الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفشل والسحل

رشيد كرمه

2009 / 10 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد مرور أكثر من ست سنوات على هزيمة حزب البعث العربي الإشتراكي وقائده من العراق والذي إنتهى بتدخل عسكري خارجي سمح هو الآخربتفرد قائد مبعوث من الولايات المتحدة الأمريكية أن يتصرف على هواه وماأوحي اليه لتأسيس مجلس حكم طائفي لايقبل الشك،سمح بإستحواذ أحزاب الإسلام السياسي (السلطة) في ظروف إنهيار كامل وشامل للدولة ومؤسساتها.
والتأريخ ليس بعيداً هذه المرة كي يُشَوه أو تُخفى فيه الحقائق،إذ هرع الجميع لتكوين كيانات وأحزاب بالإضافة الى الأحزاب والتكتلات والتجمعات الدينية سواء القديمة منها والتي تأسست في العراق أوالحديثة التي تأسست في خارج الوطن مثل إيران لتعلن عن مشاريعها الإسلامية لإنقاذ الناس والوطن على حد سواء، وغاية الأمر أن جل أحزاب الإسلام السياسي سعت إلى السلطة،وأهملت الوطن ومن ثم الناس معاً بغية الأستفادة الحزبية والشخصية ولم تسعى الى البناء وهذا ما حتَّم الصراع بين المستفدين والذي إنتهى الى المحاصصة الطائفية وما صاحبها من تعزيز التدخل الأقليمي والدولي، والذي أفسح المجال لقوى النظام القديم المباد من إقامة تحالفاتها المتعددة مع قوى الشر العالمي ومنها القاعدة والتجمعات التي رفعت راية المقاومة تحت مسميات عديدة واوكلت لها مهمة ترويع الناس عن طريق حز الرؤوس والتمثيل بالجثث ورميها على قارعة الطريق،ولم تستطع كل الأحزاب الإسلامية من تناسي خلافاتها النفعية والتفكير جدياً بما آل اليه مصير الوطن!، تحدث قادة تنظيمين عراقيين إسلامين يُمثلان مذهبين إسلاميين متناقضين مؤخراً,على إحدى القنوات الفضائية وأعترفا علناً بأنهم وجميع احزاب الإسلام السياسي فشلوا فشلاً ذريعاً في بناء الدولة العراقية بعد هزيمة البعث،[ولابد من الإعتراف بذلك،لابل علينا والحديث لرئيس البرلمان السابق(محمود المشهداني)وعضو البرلمان العراقي عن حزب الدعوة سابقاً والإصلاح حاليا(فالح الفياض) من الآن وصاعدا من طرح مشاريع وطنية ونسف كل طروحاتنا السابقة بخصوص مشاريعنا(الإسلاموية)والتي لم تثمر إلا مزيداًمن الدمار والخراب] ولقد حاول بعض المتحاورين من التملص من مسؤولية ما حصل وقال:الجميع يتحمل المسؤولية ولم يستثني أحداَ من نتيجة الفشل ومآله بما فيهم العلمانيين والديمقراطيين والشيوعيين والأكراد في حين توقف المحاور الآخرعند (منعطف) وعي الشعب حيث قال من حق الشيوعيين ان يسحلونا في الشوارع لآننا أذعنا في تدمير الوطن والناس حيث فشلنا في بناء الدولة نتيجة تكالب الحركة الدينية والمتمثلة في أحزاب الإسلام السياسي على السلطة،ولا ضير البتة في طرح مشروع وطني بديلاً للمشاريع والتصورات الإسلامية التي فشلت منذ 1400 عام وحتى هذه اللحظة ,والحقيقة أن الأثنان(المشهداني،والفياض) ولربما غيرهم قد توصلوا إلى قناعة ما بأن الناس بمختلف مشاربهم قد ذاقوا مرارة الكذب والعهود ولم يعد بالإمكان إستغفال الجميع كما كان يفعل(إبن بشر*) بالكوفة حيث أتاه سائل محتاج فقال لهُ:أخمسمائة أحب اليك الآن عاجلة أم ألفٌ في قابل أي (مؤجلة)؟ قال السائل المسكين:ألفٌ مؤجلة، فلما أتاه قال لهُ:ألفٌ أحب اليك أم ألفان في قابل؟ قال: ألفان.فلم يزل ذلك دأبهُ حى مات (إبن بشر) وما أعطاهُ شيئاً.
والسحلُ ليس بالضرورة أن يكون بالحِبال أو كما يتصوره البعض، وكما صوره أعداء الوطن وألصقوه بالشيوعيين العراقيين إبان ثورة 14تموز عام 1958 على أنه سحل في الشوارع وبطريقة همجية لاتمت بصلة إلى الإنسان,فسحل اللصوص والمفسدين والقتلة من الرجال والنساء من قبة البرلمان الحالية إلى حيث ماكانوا قبل 2003 يأتي هذه المرة عن طريق صناديق الإقتراع شرط عدم زج الدين وأسماء الأنبياء والأئمة والأولياء والرشوة في السياسة كالتي أعتمدها المُسلم(ابن بشر).
الهوامش:* (إبن بشر) كان من أجود من يغدق على الشعراء حينها !!!!!!!
السويد 14 اكتوبر 2009 رشيد كَرمـــــة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبيل حصولها على حزمة مساعدات


.. موسكو تصعد هجماتها بعد مؤتمر سويسرا للسلام




.. طفلة باغتها القصف قبل أن تهنأ بحذاء العيد


.. لا ماء ولا طعام.. في ثاني أيام عيد الأضحى بشمال غزة يشتد الج




.. مشاهد تظهر حريقا ضخما غرب لوس أنجلوس التهم 15 ألف فدان وتم إ