الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 10 / 14
الادب والفن


ليس لكلّ لأطباء حصانة ضميريّة ..لكن يبقى الأمل في أن يظلّ الطبيب رمزا ليد الله على الأرض ...

بعد الزيارة المفاجئة ل " هيام " زوجة " هاني " ، كان لا بد من الكثير من الأسئلة حول هذا الزميل الطبيب ...
كانت فكرة أن أسأل عن سبب طرده من نقابة الأطباء ، فكرة ملّحة أقضّت عليّ سلاما انعزاليا ، و بعدا اختياريا عن الأوضاع الاجتماعيّة و الشخصيّة للأطباء .
وقد حصلت على سيرة مفصلة لحياة " هاني" بعد مكالمة هاتفية واحدة ل " عماد " أحد الأطباء الناشطين في النقابة ، و الذي و بدون أن يتأكد حتّى من هوية المتصل ، سرد لي و بمنتهى الشماتة كيف أدمن " هاني " المورفين ،و كيف طرد من قسم الجراحة في الدراسات العليا و من نقابة الأطباء بعد أن أثبت صرفه غير المبرر للمواد المخدرة و التي تستخدم في المستشفيات حصرا بوصفة طبيّة .
كما تبرع "عماد" بدقائق ثمينة من وقته الطبيّ اليقظ ليخبرني كيف حضر هو شخصيا ( نوبة السحب) التي تحدث عند التوقف عن أخذ المادة المخدرة ،و التي تعرض لها "هاني " في أحد أروقة المستشفى ، ناقلا لي تفاصيل دقيقة عن سقوطه أرضا ، و ارتجاف أطرافه الأربعة ، مشبها إياه ب (كلب مصروع يتعرق )، و خاتما حديثه بجملة كان لها تأثير( الكافيين ) على لياليّ التالية :
(لبطته) بكلتا قدميّ و بصقت عليه .. هوني عليك يا دكتورة ، ليس هناك أكثر من الأطباء ، (و ينقصوا واحد ..أريح و أربح )...
منعتني هذه الجملة من النوم أياما عدة ،و أنا أفكر في واقع موجود رغم أنوفنا جميعا ..واقع مهنة التجارة التي تضم رويدا رويدا جميع المهن الأخرى تحت لواء قسمها الأناني المبرر .
إلى أن أتى موعد " هيام " من جديد ، و دخلت العيادة بنفس المظهر الأول ، لكن مع كدمات جديدة .
عندما سألتها عن مشكلة "هاني " مع نقابة الأطباء تلعثمت و تغير لون وجهها قبل أن تبدأ الكلام:
هل تعلمين يا دكتورة من هو والد "هاني "؟ و كيف مات ؟
-في الحقيقة ذاكرتي ضعيفة جدا ، و إن كنت أعتقد أنّه كان أستاذا في الجامعة ...
صحيح تماما ، أستاذ في كلية الهندسة الكهربائية ، و قد كان المثل الأعلى لأولاده و السبب المباشر في تفوق " هاني " عليكم جميعا ، كل أصدقائه نسوا ذلك .
أحسست بنوع من تسليح للكلمات ، بلهجة يستخدمها البشر عندما يجرحون ، فقلت :
-ذاكرتي ضعيفة في كل شيء إلا في تذكر من كان أفضل منّي ، و دفعني بمنافسته إلى الأمام .أذكر تماما كيف كان "هاني " أحد الأوائل في الكلية ، و لذلك أود أن أعرف لماذا حدث له ما حدث .
عادت لغة " هيام " إلى طبيعتها المسالمة و بدأت الحكاية التي يناسبها أكثر وصف (حدوتة):
بدأت القصة هذه منذ سنوات ، عندما شخّص لوالد "هاني "(سرطان بنكرياس في مرحلة متقدمة ) ... لن أحدثك اليوم عمّا عاناه فأنت تعلمين أعراض هذا المرض و تبعاته أكثر مني ، و لن أقول لك كم تغيّر "هاني " بعد ذلك فلا بد أنك تتوقعين ، لكن الذي قد لا يخطر ببالك أن هاني كان ضعيفا لدرجة تعاطي المسكنات القوية الموصوفة بشكل مشرّع طبيا لتخفيف ألم سرطان والده !
أتعلمين يا دكتورة ، لم أكن يوما أعتقد أن الموضوع سيتحول إلى إدمان ، قلت في نفسي إنها أدوية مهدئة كما كان يسميها هو ، لم أكن أعلم أنها ستدمر حياتنا ، و تزيد من غيرته المرضيّة إلى حد التجسس على تفاصيل حياتي ، و إرغامي على العلاقة الجنسيّة المنقولة عبر تلك الكاميرا في غرفة نومي و التي حدثتك عنها .
لو أن العلاقة الزوجيّة تخلو من قرف الجنس لهربت الآن ، و لكنني محكومة بفضائح مصوّرة قد يثيرها ضدي شخص مدمن أحببته و كنت مستعدة إلى الموت من أجله .
بدأت " هيام " بالبكاء و أشارت إلى الملاءة السوداء التي تغطيها :
هذه ليست أنا و لا شخصيتي ، أنا و لعلمي بغيرته المرضيّة أيدت كل ما طلبه منّي ، لم أكن أعلم أنني أساعده ليزيد في مرضه و ضعفه .

مع كل ما حدثتني عنه " هيام " ، و ما عرفته من (اللاطبيب) عماد ،و مع علمي بكون الإدمان متهم بحد ذاته بتعزيز التوهمات ، كتوهم الغيرة أو ما يسمى متلازمة (أوتيللو) نسبة إلى رائعة شكسبير .
رغم كل ذلك ..أحسست بحدسي الأدبي و ليس الطبي أن هناك حلقة ناقصة لم أعرفها بعد ...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح