الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة تأجيل -غولدستون-

مجدي شندي

2009 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ما معنى أن يشكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد قبل الماضي لجنة للتحقيق في ملابسات مطالبة السلطة التي يترأسها بتأجيل التصويت على تبني تقرير غولدستون رئيس لجنة التحقيق الدولية في العدوان على غزة؟ هل يعني أن السلطة مخترفة أو أن فيها من يتمتع بصلاحيات تمكنه من اتخاذ قرار خطير كهذا بمعزل عن دوائر صنع القرار المعتادة ؟ ولماذا تبنت السلطة في البداية المطالبة بتأجيل وخرج نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني على إحدى الفضائيات يبرر ويشرح ويتعذر بأن أصدقاء تقليديين للعرب بينهم الصين وروسيا لم يكونوا في صف التقرير وأن هناك حاجة إلى وقت لإقناع هؤلاء الأصدقاء بالتصويت لصالح التقرير معتبرا ذلك خدمة للقضية. وإذا كانت كل الفصائل بما فيها حركة فتح التي تنتمي اليها السلطة فد نددت بالمطالبة بتأجيل التصويت واعتبرت الخطوة خيانة لدم الشهداء , وتقديم طوق نجاة لمجرمي الحرب الإسرائيليين كي يفلتوا بجرائمهم , وتضييع فرصة نادرةقد لاتسنح مرة ثانية لجر هؤلاء المجرمين إلى العدالة الدولية , فمن إذن ذلك الشبح الذي اتخذ القرار بمعزل عن مؤسسات صنع القرار المعتادة , بالطبع فإن أبو مازن في النهاية ليس استثناء من قاعدة الزعامات العربية التي تتسم بصفتين .. أولاهما الرغبة في البقاء على الكراسي حتى ينتزعهم ملك الموت رغم أن دساتير غالبية الدول تتحدث عن تداول السلطة والديمقراطية , وثانيهما عدم إعلان الحقيقة أبدا والاستماته في التمويه والإخفاء والمخاتلة وخداع الشعوب , مع أن كثيرين كانوا يراهنون على أن الحالتين الفلسطينية واللبنانية قد نضجتا بشكل يجعلهما أكبر من الانسياق خلف الحال العربي العام والانضواء تحته .. والمبرر أن السلطة في الأولى لم تحكم قبضتها بعد على الوطن , وظلت حتى اللحظة مجرد تشكيل من حركات تحرر , وفي الثانية تركيبة لبنان الطائفية والمذهبية التي تمنع الاستبداد وتجعل الاحتكام إلى التداول هو الحل الوحيد لاستمرار الدولة موحدة.
وبعيدا عن الصخب الذي يدور فإن الرواية المتداولة التي تم تجميعها من عدة مصادر تشير إلى أن ماحدث لم يخرج عن التالي : حتى ظهر الخميس (أول أكتوبر) كان كل شيء على مايرام في مجلس حقوق الانسان فالدبلوماسية العربية والاسلامية تمكنت من حشد أصوات 33 دولة من إجمالي 47 دولة ممثلة في المجلس , وهو ما يعني تبني المجلس لتقرير غولدستون (خلال التصويت الذي كان مقررا في اليوم التالي) ومن ثم إحالته إلى الأمم المتحدة التي سترفعه بدورها إلى مجلس الأمن , وكان هناك إحساس فلسطيني عام بأن الطرف الفلسطيني على وشك حيازة ورقة ضغط نادرة , خاصة بعد أن حظيت بالإهمال اتصالات إسرائيلية وأميركية برئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض تهدد صراحة بقطع كافة المساعدات الأميركية للسلطة وكذلك توقف إسرائيل عن دفع عائدات الضرائب التي تجمعها من الفلسطينيين وتعتمد عليها السلطة في دفع رواتب موظفيها , إلا أن زيارة قام بها القنصل الأميركي العام في القدس جاكوب ويلز للرئيس ابو مازن عكست الصورة فقد حمل ويلز تهديدا صريحا من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مفاده أن واشنطن لن تستطيع الاستمرار في الجهود التي تبذلها للمضي في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي , وربما لن تلتزم بالمساعدات المالية التي تدفعها للسلطة إذا لم تقم الأخيرة فورا بطلب تأجيل مناقشة التقرير والتصويت عليه , وقبيل مغادرة ويلز لمبنى المقاطعة اتصل أبو مازن برقم في جنيف يخص إبراهيم خريشة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان طالبا منه تقديم طلب للمجلس بتأجيل التصويت على التقرير , لم يقتنع خريشه وبدا مندهشا من الطلب , ومتخوفا من أن يكون الاتصال الذي تلقاه يحمل خدعة ما أو أن جهة مخابراتية دخلت على الخط وجاءت بمن يقلد صوت الرئيس الفلسطيني ويجعل الرقم الخاص للرئيس يظهر على هاتفه , فطلب إرسال أمر مكتوب بهذا الشأن , وفي لحظات كان لديه هذا الأمر كتابيا.
أخيرا فإن صلب هذه الرواية إسرائيلي المنشأ , ولا حيلة لمعرفة الحقيقة إلا اللجوء لإسرائيل ورواياتها , لأنه ليس هناك مصدر معلوماتي ولا مسؤول موثوق يدلي بمعلومات بلغة عربية , ومن ثم أتمنى أن تكون خطأ أو محض خيال.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10 سنوات من الحرب.. أطفال اليمن، أجيال مهددة بالضياع!


.. ماكرون يقامر بانتخابات مبكرة... هل يتكرر سيناريو ديغول أم شي




.. فرنسا: متى حُلّت الجمعية الوطنية في تاريخ الجمهورية الخامسة


.. مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته | #الظهيرة




.. هزة داخلية إسرائيلية.. وحراك أميركي لتحقيق الهدنة | #الظهيرة