الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية والإسلام السياسي

خالد عيسى طه

2009 / 10 / 13
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


كنا نسمع عن تجربة الإسلام السياسي و الدول ذات الحكم الإسلامي

ويتكون انطباع مرعب لدينا وكنا نخشى من يوم يأتي على العراق يكون

الحكم فيه إسلامياً...كان هذا الرأي نتيجة ما كنا نراه ونسمعه من تجربة

الحكم الإسلامي في الجمهورية الإيرانية الإسلامية معاناة المرأة في ظلها

من فرض الحجاب على المرأة المسلمة وغير المسلمة في إيران أو عقوبة

الجلد لمن ترفض أو تخل في تطبيقه وما إلى ذلك من سلب حقوقها، وكذلك

نظام الحكم الملكي في المملكة العربية السعودية والذي يعتقد بوصايته

وقيادته للعالم الإسلامي لنرى تلك الهيئة الشهيرة هيئة الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر وتطبيق هذه النظرية من وجهة نظر مجموعة وليس

الشعب الذي انتقدها في الدراما والصحافة السعودية...وأخيراً تجربة طالبان

الظلامية المختلفة في أفغانستان .



كنا ننظر لهذه الممارسات باستهجان وننعتهم بالتزمت والجهل والعنف

والتطرف في تطبيق الإسلام وخاصة في مجال التعامل مع المرأة وأنهم

يقدمون صورة سيئة عن الإسلام وعنهم كجهة سياسية لم تكسب غير


استعداء العالم ، كنا نتعوذ أن يتكرر هذا النموذج في العراق ولكن وللأسف

بعد سقوط النظام السابق وجدنا النماذج التي ذكرتها في كل شارع ومدينة

في العراق باستثناء إقليم كردستان العراق، إما الحجاب أو الجلد وهيئة

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حالتان لم تأت بها دكتاتورية القائد

الضرورة وأحادية الحزب الواحد (مع أن النظام أضفى في سنواته الأخيرة

صفة الإسلام على نفسه من خلال ما سماها بالحملة الإيمانية ) ولكن جاء

بها الإسلام السياسي في العراق الذي ينقسم إلى طرفين أو ندين في كل

شيء كالخلاف على الماضي البعيد أو أمور لا تنفع ، والجدال فيها لا يخدم

المجتمع أو ينشر الفضيلة أو يؤسس للمدينة الفاضلة التي يتطلعون إليها في

أدبياتهم، طرفان ندان انكبوا على أرض الواقع إلى أحقاد وخوف من الآخر

ودماء بلا ثمن، وأغلبهم في مثل هذه الأمور يختلفون .......... ويختلفون

............ ولكن في شيء .......... واحد يتقون ويتفقون وتصبح الثنائية

واحد ....... والتضاد تناظر ........ والتنافر تقارب، إنها المرأة .......

والمرأة العراقية كجزء من هذا المجتمع تعاني من الآثار السلبية للطائفية

التي أينعت وأثمرت في ظل الإسلام السياسي في العراق ، ولكن هذه

المعاناة تتضاعف عندما تعيش المرأة العراقية وهي مطاردة وخائفة إذا لم


ترتد الحجاب الذي يحدد نوعه في أغلب الأحيان إلى درجة فرض الحجاب

الذي يشير إلى الطائفة وفرضه بالترغيب والترهيب في مجتمع تتلاطم فيه

أمواج الدماء تحت مسميات مختلفة لتبرير القتل ، تعيش المرأة العراقية

وفي كل شارع ومدينة يطاردها شبح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر( وهي هيئات مدججة بالأسلحة )وقد اتفق كلا طرفين الندين على

تنفيذها ضد المرأة العراقية خروجها بالجلباب الإسلامي من ضرورات

الخروج في أغلب الأحيان بل ويمتد الأمر إلى منع طلاء الأظافر وارتداء

الخواتم وفي بعض المناطق حاولوا فرض النقاب والكثير الكثير من

الممارسات التعسفية أغربها فرض ارتداء الجوارب السميكة على النساء

البصريات رغم ارتدائهن الجلباب الإسلامي وفي حال ارتدت جوارب

خفيفة فإنها ستتعرض للجلد ، وكأن الإسلام لا تظهر ملامحه إلا في حجاب

المرأة وهذا بحد ذاته اختزال خطير للإسلام الحقيقي.





رغم تنافر الأحزاب الإسلامية في البصرة إلى حد استخدام العنف وتبادل

الاتهامات فيما يخص المصالح السياسية والاقتصادية إلا أنهم يتفقون على

جوارب البصريات ........ اعتقد أن لهم حكمة في ذلك يبدو أن عقولنا

ليست بمستوى استيعابها ...! ولكن كيف توصل الندان الإسلاميات إلى أن

هذه لا ترتدي الجواريب السميكة وتلك أظافرها ملونة والأخرى حجابها

باطل لأنها لا ترتدي الجلباب الإسلامي ..... لا أجد تفسير لهذه العيون

الإسلامية الثاقبة إلا النظرة الأولى مسموحة والتي قد تطول ليصلوا إلى

هذه النتائج هكذا يقيم أغلب الإسلاميين في العراق.





المرأة العراقية على أرض الواقع وهو عكس ما نسمع في خطبهم ولقاءاتهم

الصحفية والتلفزيونية ......... هكذا تختصر هده المرأة الصابرة .....

المكابدة ..... المتحدية،فهي زوجة الشهيد التي في أغلب الأحيان كرست

شبابها لأولادها وزوجة الأسير التي بقيت تنتظر عودة الغائب وقد أحنت

ظهرها على أطفالها ......... المرأة العراقية هي التي شغلت المستشفيات

والمدارس والمصانع عندما كان الرجال على الجبهات في حروب خاضها

النظام وهي المرأة التي تحملت وطأة ....... الحصار وخففت من أعبائه عن

كاهل الرجل وكذلك هذا الظرف العصيب الذي يعيشه كل أفراد المجتمع

العراقي ويضاعف ثقله على المرأة العراقية، لقد نسي الإسلاميون في

العراق هذه الصور ووضعوا مقاييس للمرأة ولا تخدمهم هم أيضاً على


المدى القريب والبعيد ، خصوصاً أن نسبة النساء العراقيات تصل إلى63%

من المجتمع العراقي والوصول إلى السلطة سيكون في يوم ما من خلال

هذه النسبة العالية وهذا ينطبق على كل من يريد العمل في العراق

السياسي.




تساؤل يطرح نفسه : أليس الأهم أن يكون الإسلاميون عوناً لمليون أرملة

عراقية ...؟؟ إذ ترمل مئة امرأة يومياً حسب إحصاءات الأمم المتحدة ،

أرامل خلفهن ما متوسطه أربعة ملايين يتيم، أليست الفضيلة في مساعدة

زوجة المعوق التي في أحيان كثيرة هي المعيل للأسرة أم أن الفضيلة في

فرض النقاب على المرأة في بعض المدن وليس الفضيلة في إعانة أمهات

وزوجات الآلاف المعتقلين في السجون العراقية والأمريكية ....؟! ، أنظروا

إلى هذا الجانب فهو أهم وأكثر نفعاً لكل الأطراف ...... فجراح العراقيين لا

يضمده متر من القماش لحجاب الشعر..... وطلاء الأظافر الأحمر لن يحقن

دماء العراقيين ...... والنقاب لن يخيف الإرهاب ومن وراءه ليترك

بلدنا ....... والجوارب السميكة لن تؤسس لعراق ديمقراطي أكثر استقراراً

وأمناً والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يطبقونه على المرأة فقط

لن يوصلهم إلى المدينة الفاضلة المستنسخة عن تجارب الآخرين ...... أنتم

ونحن لسنا في السعودية أو في إيران ........ ولا نريدكم أن تختلفوا في كل

شيء وتتفقوا فقط على ممارساتكم تجاه المرأة كما كانت طالبان ، نريد

العراق بلداً للكل تصان فيه حرية وكرامة الفرد و هذا الشيء كفيل أيضاً

باحترام الدين الإسلامي أما الممارسات التي يقوم بها الدين الإسلام السياسي

فهي لا تخدم بقدر ما تضر وعلى المديين القريب و البعيد ..... وأخيراً فإن

فهمكم لمسألة القوامة التي تنطلقون منها في أحكامكم و ممارساتكم تجاه

المرأة ليس لها أي صلت بالأحكام والتشريعات القرآنية .... فالقوامة التي

جاء بها القرآن الكريم أكثر صعوبة من أن تفهم حسب تفسيركم لها.




أبو خلود









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناشطة الاجتماعية سينتيا الهيبة


.. -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور




.. المحامية سيرين البعلبكي


.. مشاركة المرأة في القيادة ـ النساء في البلديات محور ورشة عمل




.. ورئيسة اللجنة العلمية بالاتحاد العام للأطباء البيطريين التون