الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء الجوامع في بلداتنا ... وعودة ثانية الى الظروف الموضوعية والذاتية

فاضل رمو

2009 / 10 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في مقالة لي نشرتها قبل ايام قلائل تحت عنوان ((المؤتمر الشعبي الثاني .. الفرصة التأريخية في ظل الظروف الموضوعية والذاتية الراهنة)) ، تحدثت من خلالها حول مجريات المرحلة الراهنة ونضج الظروف الموضوعية لها واهمية تهيئة وترتيب العامل الذاتي في ما يخص قوى شعبنا القومية السياسية والثقافية والاجتماعية وحتى مؤسساته الدينية من اجل التفاعل مع هذه التطورات الجارية والمنعطف الذي يمر به ما تبقى لنا من وجود قومي وديني في ارضنا التأريخية ، وها هي يومان فقط لكي يظهر لنا وعلى صفحات عنكاوا كوم خبر لمطاليب ببناء جامع في بلدة كرمليس الابية وبغديدا العزيزة ، لاتباع أهل البيت ، حقيقة انا اقترح عليهم تحويل مزار قديسة بربارة الى جامع بدلا عن مصاريف البناء!! ، وتكلمت ايضا في مقالتي السابقة حول ضعف العامل الذاتي وتراجعه عند البعض مما يؤدي بهم الى عدم ادراك النضج الحاصل في الظروف الموضوعية والتي تبشر حقيقة بأقتراب الفرصة التاريخية ، حيث عندها ستضيع تلك الفرصة وتحدث خسارة كبيرة يتضاعف عندها مقدار الخسارة الموجودة اصلا ، فقد بيّنت بأن ما يدفع العامل الذاتي لكي يتطور طرديا مع التطورات الحاصلة في الظروف الموضوعية ، هو هاجس معين يدرب وينمي الظروف الذاتية ويؤهلها لكي تتناغم مع تطورات المرحلة ونضجها ، ومقدار ما كان هذا الهاجس حقيقيا مقدار ما سيكون العامل الذاتي لدينا مؤهلا للتفاعل الايجابي مع التطورات الحاصلة في الظروف الموضوعية ، وهذا كله يتطلب رؤية عميقة للواقع ومسبباته الحقيقية ، بينما التبعثر الحاصل في الوضع الذاتي والتشويش الناتج عنه سيعمي البصيرة ويمنع الرؤية ، بالاضافة الى التباين الموجود أصلا في تحديد هذا الهاجس أو الدافع الذاتي ما بين المتصدين لمسؤوليات تحقيق طموحات شعبنا .
سنأتي الى موضوعي المهم ، الا وهو مسألة بناء الجوامع في بلداتنا ، فأنا لا اتفق مع ناقل الخبر في كون بناء الجوامع في بلداتنا بحد ذاته ليس مشكلة ، كما يقول الاخ ناقل الخبر او معدّه ، حيث الاخ ناشر هذا الخبر يوضح بأن المشكلة لديه بانهم يطالبون ببناء هذه الجوامع بينما حسب أدعاءه ليس هنالك مسلمون في هذه البلدات ، فأنا اقول ليس المهم هناك مسلمون ام لا في تلك البلدات ، فمن السهولة ان يكون وان لم يكن اليوم فغدا سيكون هنالك مسلون ، بينما المشكلة هي محاولاتهم بفرض وصايتهم على هوية ارضنا بعد ان فرضوا هويتهم على العراق كله ، فقبل مدة ( أكثر من سنة أو احتمال سنتين ) رفع طلب من اجل بناء جامع للشبك القاطنين كرمليس ، فوضع شرط في حينها بأن ينفذ طلبهم ما لم يرفع طلب آخر برفض الطلب الاول من قبل 300 شخص مسيحي كرمليسي ، وهكذا تم رفض الطلب الاول في بناء الجامع ، ولكن هل توقفت المحاولات ، مكشوفة او خلف الكواليس ، في تغيير ديمغرافية ما تبقى لنا من ارض ؟؟ أليس هذا كافي ليكون الهاجس الاساس في تحريك ودفع عواملنا الذاتية من اجل ترتيب نفسها وتغيير مواقفها ؟؟ أليست المنطقة الجغرافية التي تشمل بلدات بغديدا وكرملش وبرطلة ، من أكبر مناطق شعبنا مساحة ؟ أليس من الضروري تكريس أسم قومي وتأريخي لهذه المنطقة بدلا من أسمي قرقوش والحمدانية الغريبين على هويتنا وأنتماءنا قوميا ودينيا ؟ لقد اقاموا الدنيا واقعدوها لمجرد حرف ( واو ) في تسميتنا الفي دستور اقليم كوردستان العراق ، وتفتقت قريحة من يصف نفسه بناشط قومي أو سياسي في الحقل القومي ، في التفلسف من أجل اثبات وجود صفة قومية لطائفة ما، كأنما هذا هو مفتاح الحل ، بينما في كل المفاهيم السياسية هنالك أجماع على أن ترتيب الوضع الداخلي والتوافق على النقاط المشتركة لاي فئة تتعرض لنفس الاحداث ، أي أن ظروفها الموضوعية واحدة ، هو السبيل من أجل الارتقاء الى مستوى التعامل الايجابي مع التغيرات الحاصلة في الظروف الموضوعية سلبا أو ايجابا ، فوجودنا كشعب حي يتعرض لتحديات خطيرة ، ويحب أن يولي اصحاب الشأن هذه التحديات جل أهتمامهم .
لذلك فالحل هو بالاتفاق حول هاجس واحد يتحدى أستمرارنا كشعب حي ، الذي هو الاخر يقترن بوجودنا على ارضنا التأريخية ، فبأختفاء هويتنا القومية والتأريخية والحضارية والثقافية ، على ارضنا في بيث نهرين ، سيعني أختفاء وجودنا كقومية وشعب حي ، حتى وان تواجد مليون كلداني أو آشوري أو سرياني في واشنطن العاصمة نفسها ، هذا أن كنا صادقين في رغبتنا بأستمرارية وجودنا القومي ، وهنا أقصد نحن تيار القوى السياسية والهيئات القومية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، فكلامي هذا موجّه لهذه التشكيلات لكونها قد وضعت نفسها في موقف المسؤول والمهتم بشأن شعبنا سياسشيا او أجتماعيا او ثقافيا او حتى دينيا ، فالاحداث المريرة التي مازالت تتوالى على شعبنا من عمليات أختطاف وقتل وأغتيالات الى يومنا هذا على الرغم من أنتهاء الاعمال الارهابية والعنف بالصيغة التي كانت موجودة في أعوام( 2005 ، 2006 و 2007 ) ، وكذلك المؤامرات من أجل ازالة الهوية القومية لارضنا التأريخية ، هذه كلها يجب أن تعتبر المحرّك الاول والاوحد لمواقفنا كأحزاب سياسية وتيّارات أخرى ( ثقافية ، اجتماعية ودينية ) ، فحقيقة الامر هنالك من لايرغب بنا هنا في العراق ، على الرغم من كونهم لا يستطيعون الافصاح عن رغباتهم هذه ، لذلك فعلينا ان ندرك طبيعة ما يحيط بنا من ظروف ، سلبية فنتوحد من أجل صدها ، وايجابية فنتوحد من أجل اغتنامها ، وهنا أكرر ايضا ، هذا أن كانت لنا مصداقية في تبني المطالبة بحقوق شعبنا واعتبار انفسنا مسؤولين عن هذا الشعب في تحديد مصيره .
الرابط الذي يحمل مقالتي المذكورة في السطر الاول ((http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=187696))
الرابط الذي يحمل الخبر موضوع هذه المقالة ((http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=356094.0))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات