الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيو الخارج ليسوا ورقة للنقاش

طارق الحارس

2009 / 10 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الانتخابات البرلمانية الأولى قطعت مسافة 1600 كيلو مترا ذهابا وايابا من مدينة أدلايد التي أعيش فيها الى مدينة ملبورن التي أقيمت فيها الانتخابات.شعرت باحساس غريب يومها . الاحساس الغريب تمثل في الفرح الكبير الذي غمر قلبي وفي الوقت ذاته كان للحزن موقعه في القلب ذاته . الفرح مبرره أنها المرة الأولى التي أضع فيها ورقة انتخابية بحرية كاملة ، أما الحزن فلأنني تجاوزت الأربعين عاما حتى أحصل على هذه الحرية .
كان يوما كبيرا .. يوما رائعا بمعنى الكلمة .. احتفلت وصديقي الدكتور حمودي الدايني الذي رافقني في هذه الرحلة .. تحدثنا في هذه الليلة عن المواطن الاسترالي الذي يكسب حريته منذ نعومة أظافره ، لكننا شعرنا يومها بالفرح بالرغم من تأخر نيل هذه الحرية لسنوات طويلة .
أما في الانتخابات الثانية فقد كان فرحي أكبر ، إذ لم تقتصر مشاركتي في الانتخابات بوضع ورقة الانتخاب حسب ، بل لأنني كنت ضمن اللجنة التي أشرفت على ادارة العملية الانتخابية بعد أن قررت اللجنة العليا للانتخابات اقامتها في ولاية جنوب استراليا .
سقت هذه المقدمة التي وصفت فيها مشاعري يوم الانتخابات وأنا على يقين تام أن ملايين العراقيين من المقيمين خارج العراق عاشوا المشاعر نفسها ، بل أن العديد منهم قطع مسافات أطول من المسافة التي قطعتها من أجل أن يحصل على هذه الفرصة .
سقت هذه المقدمة بعد أن شاهدت النقاش الذي دار بين أعضاء البرلمان العراقي عبر الفضائية العراقية والذي تناول موضوع مشاركة أبناء العراق في المهجر في الانتخابات القادمة من عدمها .
هذا النقاش أصابني بالذهول .. هل حقا أن ممثلي الشعب يناقشون قضية مشاركتنا في الانتخابات من عدمها ، أو الأدق : هل يحق لهم مناقشة هذا الأمر .. هل يحق لهم مصادرة حرية حصلنا عليها بعد انتظار طويل وتضحيات كبيرة ؟
المبررات التي طرحها بعض النواب المعارضين لمشاركتنا في الانتخابات أصابتني بذهول أكثر ، إذ أن بعضهم تحجج بصعوبة الاجراءات الادارية مع أن المفوضية العليا للانتخابات أعلنت أكثر من مرة استعدادها التام لاجراء انتخابات الخارج ، وبعضهم تحجج بالتكلفة المادية وهذا الأمر أذهلني جدا فهل من المعقول أن يبخل أعضاء البرلمان علينا ببضعة ملايين من الدولارات لا تقارن مطلقا برواتبهم ورواتب حمايتهم وامتيازاتهم الأخرى، أما بعضهم الآخر فقد طرح رأيا غريبا وهو أن لا جدوى من انتخابات الخارج لأنها لا تقدم ولا تؤخر في نتائج الانتخابات متناسيا أن ملايين خمسة من أبناء العراق يقيمون في الخارج .
نحن نعتقد أن جميع المبررات التي طرحت في قبة البرلمان غير منطقية ، بل نجزم أن وراءها بعض الدوافع السياسية ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فأننا نعتقد أنه ليس من حق أعضاء البرلمان حرمان أي عراقي من حق ضمنه له الدستور العراقي .
أخيرا نقول لأعضاء البرلمان : قضية مشاركتنا في الانتخابات القادمة ليست ورقة للنقاش أيها السادة الأفاضل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبب واضح ومعروف
البراق ( 2009 / 10 / 12 - 15:15 )
اخي الكريم ان السبب واضح ومعروف هؤلاء الجهلة والذين يدعون تمثيلهم لنا زورا وبهتانا يعرفون توجهات العراقيين في الخارج وانتماء غالبيتهم للتيار اللبرالي والعلماني ولهذا يقاتلون من اجل حرمانهم من التصويت بالرغم من ان ذلك مخالف للدستور هذا الدستور الذي لم يتمكنوا من تعديله كما ثبت بالدستور نفسه من اجل ابقاء نقاط الخلاف دون حل ليتمكنوا من تأجيج الصراعات كلما رغبوا في ذلك . سيصوت العراقيون اينما كانو رغما على انوف الرافضين والدستور هو الحكم بيننا


2 - لايجوز دستوريا
هاشم كريم ( 2009 / 10 / 13 - 01:24 )
على الرغم من إني لا اجد في هذا (الطنبور) العراقي أهمية إلا أنه وضع لكل عراقي حقوق في الانتخاب والترشح. اما أنك قد حصلت على حريتك- أخي الفاضل- في مشاركتك بالانتخابات الهزلية السابقة على أساس القائمة المغلقة فأنت مخطيء حقيقة كانت انتخابات لجلب أبشع الشخصيات - جلها- المناوئة لتطلعات الشعب وأنت تدرك ذلك تماما. اما الآن فهم يحاولون كبت أسلوب القائمة المفتوحة بشتى السبل لكن هيهات هيهات فالشعب يريدها ربما تسفر الانتخابات القادمة إذا كانت حرة ونزيهة عن بعض حريتك في زمن الاحتلال الاميركي القذر ربما لننتظر.. بس.

اخر الافلام

.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة