الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 10 / 14
السياسة والعلاقات الدولية


يبدو خلال الأسابيع الأخيرة؛ أن هناك نوع من الحراك السياسي غير المسبوق؛ بين سوريا و السعودية؛ الدولتان اللتان تنافستا؛ و أفسدتا عبر تنافسهما الكثير من قضايا المنطقة؛ من لبنان إلى فلسطين... و يحمل هذا الحراك بين طياته الكثير من الدلالات الإيجابية ؛ التي يبدو أنها تبشر بمستقبل أفضل في المنطقة ؛ طبعا إذا نجح الحوار بين الغريمين .
و لعل أول الملفات التي ستتأثر إيجابا بنجاح هذا الحوار؛ الملف اللبناني؛ فهناك حكومة مؤجلة لشهور؛ و هناك رئيس وزراء مكلف؛ فاقد للبوصلة؛ و لا يستطيع توجيه المركب في أي اتجاه. و يبدو أن هناك الكثير من التأثير السوري- السعودي على هذا التأجيل ؛ لأن القرار السياسي اللبناني يرتهن للخارج أكثر مما يمتلك حرية المبادرة .
و لعل الأيام القادمة ؛ ستحمل الكثير من الأخبار السارة للبنانيين ؛ الذين سيستقبلون حكومتهم الجديدة في أقرب وقت ؛ لأن أولى الموضوعات التي كانت مطروحة على طاولة النقاش ؛ كان الملف اللبناني ؛ و لا يمكن أن يتحقق أي توافق سوري-سعودي حول ملفات أخرى ؛ من دون الحسم في هذا الملف الشائك ؛ الذي يؤثر سلبا على قضايا أخرى في المنطقة .
لكن القضية الأهم التي ننتظرها بشغف كبير ؛ هي قضية الوساطة السورية ؛ التي يجب أن تبدأ في تدشين حوار شيعي - سني بين القطبين الرئيسيين في المنطقة ( السعودية – إيران ) ؛ ومن شأن تدشين هذا الحوار أن يحل طلاسم الكثير من الملفات السياسية الشائكة في المنطقة ؛ الأمر الذي بإمكانه أن يفشل المساعي الأمريكية – الإسرائيلية ؛ في خلق توتر مذهبي في المنطقة ؛ تجني إسرائيل أرباحه استراتيجيا .
كما إنه من شأن تدشين هذا الحوار ؛ تحقيق تقارب بين مجموع دول المنطقة ؛ و على الخصوص المحور العربي – الإسلامي ؛ حول القضايا المصيرية التي تهم شعوبها ؛ و على رأسها تجنيب المنطقة حربا جديدة ؛ يمكن أن تقودها إسرائيل بضوء اخضر أمريكي على إيران ؛ بدعوى التهديد النووي ؛ هذه الحرب التي ستكون دول الخليج العربي أول ضحاياها ؛ على المدى القريب و البعيد ؛ فعلى المدى القريب ستكون دول الخليج شريكا في الحرب بشكل غير مباشر ؛ و بالتالي ستكون في مرمى الصواريخ الإيرانية ؛ و على المدى البعيد ستسعى إسرائيل إلى الاستفراد بالهيمنة الإستراتيجية على المنطقة ؛ في غياب منافس استراتيجي حقيقي مثل إيران .
كما إن القضية الفلسطينية ستستفيد من دون شك من هذا التقارب السوري- السعودي ؛ و ذلك يمر عبر ضغط كل طرف على حلفائه ؛ من أجل تدشين حوار فلسطيني داخلي ؛ يعود بالقضية الفلسطينية إلى سكتها ؛ بعدما زاغت عنها ؛ و ذلك عبر الضغط من أجل إنهاء الانقسام بين الضفة و غزة ؛ مع العودة إلى الاحتكام للقانون في حل جميع المنازعات؛ و الاحتكام لصناديق الاقتراع في حيازة شرعية القيادة.
و هذه كلها أهداف عاجلة؛ يجب تحقيقها في الأمد القريب؛ خصوصا و أن هذا التقارب بين المحورين الفاعلين في المنطقة؛ يتزامن مع انتخابات رئاسية و تشريعية في الأراضي الفلسطينية؛ و التي يمر التوافق حولها عبر إنهاء الانقسام و توحيد الصف؛ و عودة الشرعية للمؤسسات.
و لعلها الخطوة الوحيدة ؛ التي يمكنها أن تقوي المفاوض الفلسطيني ؛ في مواجهته لعدو صهيوني يميني متطرف ؛ لا يسعى إلى تحيق أية نتيجة ؛ سوى ربح الوقت لإنهاء القضية عبر التقادم ؛ مستغلا الصراعات الداخلية بين الإخوة الأعداء ؛ التي تخدم أجندته السياسية داخليا و خارجيا .
كلها قضايا شائكة تعيش على إيقاعاتها المنطقة ؛ و من المفروض أن يكون زعيما البلدين قد تطرقا إليها بالكثير من الروية و الحكمة ؛ و إذا تحقق التوافق بين المحورين السوري- السعودي حول إيجاد حلول لهذه القضايا ؛ فإن الأيام القادمة ستحمل بشائر الخير للمنطقة بأكملها ؛ و هذا ما تتمناه الشعوب العربية و الإسلامية .
بقي أن نؤكد على تشجيع هذا الحوار ؛ من طرف الفاعلين السياسيين و الاقتصاديين و الثقافيين و الدينيين في المنطقة ؛ لأن نجاح هذا الحوار في الأخير هو نجاح للقضايا العربية و الإسلامية ؛ خصوصا و أن سوريا نسجت في سنوات الضغط الأخيرة علاقات متينة مع حليفين استراتيجيين في المنطقة ؛ هما إيران و تركيا ؛ و من المفروض –إذا نجح الحوار – أن تكون حلقة الوصل بين حلف الاعتدال ؛ الذي تقوده السعودية ؛ و حلف الممانعة ألذي تقوده إيران .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه