الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي الحشاشين في قضية العلم والدين !

فيليب عطية

2009 / 10 / 14
كتابات ساخرة


اصبحت قضية العلم والدين في المجتمعات الاوربية المتقدمة من القضايا المحسومة التي لم تعد تثير جدالا أو شجارا . عرف الغرب ان الدين بطقوسه ورسالاته وكتبه يدخل في دائرة المعتقدات الشخصية ، وهي حق من حقوق الافراد لايجوز المساس به مادام لايتعدي علي سلامة الجماعة ووجودها .
اما الامر في المجتمعات المتخلفة فيختلف عن هذا تماما . يخرج أبو زيط نطاط الحيط الي المجتمع ، ويحمل بكفاءة شهادة الرسوب في التعليم ، ولكن مازالت لديه امكانية الحركة : تنمو السكسوكة علي عجل ويرصعها بالزبيبة ويحرص علي تلاوة التسابيح تسعة وتسعين مرة ، اما علاقته بالآخرين فهي الاكثر مدعاة للسخرية والنفور : هذا كافر وهذا زنديق ، اتقوا الله ياعباد الله ، الي أن تزول السماء والارض لايزول حرف واحد من كتاب الله .
شخص لايعرف أبجد هوز حطي كلمن يتصفح كتاب الله تصفح الخبير العليم ، ويؤمن ان به اسرار السماء والارض ، واسرار الفلق والخلق وعلي الآخرين ان يؤمنوا بهذا والا فالويل والثبور وعظائم الامور والرشاش المستور .
لم يكن الشرق منذ القرون الوسطي بعيدا عن هذه القضية ، وقيل فيها كلمات مضيئة مازال اساتذة الجامعات يذكرونها علي مضض ، فقد اشتعلت في بغداد قضية خلق القرآن ، وقالها لهم الرازي الفيلسوف بكل صراحة : انكم تقولون ان القرآن موحي به ، لكني اقول ان كتاب المجسطي هو الموحي به ، ذلك لأني استطيع ان اؤلف لكم قرآنا بكل سهولة ، لكن كيف لي ان اضع مجسطي .
من المعروف ان كتاب المجسطي هو كتاب للاسس الفلكية والرياضية الفه العالم السكندري بطليموس في منتصف القرن الثاني الميلادي ، وكان قول الرازي هذا تعبيرا عن انبهار علماء بغداد بالثروة الفكرية لاثينا والاسكندرية .
اما في الغرب فقد اتخذت المواجهة طابع الصدام الموجع في قضية جاليليو الشهيرة ، فقد قال الرجل ان الارض تدور حول الشمس ، فاذا باصوات الكنائس والمجامع والاساقفة والبابوات تدوي في فضاء الكون : لا والف لا . كلام الله المدون في سفر التكوين يقول ان الله خلق الشمس لتنير علي الارض ..ليس الا .. فكيف بالكبير ان يدور حول الصغير ، وقادوا الرجل الي المحاكمة واجبروه علي انكار كلماته ، لكن اقمار جاليليو تدور اليوم لاستكشاف الفضاء الرحيب ، ولايعلم احد شيئا عن اساقفته وزبانيته .
كانت المعركة صريحة وحاسمة ظلت في الوجدان الاوربي الي ان وضع "بيكون" كتابه "النظام الجديد" ووضع " ديكارت" مقالته " مقال في المنهج " تحددت من خلاله شروط التجربة العلمية ، وحسم العلم معركته النهائية مع الدين .
لكننا في الشرق مازلنا اسري لشملول وبهلول ، ولم يعد الامر في حاجة الي المزيد من الكلمات فالمعركة هي مع أنفسنا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بغداد
جيفارا ( 2009 / 10 / 14 - 17:05 )
كيف أستنتجت حينما قال ألرازي عن كتاب ( المجسطي ) أنبهر علماء بغداد با لآسكندرية ,علمآ أن ألكتب ألتي تؤلف في . بقعة من ألعالم ألاسلامي ان ذاك كانت تختم في بغداد ويتم أعتماده , عنوان الموضوع يختلف عن محتواة . تطرقت لاوربا حول غاليلو غاليلية صحيح ,لكن لايمكن التميز بين قضية كروية ألارض كعلم وضعي وبين مسألة هل ألقرأن مخلوق أم موجود منذ ألازل ألاولي يمكن أثباتها عاجلآ أم أجلآ لكن ألثانيةأنتهت من دون نتيجة وحتى ألعلم ألذي تقول بة لم يحسمها لأنها مسألة فلسفية قبل أن تكون علمية , وأستودع للة في بغداد لي قمرا

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟