الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن تفاعلات الأحداث بالصحراء:

بوجمع خرج

2009 / 10 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عن تفاعلات الأحداث بالصحراء:
مقربين من الملك أولى بتهمة الخيانة
*بوجمع خرج

أوقفت السلطات المغربية بمطار الدار البيضاء الشباب الصحراويين الذين عادوا من زيارة قادتهم إلى مخيمات تيندوف. وللإشارة لقد احدث استقبال هؤلاء المتمردين من طرف جبهة البوليزاريو وقعا كبيرا في الأوساط المغربية بشكل يتجاوز ربما حتى ما توقعه المشرفون على هذه العملية بحيث أننا شاهدنا مختلف الوجوه السياسية والأعيان المغاربة.... في ردود أفعال عاطفية بشكل مثير جدا. ولعل الأهم في هذا هو تعرية الحقيقة التي كانت تخفيها أوراق مزيفة للحكامة المغربية بالصحراء في شجرة الكينونة للمملكة المغربية .
فأما عن حقيقة الأوضاع بالصحراء ابتداء من شمالها فإنها بقيت أسيرة حكامة تشتغل عكس ما يعلن عنه رسميا وعكس الخطابات الملكية بمعنى أن هناك مؤامرة ضد المجتمع الصحراوي. هذه المؤامرة هي التي جعلت الشباب يتعاطف مع أطروحة جبهة البوليزاريو التي تعمل على استقلال الصحراء. وفي هذا الصدد يمكن القول على أن الجماهير المغربية بما فيها الصحراوية المتواجدة بالصحراء الغربية تعبئ بشكل أصبح يبدو ساذجا وشكليا أكثر من ما هو موضوعيا وشرعيا مما جعله يفقد من مصداقيته في الواقع المعاش اليومي في تدبير الشؤون الصحراوية. وعن هذه الأخيرة فحتى المجلس الملكي الاستشاري(كوركاس) فشل في تعويض مجلس الشيوخ الصحراويين الذي كان عمل به ومعه الملك الراحل الحسن الثاني.
وللتذكير فإن الكوركاس تم تأسيسه في سياق تفعيل سياسة الإشراك المجتمعي التي ينهجها الملك محمد السادس. وعن هذه الاشراكية يمكن القول أنها لا زالت في طورها كفكرة وكمشروع ولم تجد موطنا لها في الكل الحكاماتي في الصحراء. ولعل السبب الأساس في هذه هو المقاربة الأمنية المكرسة في المجال الذي ارتكبه العهد الجديد وخاصة وزارة الداخلية تحت مسؤولية السيد شكيب بنموسى الذي يمكن الجزم على أنه ضالة هذه الوزارة. بل لأنه كذلك زاد الأمر استغرابا كما لو أن العبث المؤسسي بالمجال الصحراوي مقصود. لذلك و في ضل المساومات وتغييب الإنسان الصحراوي في موطنه وإبعاده عن تدبير شؤونه وعن توزيع ثرواته ازداد الانشقاق الوجداني داخل الصحراء في ما يتعلق بالشق المواطناتي والوطني. فأما عن استفحال هذه الظاهرة في صمت فانه يعود إلى مفارقة هائلة بين ما يتصف به الملك وسلوكاته وتفاعلاته الطيبة ظاهريا مع المجتمع وبين تصرفات ممثليه في المجال. وفي هذا السياق وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على توليه عرش المملكة نضجت التجربة وتطورت الملاحظة فكان للفاعلين أن ينسبوا الإشكالية للنظام المخزني خاصة وأن المؤسسات الرسمية والمصالح بالمجال تبدو كما لو أنها مستعمرات في فلسطين. وطبعا هذه أمور قد لا ينتبه إليها كبار المسئولين الوافدين على الصحراء في بريستيجية المقاعد أو على الأقل شمال الصحراء الذي ينتسب إليه الشباب الصحراوي المتمرد ومنه كذلك كانت انطلاقة ما يسميها الصحراويون الانتفاضة التي ستؤدي إلى التكتلات المنبثقة عنها جبهة البوليزاريو.
وعن الملموس القابل للقياس فثمة عدد هام من كبار الدبلوماسيين المغاربة لا يريدون حلا للصحراء. ولعل ما يزيد غرابة لدى المجتمع الصحراوي الفاعل والنشط هو أنه يوجد من بينهم مقربين جدا للملك محمد السادس. لذلك كان طبيعي أن نتساءل: هل هم يخفون الحقيقة عن الملك؟ أي هل هم إذن متآمرين عليه؟ أم هل هم يحتالون على الحقيقة بتمويهه وإيفائه أخبارا مزيفة؟ وهل يمكن هذا في ضل خمس مخابرات وربما أكثر؟ هل فعلا الملك لا يعلم عن التآمر على الكفاءات الصحراوية؟ وإذا كان لهذا من دلالة فإنها هي تلك التي تعني أن الأولى بالخيانة الموجهة أليهم هم بعض من المقربين للملك.
الأكيد أن عددا من المشرفين على الملف الصحراوي يجتهدون ليل نهار لكبح الأصوات القوية والعقول النيرة والكفاءات الكبيرة بالتعامل مع السذج من الصحراويين لتلفيف الحقيقة. وطبعا كل هذا لاستنزاف خيرات الصحراء و الشعب المغربي ذاته في تمويهه بجعل الصحراء معلقا للمشاكل الداخلية. وفي هذا الصدد سخرت جمعيات ممخزنة ومخابراتية من بينها من ساهمت في استفحال الوضع وهي معروفة لدى الصحراويين تحضا بدعم كبير وقد تندفع للواجهة الإعلامية قبل الإعلاميين ذاتهم بسبقها في الكشف عن حقائق مخابراتية متطورة لتعليب الرأي العام المغربي كما لو أنها تخشى على نفسها من فضيحة ما.
وعلى ذكر الإعلام فإن هذا الأخير في المغرب من كثرت الخطوط الحمراء وشدة الغرامات المالية بالنسبة لشرفائه ونظرا لضعف بعض الانبطاحيين المتواطئين الاسترزاقيين يمكن الاعتقاد على أنه يساهم بشكل أو بآخر في تكريس الوضع بالصحراء خاصة وأن هذا الملف مقدس وربما هناك توصيات صادرة في شأنه لدى البعض علما أن حرية التعبير صحراويا مكبوحة في المفهوم التقليدي الموروث عن البصراوية الذي لازال منتصبا في الوعي كما لو أنه مطوطم في الذاكرة الجماعية هذا علاوة على الفهم النمطي للقضية الصحراوية احدث تمثلات خاطئة من كثرة التعبئة العاطفية بحيث أنه لازلت بعض الصحف تروج مصطلحات تنم عن حالة سيكوتسايسية غير موضوعية و متجاوزة كأن نقرا "الإنفصاليين" " المرتزقة" " الكيان الوهمي" " مخيمات الذل والعار" " المغتر بهم". هذا علاوة على عجز بعض الصحف الهامة في نشر المقالات الصريحة من داخل الوطنية الصادقة وأقولها بالدليل. فالمجتمع المغربي والصحراوي سواء في وحدويته أو عكسها هو مجتمع حداثي ومتطور وعقلاني بحكم تطور الأوضاع في العالم لذلك هو في حاجة إلى خطاب ذكي يساير محفزاته وهواجسه.
قد يجوز أن نقول على أن رمز الانتفاضة لبوليزارياويي الداخل علي سالم التامك بأنه انفصالي بحكم أنه من الجهة الشمالية للصحراء الغير معنية بالنزاع ولكن هذا أيضا ليس سوى خطابا شكليا قابلا للمحاورة والتأويل لذلك فحتى حينما ضعف العقل التدبيري بالمجال والاحتيالي على المفهوم الجديد للسلطة الذي فشلت فيه الحكامة في المجال... بل وحتى وإن عادت الحالة إلى ألفتها القديمة في اللجوء إلى القهر والمضايقات فإن هذا لم يحد من تفشي ما يمكن أن يسمى فعلا انفصالا داخليا. والأكيد أن هذا الانفصال في ضل اجتهاد كبار من الدولة في تمويه الشعب وإخفاء الحقيقة عنه بما فيهم المقربين جدا للملك والغريب فيهم من أكبر المخلصين إلى والده الحسن الثاني فإن هذا الانفصال يتطور إلى انتفاضة ثورية بقناعات تغترف مبرراتها من الواقع لأنه ليس هناك أكثر قدسية من كرامة الإنسان . وللتذكير قد أكون ساذجا في طرحي الإشكالية هكذا في ما يتعلق بإخفاء الحقيقة ربما عن الملك ولكن ليس الأمر كذلك عند الشباب الصحراوي فهم يقولون على أن الملك يعلم الحقيقة خاصة وأن سلوكات بعض من المعنيين تجاوزت الحدود الوطنية في المؤامرة لا فقط على الصحراء بل على المملكة المغربية وعلى المغاربيين قاطبة ولقناة الجزيرة وبعض من الصحف المغربية والدولية شهادة في هذه وأذكر منهم السادة والي جهة كلميم السمارة وهو ممثل الملك بالجهة ورئيس الكوركاس وصديق الملك الذي يعتبر من بين مهندسي الوضع الحالي ورئيس حزب الأصالة والمعاصرة(مع استثناء للحزب لأنه لا يعرف الحقيقة) وطبعا لا يمكن إلا ذكر المخابرات ... لذلك فمسؤولية استفحال الوضع لا يتحملها الشباب الصحراوي وليدي ما بعد المسيرة الخضراء التي أبدعها الحسن الثاني ولا حتى ما قبلها بعقد زمني.
*بوجمع خرج/ مهتم بالشأن الصحراوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - La colonisations arabe au sahra amazigh est en marche
ARGAZ ( 2009 / 10 / 14 - 15:29 )

Le sahra est amazigh et marocain.


2 - أنا مستعد لحوار متمدن وهادئ
بوجمع خرج ( 2009 / 10 / 15 - 19:44 )
تحية لكل الأمازيغيين ومزيدا من النضال للتأسيس إلى مغاربية الحقوق الشرعية والوجودية والوجدانية
فأما عن هذا الموضوع فهو حساس جدا بحكم انه اختلط فيه السياسي والتسايسي والثقافي والهوية... ليس معناه أني لن أناقشه فقط اطلب من المتدخلArgaz أو غيره أن يتدخل بشكل معرفي علمي من خلال كلمات تسمح لي بالنقاش والحوار المتمدن في سياق التفتح على الغير وطبعا في سياق الشمولية و الكليانية أو الشخصانية في الفردانية بدل كلام مبهم ... كي أعرف كيف اوجه مداخلتي
ومبدئيا الأرض ليست لأحد دون الآخر.ولكن لا يجوز بأي حق من الأحوال انتزاع مجال لأي كان تفاعل وتآلف معه إلى درجة تشكيل ألفة ما أوهوية ثقافية أو تقاليد ما. وفي هذا السياق فالصحراويين والساكنة الأطوشطونية تآلفوا في ما يسمى بالحسانية -بيضان- علما أن الحسانية هي خليط للعربية والصونيكية والبمبارية والطواريقة والأمازيغية... وكمثال أذكر Argaz فالحسانمية استعملتها -أراكاج-
وفي هذا أذكر على أنه بين حرف -ز- و -ج- كل حكاية مصطلح -أمازيغ- وطبعا في هذا نقاش لا يخلو من علمية
فالشمال الإفريقي كان قبل وصول البرابرة(لا أقصد المصطلح بالمفهوم السلبي) لغيرهم أي للإنسان الذي أسس أول حضارة منذ العهد الحجري الجديد بحيث كان المناخ آن ذاك رطبا بالصحراء منذ8000

اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة