

على عَجَلٍ أو ببطءٍ فما *** سواكِ بمطلبها أعْـلـَمُ

أغـِيثي التي ترتجي مخرجاً *** من البؤس فالمرء لا يَرحَمُ

وبين الرّجال اٌنزوتْ طيْبة ٌ *** ولكنّ بعضـَهُمُ مُجرمُ

يـُجافي المساواة َ قاموسُهُ *** على أنـّهُ الخصمُ والحَكـَمُ

وأنّ على الزّوج حَمْـلَ الْأذى *** إلى أبد الدّهر تستسـلِمُ

سيأتي بعونِكِ يا مريمُ *** زمانٌ لنصْـرتها يُحسَمُ

وأنّ الأنوثة قوّامة ٌ *** وعنفَ الرجولة ينهزمُ

بعقـلٍ يزيّنُ مجتمعاً *** يميّزُ عدلَاً ولا يُرغِمُ

ليرجعَ حقّ إلى دارهِ *** وينكسرَ القيْدُ لا المِعصَمُ

_____________________


* تنويه: أجيز لجميع الكنائس ترنيم أيّ مقطع منها لمجد ربّ المجد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سمفونيّة مريم العذراء
T. khoury ( 2009 / 10 / 12 - 01:28 )
عزيزي رياض.

انت شاعرا كبيرا. قصيدتك هي رائعة. لقد استمتعت حقا بالانسجام في قصيدتك.

مع أطيب التحيات

أنا قمت بتحرير هذا النص من خلال مترجم الإنجليزيةـالعربية الالي.


2 - ليتمجّد اسم الرب
جورجيت ( 2009 / 10 / 12 - 11:45 )
باركك الرب وامنا العذراء مريم على هذه السمفونية الرائعة لقد قراْتها مرارا- وفي كل مرّة اراها اروع واجمل لقد شملت ايات كثيرة من الكتاب المقدس..نشكر الرب على الهامك وادبك وايمانك ولتحفظك العذراء مريم وتسدد خطاك دائما- وابدا-.. امين


3 - أجمل ما قرأت في حياتي
Sonitta ( 2009 / 10 / 12 - 13:42 )
سيدي رياض: لم أقرأ أعظم وأجمل من هذه القصيدة في حياتي ..عظيمة وعميقة المعنى ..تمنيت لو أنني أملك صوتاً جميلاً لأغنيها ..مباركة هي كتاباتك دوماً. شكراً


4 - شكر وتقدير
رياض الحبيّب ( 2009 / 10 / 12 - 20:10 )
أتقدم في البداية بجزيل الشكر لأسرة الحوار المتمدن على تعب محبتها- مع محبتي وفائق التقدير
______________

الأحبّاء ت. خوري وجورجيت وسونيتا
سلام ربّ المجد ونعمته، تشرفت بالمرور والإهتمام وشكراً على كلمات الإطراء إنها فوق ما أستحق بكثير. والربّ وسيدتنا العذراء معكم معكن دائماً يحفظانكم وعوائلكم وأوطانكم بوافر النـِّعم والبركات- آمين مع محبتي وفائق التقدير


5 - من اروع القصائد
زهير ( 2009 / 10 / 12 - 20:40 )
مع انها رائعة من الروائع الا انها تبقى اقل ما يمكن تقديمه للسيدة العذراء المباركة البتول سلمت يداك الاستاذ الحبيب


6 - سيمفونية رائعة من كاتب قلمه رائع
ج ح ( 2009 / 10 / 14 - 01:30 )
أستاذ رياض أنت فخر وعزٌ.. وقلمك الباهر المبارك هو رائع في أي مجال تكتبه واليوم في هذه السيمفونية لأم ربنا يسوع((( التي نقلتها إلى دفتري الخاص ))))تصلح لأن تكون ترنيمة تُنشد في أعظم كنيسة في العالم
أستاذ رياض سلمَ قلمك وسلُمت أفكارك المعطاءة

اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان